سبب وجود النفط في الخليج

سبب وجود النفط في الخليج العربي ونظريات تكونه من المعلومات التي تخفى على الكثيرين، حيث إن النفط والغاز موارد طبيعية جاد الله بها عليها، وهي مقسمة على مساحات الأراضي لأسباب جيولوجية، ولكنها كغيرها من الموارد بعضها تم اكتشافه، والبعض الآخر ما زال رابضًا في ثنايا طبقات الأرض ممتنع عن معدات البشر، وهذا ما نتناوله في موقع صناع المال.

سبب وجود النفط في الخليج

ربما يرجع وجود النفط الخليجي إلى ضحالة منطقة الخليج عن المناطق الأخرى مما يسهل اكتشاف محتويات الأرض النفطية، كما أن الوجود النفطي في البيئة العربية جرى تكثيفه بفضل تتابعات الصخور الملحية الضخمة التي ترسبت.

لكن إذا أردنا الإجابة عن سبب وجود النفط وأصل هذه الظاهرة الطبيعية بشكل علمي فإن علماء الجيولوجيا يقدمون لنا نظريتين، الأولى هي الأصل العضوي للنفط، والثانية هي نظرية الأصل غير العضوي، وهذا ما نطلعكم عليه فيما يلي.

1- الأصل العضوي لوجود النفط في الخليج

يرى العلماء في هذه النظرية أن النفط هو تكوينات لبقايا الحيوان والنبات المدفون في الأرض منذ ملايين السنين، على سبيل المثال فقد تجمد وتحللت الكائنات البحرية وتحول إلى صخور رسوبية في قاع المحيط.

بعد تعرض هذه الأجسام العضوية إلى الضغط والحرارة بفعل الدفن تحت قاع الأرض تحولت البقايا العضوية الغنية إلى مواد هيدروكربونية مثل النفط والغاز، وحدث هذا على إثر التفاعل والكيميائي والنشاط البكتيري.

2- الأصل غير العضوي للنفط في الخليج

يذهب أصحاب النظرية إلى أن النفط غير عضوي وأصله هو المعدن، ويرجع تكونه إلى وجود ترسبات الكربيدات وتحول الفلزات في باطن الأرض إلى بخار ماء.

تواجه النظرية صعوبة في فرض نفسها عند أهل المجتمع العلمي لصعوبة إيجاد رواسب الكربيدات بالشكل الكافي لإنتاج الكمية الموجودة بالفعل من زيت النفط، ولكن أصحاب النظرية يرون أن هذه الكربيدات موجودة في الصخور البركانية التي تخرج منها غازات هيدروكربونية مشابهة من فوهات البراكين.

لا يقتصر فريق الأصل غير العضوي على رجوع النفط إلى أصله المعدني، ولكن يوجد فريق آخر يرى أن الهيدروجين والكربون قد تكونا واتحادا قديمًا ثم انتشر الناتج في باطن الأرض وجاء التسرب إلى وجه الأرض على إثر الشقوق والصدوع في القشرة الأرضية.

اقرأ أيضًا: بحث كامل عن النفط

قصة اكتشاف النفط في الخليج

يرجع اكتشاف النفط في الخليج إلى أواخر العشرينيات، وفيما يلي نعرض لكم أهم قصص الاكتشافات بالترتيب الزمني لها التي تجيب عن جزء من السؤال: ما سبب وجود النفط في الخليج.

1- أول بئر نفط في البحرين

غنيٌ عن الذكر أن حياة المواطن الخليجي قبل النفط كانت معتمدة اقتصاديًا على صيد اللؤلؤ التي كانت موجودة تحديدًا في البحرين، ومن المصادفة الغريبة أن هذا بدأ في الانهيار مع اكتشاف أول حقل نفط في البحرين.

يرجع أول امتياز منحته البحرين للتنقيب عن النفط إلى العام 1929، بدأ الحفر لأول مرة في بئر جبل الدخان في السادس عشر من أكتوبر 1931 من قبل شركة أتاوا الكندية.

2- أول بئر نفط في السعودية

يُرجع أصل البترول في منطقة الخليج إلى قصة توقيع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على اتفاقية تنقيب البترول مع شركة ستاندرد أويل عام 1933، الشركة الأمريكية أنشأت في نفس السنة مؤسسة تابعة هي شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد للتوسع في الانتفاع بهذا الامتياز.

أول حقل نفطي في المملكة فهو المعروف بقبة الدمام، والتي تم إعداد خارجة هيكلة الخارطة للمنطقة من خلال جيولوجيين من الولايات المتحدة الذين استعانوا بالبدو لإرشادهم إلى أماكن هذه الآبار.

شهدت قبة الدمام أول الآبار بالمعنى المعروف في 1935 ولكنها لم تثمر كما توقع الباحثون، ولأن النتائج الأولية أشارت إلى وجود الغاز والزيت في المنطقة فإن الفريق البحثي استمر في العمل.

