ما معنى التضخم الاقتصادي؟ وكيف يقاس؟ يجب قياس التضخم خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية المفروضة حاليًا، حيث يجد البعض أنفسهم ينفقون الكثير من الأموال لشراء احتياجاتهم الأساسية وأنهم غير قادرين على تحمل نفقات بعض من المستلزمات التي كانوا يشترونها من قبل بأسعار مناسبة.. وسنتناول هذا الموضوع من خلال موقعنا صناع المال.
معنى التضخم الاقتصادي
تُطرح العديد من الأسئلة عن التضخم الاقتصادي وكيف يقاس لمعرفة ما يجرى من تغييرات بالأسعار خلال الفترة الراهنة.
يُعرف التضخم الاقتصادي على أنه ارتفاع ملحوظ وواسع المدى في أسعار السلع والخدمات؛ مما يقلل من القوة الشرائية للعملة الوطنية في نفس الوقت عما كانت عليه سابقًا، وتعجز السلطات الحكومية المختصة، مثل البنك المركزي من فرض سيطرتها على التضخم.
يطلق على التضخم الاقتصادي أيضًا بأنه التغيير النسبي بالمستوى العام للأسعار بالاعتماد على الرقم القياسي الخاص بسعر المستهلك، ويظهر التضخم بسبب ارتفاع تدريجي في الأسعار نتيجة التوسع في العرض والطلب.. مما يزيد من النفقات.
اقرأ أيضًا: آثار التضخم الاقتصادي
كيف يقاس معدل التضخم؟
وفقًا لمعنى التضخم الاقتصادي وُجد أن هناك أكثر من طريقة معتمدة لحساب معدل التضخم الاقتصادي بالاعتماد على أنواع السلع والخدمات المعني.
يعتبر مؤشر أسعار المستهلك (CPI)هو الطريقة الأبرز لقياس وحساب معدل التضخم، كما يعتمد على سعر المنتج لقياس التضخم، وفيما يلي شرح لأهم مؤشرين لقياس التضخم:
أولًا: مؤشر أسعار المستهلك
يُعول عليه في قياس التضخم الاقتصادي على نطاق واسع في مختلف الدول، ويقيس هذا المؤشر النسبة المئوية للتغير في أسعار السلع والخدمات المستخدمة.
توجد عدة اختلافات بناء عليها يتم حساب المؤشر، ويعثر على التضخم الرئيسي لتوضيح نمو الأسعار في سلة السلع والخدمات بأكملها.
ثانيًا: مؤشر أسعار المنتجين
يتألف بدوره من عدة مؤشرات لقياس متوسط التغير في أسعار الخدمات من المنتجين، ويقيس هذا المؤشر التغيير في الأسعار بالنسبة للبائع وليس المشتري على عكس مؤشر أسعار المستهلك.
يوضح هذا المؤشر كيف يمكن أن تؤدي زيادة أسعار أحد المكونات النفط على سبيل المثال إلى زيادة في أسعار مكونات أخرى، منها القمح، ويحسب هذا المؤشر شهريًا.
اقرأ أيضًا: أنواع التضخم الاقتصادي
أسباب التضخم الاقتصادي
في إطار الحديث عن معنى التضخم الاقتصادي وكيف يقاس وجب التعرف على أهم الأسباب المؤدية لظهور ظاهرة التضخم الاقتصادي، ومن أبرز هذه الأسباب:
أولًا: زيادة تكاليف الإنتاج
ترتفع الأسعار نتيجة ارتفاع أسعار خدمات العوامل الإنتاجية بما يتعدى إنتاجها الحدي؛ مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجية.
بالتالي زيادة أسعار الخدمات والمنتجات المعروضة، وفي حالة عدم ارتفاع السعر فإن الأرباح ستنخفض.
ثانيًا: انخفاض العرض الكلي
لمعرفة معنى التضخم الاقتصادي وكيف يقاس يجب التعرف على أهم العوامل التي تتسبب في انخفاض العرض الكلي باعتباره أحد الأسباب.
- انخفاض في العناصر الإنتاجية والتي تتمثل في العنصر البشري والمواد الأولية.
- تشغيل كافة عناصر الإنتاج والوصول لمرحلة الاستخدام الكامل مما يتسبب في حدوث عجز بالجهاز الإنتاجي لتوفير مستلزمات الطلب.
- فقد الإنتاج لمرونته وعدم كفايته وعجزه عن توفير المنتجات للسوق خاصة المنتجات التي يزداد الطلب عليها ويرجع ذلك لأسباب عدة، منها نقص العوامل الفنية للإنتاج أو الاعتماد على وسائل إنتاجية قديمة.
ثالثًا: تأثير الفوائد المصرفية
يحدث ارتفاع في العرض النقدي نتيجة عدم احتفاظ المصارف بقيمة الودائع كاملة مما يؤدي إلى صدور نقود ودائع بنسبة مضاعفة.. تتسبب في زيادة في العرض النقدي.
