الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية

الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية لا يدركه البعض، رغم أهمية العلم بهذا الفارق حتى نكون على دراية كاملة بالمجتمع الذي نعيش فيه، وانقساماته المتعددة، فكثيرًا ما يحدث أن تقابلنا مفاهيم اقتصادية، وعلى الرغم من عدم معرفتنا الكاملة بها، إلا أنها تتحكم في مسار حياتنا بشكل كامل، لذا أعددنا هذا الموضوع من خلال موقع صناع المال، لنكون على معرفة بكل صغيرة وكبيرة بما يحكم العالم بل والبيئة من حولنا أيضًا.

الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية

تعتبر المفاهيم الخاصة بالرأسمالية والاشتراكية والشيوعية من أكثر ما يتم استخدامه على نطاق واسع، وهي تعبر عن الحركة المختلفة للاقتصاد، وشكل المجتمع أيضًا باختلاف طبقاته، وسنوضح في هذه الفقرة الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، بشكل مبسط فيما هو متعارف عليه.

  • الرأسمالية: تعتبر من الأنظمة الاقتصادية التي يختص فيها القطاع الخاص بامتلاك كافة وسائل الإنتاج أو معظمها، حيث يكون هو مالك رأس المال، وبالتالي من له السيطرة على تحديد أسعار السلع داخل السوق الحر.
  • الاشتراكية: هي النظام الاقتصادي لكل وسائل الإنتاج التابعة للدولة، الأمر الذي ينتج عنه سيطرتها الحكومة في التشغيل والإدارة، والجدير بالذكر أن معظم الدول التي تحكم بنظام الاشتراكية تجمع في مضمونها أيضًا الرأسمالية.
  • الشيوعية: هي نظام اقتصادي مملوك للدولة، ولكنه يهدف إلى المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين كافة الطبقات المختلفة، لذا فهي تعتبر من الحالات المثالية التي تسعى الدول في العمل من أجل تحقيقها.

1- الفرق من حيث الأصل

لقد أجبنا مُسبقًا بشكل عام عن الفرق بين المصطلحات الثلاث، وهم محل حديثنا، ولكن لماذا تواجدوا من الأصل؟ وما سبب نشأتهم؟ بالتأكد هناك قصة أو مجموعة من الأغراض التي أدت إلى ظهور المفاهيم الثلاث.

لقد تأسس كل نظام في عصر مختلف وعلى يد صاحبه، فهناك النظام الرأسمالي والذي يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي، بينما النظام الشيوعي قد تأسس عبر الفيلسوف الألماني “كارل ماركس” سنة 1848م وآخرهم هو الاشتراكي الذي كان في نهاية القرن الميلادي وبعد عام من تأسيس الشيوعية الحديثة.

اقرأ أيضًا: ما هي أسس النظام الرأسمالي

2- الفرق في الأيديولوجيا

تختلف الفلسفة التي يتبعها كل نظام اقتصادي من الأنظمة الثلاث، فالنظام الرأسمالي يبدو من مسماه أن فلسفته هو تعظيم الربح أيًا كانت الوسائل الممكنة، بينما النظام الشيوعي فهو يقوم على فلسفة القدرة والحاجة، وبالنسبة للاشتراكي فهو يعتمد على المساهمة وذلك تبعًا لما تحدثنا عنه مُسبقًا في غرض النظام الشيوعي هو إنشاء بيئة مجتمعية مثالية، تراضي كل الأطراف.

3- ملكية الموارد الاقتصادية

لنا أن نشير إلى ملكية الموارد الاقتصادية أثناء الحديث عن الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، وربما سيكون تدارك إلى ذهنك بعض من المعرفة القليلة الخاصة بهذا العُنوان تحديدًا قبل أن أقوم بشرحه.

يعتبر النظام الرأسمالي هو كل ما يشجع كل الامتلاك والسيطرة على الموارد الاقتصادية ويسمح بقليل من التدخل من الحكومة، وفي أحيان كثيرة يمكن ألا يحدث هذا التدخل مطلقًا، وفي النظام الشيوعي تعتبر الممتلكات العامة هي ملك عام للدولة، حتى لا يحق للأفراد امتلاك أي نوع من الممتلكات بصفة شخصية.

بينما في النظام الاشتراكي يمكن أن يمتلك الأفراد بعض الممتلكات الشخصية، ولكن رغم ذلك تعد كافة القدرات الصناعية والإنتاجية مُسيطرة من قبل الدولة.

