تجارة الأسهم حلال أم حرام

هل تجارة الأسهم حلال أم حرام؟ هل تعد الأموال التي يتم الحصول عليها من تجارة الأسهم ربا؟ اختلفت أقاويل الفقهاء في هذا الجانب، الأمر الذي أدى إلى كثرة التساؤلات خوفًا من وجود اشتباه حرمانية، لذا سوف يتم من خلال موقع صناع المال توضيح كافة الأمور التي تسرد الإجابات بشكل توضيحي للتعرف على إجابة سؤال تجارة الأسهم حلال أم حرام؟

تجارة الأسهم حلال أم حرام

تتلخص الكثير من الأحكام الخاصة بسؤال تجارة الأسهم حلال أم حرام؟ في أن بيع وشراء الأسهم مباح وجائز شرعًا، لكن الأمر يتوقف على نمط المجال الذي يتم فيه تجارة الأسهم، حيث صرح الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن شراء الأسهم والقيام ببيعها حلال مادام المجال الذي يتم فيه تجارة الأسهم حلالًا.

كما أكد على هذا من خلال الحديث التالي: “إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمرَ به المرسَلين؛ فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ. ثم ذكر الرجلَ يُطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَيه إلى السماءِ: يا ربِّ يا ربِّ! ومطعمُه حرامٌ، ومَشربُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ، فأنَّى يُستجابُ لذلك”.

إن تجارة الأسهم ما هي إلا عملية شراء وبيع ولكن بأسلوب مختلف جزئيًا عن عملية التجارة التي تتم على المنتجات في أي مجال آخر، عند قيام الشخص بشراء سهم معين، يعتبر ذلك بمثابة شراء جزء من شركة، حيث إن سوق الأسهم يتضمن مجموعة من القوانين التي يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، حتى تكون هذه القوانين دليل عند إنكار أحد الطرفين لاتفاق معين.

اقرأ أيضًا: هل تجارة العملات حلال أم حرام

حكم علماء الدين تبعًا لنشاط الأسهم

يرى بعض علماء الدين أن حكم تجارة الأسهم يتم تحديده بناءً على نوع وطبيعة الأسهم التي سيتم إجراء عملية البيع والشراء من خلالها، حيث يتواجد ثلاثة أنواع من الأسهم تبعًا لرأي علماء الدين:

  • النمط الأول من الأسهم: يتمثل في الأسهم التي يتم شراؤها من خلال الشركات التي تتبع تعاليم الإسلام في تجارتها، مثل البنوك الإسلامية وغيرها، فلا حرج من شراء الأسهم من هذه الشركات، لكن تتم عملية الشراء بعد تحويل نسبة قدرها 50% من مجهودات الشركة إلى الصورة المالية.
  • النمط الثاني من الأسهم: الأسهم التابعة لشركات تعمل في مجالات محرمة بالفعل من خلال الدين، مثل المشروعات التي تعمل في تجارة الخمر أو المنتجات التي يتم تصنيعها من لحم الخنازير، بالإضافة إلى غيرهم من الشركات، حيث إن هذا النمط من الشركات يكن التعامل معها محرم شرعًا.
  • النمط الثالث من الأسهم: تتمثل هذه الأسهم في الشركات التي تم إنشاؤها من رأس مال حلال، لكنها قد تعمل من خلال استخدام الربا، فإن هذا النمط اختلفت فيه أحكام علماء الدين، فمنهم يقول إن شراء الأسهم في هذه الشركات جائز ومنهم من يرى أن شراء الأسهم فيها حرام، لأنها تعتمد على الربا، الذي لعن أكله، كاتبه وشاهده.

اقرأ أيضًا: هل الاستثمار في البورصة حلال أم حرام

شروط الأسهم الحلال

إن الإجابة على سؤال تجارة الأسهم حلال أم حرام تتطلب التعرف على الشروط التي يجب توافرها في الشركات التي يتم من خلالها شراء أو بيع الأسهم، حيث يتواجد مجموعة من الشروط التي وضعها رجال الدين بناءً على معايير الدين الإسلامي، لكي يتم توضيح إذا كانت تجارة الأسهم من خلال شركة معينة حلال أم حرام:

  • تم تصريح قرار من مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أنه لابد ألا تزيد نسبة النقود أو الديون عن 50%، إلا في حالات ضرورية يتم اللجوء فيها إلى ما يعرف بقواعد الصرف في الفقه الإسلامي.
  • عدم زيادة ديون وقروض الشركة عن 30% عند استخدام الفوائد.
  • يجب ألا تتراوح نسبة الفوائد بين 5:10%.
  • يجي التعرف على نشاط الشركة التي يتم من خلالها شراء الأسهم، حتى يتم التأكد من عدم زيادة نسبة الربا المحددة.

أشهر أسواق الأسهم العالمية

تنتشر تجارة الأسهم بين رجال الأعمال الذين يمتلكون رأس مال كبير، لأن تجارة الأسهم تحتاج إلى الكثير من الأموال، كما أن عملية الربح الخاصة بها لم تكن مضمونة وثابتة بنسبة كبيرة، لذا يجب متابعة كافة التفاصيل الخاص بالشركات التي لها نصيب بقدر كبير في تحقيق نسب عالية من الأرباح، حيث يتواجد مجموعة من أسواق الأسهم المتميزة على مستوى العالم:

  • بورصة هونغ كونغ: يصل حجم الأسهم الخاصة بها في السوق إلى حوالي 3325 بليون دولار أمريكي.
  • بورصة نيويورك: يصل عمر وبقاء هذه البورصة إلى 200 سنة، كما يصل حجم الأسهم الخاصة بها إلى حوالي 19223 بليون دولار أمريكي.
  • بورصة لندن: يصل حجم السوق الخاص بها إلى حوالي 6187 بليون دولار أمريكي.
  • بورصة طوكيو: تبلغ حوالي 4485 بليون دولار أمريكي في سوق الأسهم.
  • بورصة ناسداك: يصل حجم الأسهم الخاصة بها في السوق حوالي 6831 بليون دولار أمريكي.
  • بورصة شنغهاي: حجم الأسهم في السوق إلى حوالي 3986 بليون دولار أمريكي.

اقرأ أيضًا: شرح الرافعة المالية بالتفصيل

أهمية أسواق الأسهم

يعود على الأشخاص القائمين بالعمل في مجال بيع وشراء الأسهم مجموعة من المميزات، كما أن تجارة الأسهم تساهم في تحسين اقتصاد الدول بالإضافة إلى:

  • تعد من الطرق التي يتم من خلالها القيام بالادخار والحصول على رأس مال كبير على المدى البعيد.
  • يتم طرح العديد من الشركات للأسهم الخاصة بها من خلال سوق الأسهم، مما يساهم في تحديد الأسهم المناسبة عند الرغبة في شراء أسهم جديدة.
  • يتم تحصيل فوائد مادية من الشركات التي يتم اختيار الأسهم منها، كما أن توافر أسواق الأسهم يتيح للمستثمرين المشاركة في مهام وإنجازات الشركة.
  • تساهم أسواق الأسهم في تمويل الاقتصاد.

يجب الابتعاد بقدر الإمكان عن النشاطات التي تتعدد فيها الآراء بين الحلال والحرام، حتى لا ننغمس في الفعل المحرم دون أن ننتبه.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.