يعتبر القطاع المصرفي من أهم القِطاعات التي تدعم اقتصاد أي دولة، وقد شهِدت البنوك المصرية مؤخرًا قفزات غير مسبوقة في أرباحها؛ نتيجة عوامل عدة، كما شهِدت الأسواق تقلباتٍ في سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية؛ فأثر ذلك بشكل كبير على أدائها محققًا أرباحًا أعلى.
قفزة إيجابية في أرباح البنوك المصرية
سجلت البنوك المصرية زيادة كبيرة في أرباحها خلال الربع الأول من عام 2024، ويرجع هذا النجاح إلى ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية (الجنيه المصري).
أوضحت البيانات المالية للبنوك المصرية المُدرجة في البورصة ارتفاعًا كبيرًا في صافي الأرباح خلال الربع الأول من 2024م، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي 2023.
أشار محللون إلى: “الزيادة الكبيرة في أرباح البنوك المصرية خلال الربع الأول من هذا العام يرجع إلى الفوائد التي حققتها البنوك نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة في مصر خلال هذه الفترة”.
فقد استفادت البنوك المصرية من ارتفاع أسعار الفائدة إلى جانب التغيرات أسعار العملة الأجنبية (الدولار)؛ مما سمح لها بتحقيق أرباح ملموسة، فمنذ مارس 2023م قام البنك المركزي في مصر برفع أسعار الفائدة بمقدار 11 نقطة لمحاولة السيطرة على التضخم، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
نسب الأرباح التي حققتها البنوك المصرية
حققت أرباح البنك التجاري الدولي ارتفاعًا بنسبة 97% على أساس سنوي، لتبلغ 11.9 مليار جنيه أي ما يعادل: (253 مليون دولار)، أما أرباح بنك قطر الوطني الأهلي فقد ارتفعت بنسبة 49% لتصل إلى 7.042 مليار جنيه بما يعادل: (149.9 مليون دولار).
كما حقق بنك قناة السويس ارتفاعًا ملحوظًا في صافي الأرباح بنسبة 143.6% لتصل إلى 611 مليون جنيه، أي: (13 مليون دولار) في الربع الأول من 2024 مقارنة بالعام الماضي، وشهدت أرباح بنك فيصل الإسلامي ارتفاعًا بنسبة 180% لتبلغ 6 مليارات جنيه.
العوامل التي ساهمت في تحقيق قفزة في أرباح البنوك المصرية
قال (رئيس قطاع البحوث في شركة سي أي كابيتال) (لمنصف مرسي) أن ارتفاع أرباح البنوك المصرية في الربع الأول من هذا العام يرجع إلى الارتفاع الذي شهدته أسعار الفائدة العام الماضي، والذي أثر بشكل إيجابي على أرباحها.
بالإضافة إلى ذلك، استفادت البنوك من تقديم قروض بفوائد مرتفعة واستثمار أموالها في أدوات الديون الحكومية؛ مما ساهم في زيادة إيراداتها، كذلك بزيادة الودائع التي يتم إيداعها لدى البنك المركزي.
كما أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه أدى إلى إعادة تقييم الأصول المملوكة للبنوك بالعملة الأجنبية، بالإضافة إلى رفع أسعار الفائدة.
يرجع (الخبير المصرفي) (محمد عبد العال) زيادة ربحية البنوك المصرية مؤخرًا إلى الأتعاب والعمولات التي حصلت عليها نتيجة تدبير العملة الأجنبية، ففي الفترة الأخيرة، شهدت مصر أزمة في صرف الدولار، فكانت البنوك تفرض رسومًا على خدمات صرف العملة الأجنبية للمستوردين والعملاء العاديين بالدولار.
فساهم ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه في إعادة تقييم الأرباح والعوائد بالنسبة للبنوك، مما أثر إيجابًا على أرباحها.
توقعات أرباح البنوك خِلال الربع الأخير من 2024م
من المتوقع أن تواصل البنوك المصرية تحقيق أرباح خلال الفترة المقبلة مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة في مصر، حيث بلغت الآن 27.25% على الإيداع و28.25% على الإقراض.
تشير توقعات المحللين إلى أن البنك المركزي المصري قد يقدم على خفض أسعار الفائدة خلال الربع الأخير من العام الجاري، وهو ما يحقق استقرارًا كبيرًا في سعر العملة المحلية واقتصاد الدولة بشكل عام.
تعكس الزيادة في أرباح البنوك القوة والاستقرار في الاقتصاد المصري، وتعزز الثقة في القطاعات المصرفية.. جاء ذلك جراء الإصلاحات والاستراتيجيات التي تعمل عليها الحكومة المصرية لتحسين الظروف الاقتصادية.