لم يثمر عمل الشركة إلا بعد خمسة سنوات من السعي الدؤوب، ربما كان السبب هو انخفاض مستوى المعدات والأجهزة بذلك الوقت، ولكن على كل حال فإن البئر السابع حين بدأ الفريق بحفره لم يكن أكثر المتفائلين متوقعين أن يسفر ذلك عن أكثر من نفق مسدود إلى كمية ضئيلة من النفط.

إلا أن الجميع تفاجئ من 1585 برميل من النفط تتفجر يوميًا من هذه الحفرة، والتي بلغت عمقها كيلومترًا ونصف الكيلومتر، وكان بذلك أول الآبار المكتشفة في المملكة.

اقرأ أيضًا: ما هو التضخم الاقتصادي

3- أول بئر نفط في الكويت

أصيب سوق اللؤلؤ الطبيعي في العالم بالكساد نظرًا لظهور تكنولوجيا زراعة اللؤلؤ الصناعي، مع بداية عقد الثلاثينات بدأ السوق العالم بالانهيار بشكل واضح مما وضع اقتصاد الكويت آنذاك في تحدي صعب.

قرر المسؤولون في الكويت البدء في التنقيب تيمنًا بخطى السعودية والبحرين، وبعد توقيع الامتياز مع شركة نفط الكويت المحدودة بدأ الحفر الأول في نهاية عام 1937.

لم يستمر البحث طويلًا حتى تفجرت أول آبار الكويت في الثاني والعشرين من فبراير 1938، حيث تم اكتشاف النفط في برقان خلال العام 1946 واحتفلت البلاد بأول شحنة من النفط يتم تصديرها للخارج.

4- أول بئر نفط في الإمارات

انتقل ويليام وليامسون إلى أبو ظبي في يناير 1936 بعد أن حصل على امتياز التنقيب، ولكن فريق العمل لم يحصل على النتائج التي شدوا إليها الرحال، مما دفع المسؤولين إلى استقدام خدمات المستكشف جاك كوستو.

قام المستكشف الفرنسي برسم خريطة جغرافية لقاع البحر تعمد إلى التنقيب في عدد من النقاط التي تحتم وجود النفط، وهذا ما أثمرت نتائجه أخيرًا في 1958 عندما حفر حقل أم السيف ووصل الفريق إلى النفط على عمق 8755 قدمًا.

استمر هذا الاكتشاف قائمًا إلى أن صدر حق الإنتاج الرسمي بعدها بأربعة سنوات، اكتشف خلالها أحد الآبار على اليابسة فر مربان، فيما كانت أو شحنة تخرج من المنطق من جزيرة داس في 1962.

توالت بعد ذلك الكشوفات الجيولوجية في حقل الفاتح (1966) وكذلك في جزيرة أبو موسى بالشارقة (1972) وبعد اثنا عشر عامًا استخرج حقل بحري في رأس الخيمة عام 1976.

5- أول بئر نفط في عمان

يرجع السبق في عمليات التنقيب عن البترول إلى عمان التي بحثت عن النفط لأول مرة عام 1925 عندما منح السلطان تيموز بن فيصل أول امتياز لشركة دي أر سي الاستكشافية.

لم تنجح الشركة رغم سنوات التنقيب الطويلة مما أوقف العملية لعقود طويلة حتى تسلمت شركة العراق للنفط راية البحث في 1962، ولم تلبث الشركة عامًا واحد حتى اكتشفت أول بئر في نتيه، واستغرقت عامين حتى تجد بئر آخ في فهود، وكانت بذلك أول شحنات النفط في 1967.

اقرأ أيضًا: متى ينتهي مخزون النفط في العالم

ماذا لو كان النفط ملكية خاصة في الخليج

يرى القارئ لتاريخ البترول في الخليج أن ملكية امتياز التنقيب قلما خرج عن استحواذ الشركات الأجنبية، مثل الولايات المتحدة التي سيطرت على موارد المملكة، وكذلك الحال مع الدول الأخرى التي منحت امتيازات التنقيب للشركات من قبل المشايخ والحكومات المحلية.

يقدر الباحثون أن سبب انقلاب الكفة في المنطقة وتحول ملكية النفط إلى الشعوب الخليجية هو تأميم محمد مصدّق للنفط الإيراني في 1951، وتأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس في 1956.

حيث أعطى تغيير موازين القوى هذا دافعًا لدول الخليج لتغيير نظرتها لحقوقهم في النفط، حيث قسمت الأرباح بدايةً بالتناصف، وبعد تأميم كلِ من ليبيا والعراق لشركات النفط الأجنبية ظهر اتجاه التأميم كفكرة مطروحة بشدة بين قادة الخليج.

عمد الخليج هنا إلى شراء الشركات تدريجيًا من خلال سنوات طويلة من المشاركة والاستفادة من الخبرات والتقنيات، وهذا خلافًا لما يعقب حركة التأميم من طرد مباشر لكوادر الشركة الأجنبية وكفاءتها.

يُفسر العلم سبب وجود النفط في الخليج إلى عدة تفسيرات جيولوجية وجغرافية ميزت أرض الخليج ببعض الخصائص التي أتاحت للسكان التحول من صيد البحر إلى التنقيب عن الموارد الأرضية.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.