بدوره يساهم في ظهور ما يعرف باسم التضخم النقدي، وتلجأ المصارف لوسيلة القروض المالية لتقليل الفجوة بين الدخل والطلب.
رابعًا: زيادة الطلب الكلي
تشير العديد من النظريات الاقتصادية المعاصر إلى أن أحد أسباب ظهور التضخم الاقتصادي هو زيادة في الطلب الكلي على السلع الخدمية والمنتجات بشكل مفرط.
فيما معناه زيادة الطلب على العرض.. ويتحدد سعر المنتج في حالة الوصول لنقطة التعادل بين الطلب والعرض، وفي حالة زيادة الطلب عن العرض ترتفع الأسعار.
خامسًا: الاعتماد على الاستيراد من الخارج
تتأثر القطاعات الاقتصادية الصغيرة والتابعة للاقتصاديات الكبرى بحركة الاستيراد من الخارج.. والتي تعتمد عليها بنسب كبيرة في الحصول على أغلب حاجاتها وخدماتها، والتي يؤدي أي ارتفاع في أسعارها إلى التأثير على أسعار بيعها بالأسواق المحلية.
سادسًا: الكوارث الطبيعية والحروب
تتأثر اقتصاديات الدول بالحروب والكوارث الطبيعية بدرجة كبيرة.. حيث يتراجع الإنتاج وتقليل عرض الخدمات والمنتجات.
بالتالي يظهر التضخم الذي يصاحبه عدد من الاضطرابات الاقتصادية، منها: هزات بالعملة المحلية وعجز في الميزانية.
صور التضخم الاقتصادي
بعدما عرفنا معنى التضخم الاقتصادي وكيف يقاس ومعرفة أسباب حدوثه سنتطرق لتناول أنواعه، على النحو التالي:
1- التضخم الجامح
- ينتج عن هذا النوع من التضخم فوضى في الاقتصاد.
- تصل نسبته إلى أكثر من 10% وتفقد النقود قيمتها بشكل سريع.
- يزداد معدل النفقات عن دخل المواطنين.
- تسود حالة من القلق للمستثمرين الأجانب وتراودهم أفكار في سحب استثماراتهم من البلاد.
- كما تسود حالة من عدم الثقة في القادة السياسيين.
2- التضخم البطيء
- يعتبر هذا النوع من التضخم إيجابي بالنسبة للاقتصاد حيث يحقق استفادة منه.
- ترتفع فيه الأسعار بنسبة 3% أو أقل بشكل سنوي.
- يتوقع فيه المستهلكون استمرارية في ارتفاع الأسعار ومع ذلك يقومون بالشراء ويزداد الطلب.
3- التضخم المتسارع
- تتزايد الأسعار فيه بنسبة 3%: 10% سنويًا مما يدفع المستهلكون بشراء أكثر مما يحتاجونه إليه وذلك حتى يتجنبوا أزمة ارتفاع الأسعار في المستقبل.
- يكون الطلب مرتفعًا جدًا حيث يجعل ذلك الموردون غير قادرين على استجابة الطلبات.
- يضر هذا النوع من التضخم الاقتصاد؛ لأنه يرتفع بدرجة كبيرة وبشكل سريع.
4- التضخم المفرط
- يحدث بشكل نادر ويرتبط بحالات الأزمات والحروب، مثلما حدث في ألمانيا في عشرينيات القرن العشرين وحالة فنزويلا في عام 2010م.
- حيث ترتفع فيه الأسعار بنسبة 50% مع تراجع دخل المواطنين بشكل ملحوظ وتحدث هزات كبيرة بالنظام السياسي للدولة.
الركود الاقتصادي
عندما يحدث تباطؤ في النمو الاقتصادي يظهر ما يعرف باسم الركود التضخمي، وقد حدثت هذه الحالة بالفعل عندما تخلت الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات عن معيار الذهب وهبطت قيمة الدولار؛ لأنه لم يعد مرتبطًا بالذهب.. ولكن في الوقت ذاته ارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: حل مشكلة التضخم الاقتصادي
الانكماش الاقتصادي
يحدث الانكماش عادة بعد الانفجارات الفقاعية المالية بسبب المضاربات وهو عكس التضخم السلبي، حيث يحدث فيه انخفاض في الأسعار.
مثلما حدث قبل الأزمة المالية العالمية 2008، وغالبًا ما يصاحب الانكماش حالة من الركود الاقتصادي.. مما يشكل قلقًا في حالة استمرارية انخفاض الأسعار لفترة طويلة.
حيث ينتج عن ذلك كساد اقتصادي، مثل فترة الكساد الكبير عام 1929 والذي انخفضت فيه الأسعار بنسبة وصلت لـ 10% سنويًا.
يراود الكثير من المستهلكين في تلك الآونة العديد من الأسئلة حول ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.. وهل سيستمر هذا الوضع طويلًا وهل هناك حل لذلك أم لا.