هل الاستثمار في الذهب حلال

هل الاستثمار في الذهب حلال؟ وهل يعّد ربًا؟ أسئلة كثيرة تراود التجار وحتى عامة الناس الذين يستخدمون الذهب كوسيلة للاستثمار المالي، بعِدة طرق مثل شراءه عند انخفاض سعرُه وبيعه مرة أخرى عند ارتفاع سعره، وهناك العديد من الطرق الأخرى سنوضحها بالتفصيل من خلال موقع صناع المال.

هل الاستثمار في الذهب حلال؟

إذا تمت عملية الاستثمار في الذهب مع مراعاة القيود والضوابط الشرعية، فقد وضح العلماء الحُكم بين ما يجوز وما لا يجوز، وفي ذلك أدلة من السنة النبوية والأحاديث الشريفة.

منها عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَبيعوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ، إلَّا مِثلًا بمِثلٍ، لا تُشِفُّوا بعضَها على بعضٍ، ولا تَبيعوا الوَرِقَ بالوَرِقِ إلَّا مِثلًا بمِثلٍ، لا يُشَفُّ بعضُها على بعضٍ، ولا تَبيعوا غائبًا بناجِزٍ“. (متفقٍ على صحته).

لكي نجيب على السؤال الثاني يجب أن نعرّف الربا، الأصل في الربا نوعين عند أهل العلم: ربا النسيئة وربا الفضل، ربا النسيئة هو المشهور والمعلوم عند عامة الناس، وهو أن يقترض أحدهم من الآخر 100 جنيه ويعيدها إليه 150 بالشرط المُسبق بينهما، هذا يُسمى ربا النسيئة أو ربا الأجل.

أمّا ربا الفضل فذكره النبي في ستة أنواع قال رَسُول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَدًا بيَدٍ، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَدًا بيَدٍ (رواه مسلم)

هذه الأصناف الستة لا بُد أن تكون يدًا بيد، وتتم في وقتها ولا يجوز أن تُأجل، وأن تكون مثلًا بمثل، بمعنى أن الجرام يقابله الجرام، والكيلو يقابله الكيلو وهكذا، وهذان الحديثان الصحيحان، يؤكدان أنه لا حرج في بيع أو شراء الذهب بالذهب.

اقرأ أيضًا: أماكن بيع الذهب المستعمل

ضوابط الاستثمار في الذهب

أجاز الفقهاء الاستثمار في الذهب مع اشتراط أن يكون يدًا بيد، بمعنى عند شراء الذهب تتم المبادلة في وقتها بالمال أو بما يعادل قيمة الذهب من الفضة أو الأموال النقدية، بشرط أن تكون نفس القيمة أو الوزن، ولا يجوز تأجيل دفع المال إلى يوم آخر.

  • قال ابن تيميه: يجوز بيع الذهب المنقوش والمصوغ بما يماثله من الذهب أو الفضة من غير اشتراط التطابق.
  • لا يجوز بيع الذهب الجديد بذهب قديم غير متواجد في السوق لكيلا نقع في ربا النسيئة؛ والدليل وفقًا لِما حذر منه النبي في الحديث السابق.
  • إذا كان الاستثمار عن طريق البورصة والتداول، فقد أجازه العلماء بشرط المبادلة في ذات الوقت، أي أن تكون عملية البيع والشراء في توقيت واحد.
  • من الجائز بيع الذهب المستعمل بذهب جديد إذا كانا متساويين في الوزن والقيمة، ولا يشترط أن يكون بنفس الجودة أو العيار.
  • إذا كانت قطعة الذهب مرصعة بالأحجار الكريمة من غير الجائز بيعها بالذهب الصافي؛ لشبهة الربا، والدليل عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال:

اشتَريتُ يومَ خيبرَ قلادةً باثني عشرَ دينارًا فيها ذَهَبٌ وخرزٌ، ففَصلتُها، فوجدتُ فيها أَكْثرَ من اثني عشَرَ دينارًا، فذَكَرتُ ذلِكَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: لا تُباعُ حتَّى تُفصلَ”، ولكن إذا تمت مبادلتها بفضة أو بعملات نقدية فهذا جائز شرعًا.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الجنيه الذهب والنصف جنيه

أفضل طرق الاستثمار في الذهب

في هذه الأيام الكثير منّا يراقب ويتابع أسعار الذهب لكي يستطيع أن يشتري الذهب ويستثمر فيه، ولكن ليس كل عمليات شراء الذهب تعد استثمارًا.

أولًا: سبائك الذهب

عبارة عن صبه أو قطعة من الذهب الخالص عيار 24، ويتميز بنسبة نقاء عالية جدًا حتى أنها تتجاوز 99%، مما يعني أنها من دون أيّ إضافات أو شوائب أخرى، وهي من أفضل الوسائل للاستثمار في الذهب.

أشهرهم السبيكة بوزن أوقية الذهب وتساوي 31,1 جرام وتناسب المستثمرين الصغار، أمّا للمستثمرين الكبار فيستثمرون في سبائك أوزانها أعلى من وزن الأوقية التي تتراوح ما بين 50 جرام و100 جرام، ويُمكن أن تصل إلى ربع الكيلو.. ولها عِدة أنواع.

  • السبائك المستوردة: ويستوردها التجار ومُصنّعي الذهب من الخارج، وتُسمى بندقي مستورد عيار 24
  • السبائك المحلية: تصنّع محليًا، وتُسمى أيضًا بندقي مستورد محلي عيار 24
  • السبائك الشعبية: توجد في بعض الدول، وهي نوع كثيرًا ما يكون غير مضمون وغير مختوم من المصلحة الرئيسية المعنية بالمتابعة.

من مميزات الاستثمار في السبائك الذهبية أن مصنعية السبائك قليلة جدًا مقارنةً بأي نوع ذهب آخر؛ لأن الذهب الصافي من عيار 24 غير مشكل أو مصوغ أو مرصع مثل أنواع الذهب الأخرى.

من المميزات أيضًا أنك عندما تعيد بيعها تسترد 50% من ثمن المصنعية، مثلًا إذا اشتريت سبيكة ذهب وزنها 10 جرام، ولو دفعت في المتوسط مثلًا 40 جنيه على الجرام كمصنعية، فبالتالي ستدفع الإجمالي 400 جنيه مصنعية، إذن عندما تُعيد بيعها ستسترد 200 جنيه من ثمن الإجمالي الذي دفعته عند شراءها.

اقرأ أيضًا: أيهما أفضل الجنيه الذهب أم السبائك

ثانيًا: العملات الذهبية

يُقصد بها الجنيه الذهب، وتصل نسبة الذهب فيه إلى 91,6%، والنسبة المتبقية تكون من النحاس وتُسهل عملية التشكيل أو الطباعة على العملة الذهبية.

مثلًا الجنيه الذهب المتداول في السوق المصري وزنه 8 جرام ومن عيار 21، وعامةً قيمة المصنعية على الجنيه الذهب تأتي أكثر من السبيكة، ولا تُسترد أي قيمة من المصنعية مرة أخرى عند بيعه على عكس السبائك الذهبية.

 بجب أن نتّبع ما وصّانا به النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نراعي الله في معاملاتنا المادية وتكون عادلة، ونرد القيمة بمثلها؛ لتجنب أن نَظلم أو أن نُظلم، والله يرزق من يشاء بغير حساب.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.