4- تمييز الطبقة

ربما نكون محاطين بالتمييز الطبقي من كافة النواحي، ولكن ماذا عنه في الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية؟ أهو بنفس المقدار؟ أم يختلف مع كل مفهوم منهم؟

الجدير بالذكر أن النظام الاقتصادي الرأسمالي يُمكن أن تُقدر قيمته في الدولة من خلال مدى ما يمتلكه من ثروة مادية، بينما في النظام الشيوعي فإن فكرة احترام الطبقات هي ملغية بشكل أساسي، فالشخص العامل مثله كمثل الآخرين، وقيمته المادية مثلها مثل بقية العمال.

في النظام الاشتراكي يمكن رؤية الطبقية بشكل أوضح، وملاحظة أيضًا الاختلافات التي تتواجد بين الناس، مثل وجود الأفراد الذين يكسبون ماديًا عن غيرهم.

اقرأ أيضًا: خصائص النظام الاشتراكي

5- نظام الرعاية الاجتماعية

هل من الممكن أن تشمل الخدمات والرعاية الصحية أيضًا اختلافات النظم الاقتصادية؟ بالطبع نعم، لكل من الأنظمة السابق ذكرها، هدف معين يسعى إلى تحقيقه، شكل وبناء هرمي، تكون منذ فترة زمنية وهو يستكمل رحلته حتى الآن.

في خدمة الرعاية الصحية فإن الرأسمالية تعترف بها فقط للأشخاص الذين يمتلكون ثروة أكبر من أجل دفع تكاليف مصروفاتهم، بينما في الشيوعية يُمكنها أن تدعم وتساهم في الصحة العامة بمختلف أشكالها، كذلك يحدث في الاشتراكية ولكن على نطاق أوسع، حيث تمنح الدولة رفاهية لكل فرد في المجتمع دون أي تمييز.

6- التخطيط الاقتصادي

في ظل حديثنا عن الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية، نحاول التفكير بشكل أعمق عن التخطيط الاقتصادي لكل من الثلاث، والأمر سنجده تلقائي وواضح مُستند بشكل مباشر على السطور السابقة، حيث إن النظام الرأسمالية يتم تخطيطه اقتصاديًا بناءً على أعمال السوق الحرة.

أما النظام الشيوعي فهو يتم بالطبع عن طريق الحكومة المركزية والتي بدورها تحاول السيطرة على كافة الوسائل الممكنة، وفي حالة أيضًا النظام الاشتراكي فيتم تخطيطه من قبل الحكومة المركزية، لأن من يدير الاشتراكي والشيوعي واحد، لكن غرضهما مختلف.

اقرأ أيضًا: حل المشكلة الاقتصادية في النظام المختلط وخصائصه

هل الاشتراكية هي الشيوعية؟

ربما لاحظت من خلال السطور السابقة، تشابه كبير بين النظامي الاشتراكي والشيوعي، وهو الأمر الذي جعل كثير من الباحثين في حيرة من أمرهم فيما إذا كان النظامين هما ملخص لفكرة واحدة، أم شيء أكبر بكثير من ذلك، وفي خلال النقاط التالية.. نوضح ما توصلوا إليه عبر عدد من الكتب المتعلقة بالأمر:

  • يُعتبر النظامين اسمان لشيء واحد، أما بالنسبة لسبب تسمية الاشتراكية بهذا الاسم بدلًا عن مسمى الشيوعية، فقد قالوا إن الشيوعية اشتهرت من بعد الفيلسوف الألماني “ماركس” باسم “مزدك” وهو الأمر الذي جعل الناس تقوم باستنكارها، فلجأوا إلى كلمة الاشتراكية لتكون أقل استنكارًا منها.
  • يعتبر الغرض العملي للشيوعية هو ضرورة الإنتاج والعمل نسبةً لقولهم “من لا يعمل لا يأكل” والاشتراكية تتفق أيضًا معها في ذلك ولكنها تختلف في طريقة توزيع الثروات على الأفراد، بحيث يكون لكل فرد نتيجة مُقدرة ومختلفة له عن غيره تناسب ما بذله من عمل وطاقة.
  • كلا من النظامين تسيطر عليهما الدولة من أجل تحريك وسائل الإنتاج وتحجيم حرية الفرد وهو ما يعتبر صورة من صور الديكتاتورية.
  • اعتبر “لينين” أن النظام الاشتراكي هو المرحلة التي سبقت الشيوعية مباشرةً أو كانت بمثابة تمهيد لها بينما الشيوعية هي المرحلة الأخيرة.

التعرف على الأنظمة الاقتصادية المختلفة، قد لا يتطلب الكثير من الوقت، ولكنه يحاول فيما بعد تغيير الأفكار، ربما تغيير مسار حياة بالكامل.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.