اهمية قضاء الديون وخطورة التساهل

اهمية قضاء الديون وخطورة التساهل قد جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد حرص الإسلام على رد الأمانات إلى أهلها وحفظ حقوق المسلم، وهو ما يكون إثره هناك عقاب ومساوئ يرها المسوف في الدنيا والآخرة في حالة عدم قضاء الديون، لذا نتناول خطورة الأمر عبر موقع صناع المال.

اهمية قضاء الديون وخطورة التساهل

يتعرض الكثير من الناس إلى التعثر المادي ويضطر المعظم إلى اللجوء إلى الاقتراض حتى يتمكن من تجاوز الأزمة، ومن الطبيعي أن الناس في حاجة لبعضهم ومن يملك المال يمكنه أن يعين المتعثر ولا بأس في ذلك.

حيث يعتبر الإقراض بهدف فك أزمة شخص ما له أجر وثواب عظيم عند الله عز وجل، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقة مرة [صحيح الألباني].

فطالما تم أخذ الدين بالشكل الشرعي الجائز فإن الله يقف بجانب الشخص المديون ويعينه على قضاؤه، لكن من الواجب التنويه أنه ينص دين الإسلام على أنه لا يجوز أن يباح أموال الآخرين والتصرف فيها كيفما نشاء أو الحصول عليها بطرق باطلة.

فننتقل هنا إلى أهمية قضاء الديون وخطورة التساهل فيها، فقد دعا دين الإسلام إلى الابتعاد عن الديون، ويرجع ذلك إلى ما ينتج بسببها من فساد ومشكلات كبيرة على الفرد أو المجتمع حيث إنها بالنسبة للفرد تكون هم وعبء كبير عليه.

فهو دائمَا ما يدعوه إلى الكذب على صاحب الدين حتى يعتذر منه وفي بعض الأحيان يتهرب من الأماكن التي يمكن أن يتقابلوا فيها، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل} [سورة النساء:29]، وهي ما يلزم لنا أن ننتبه لها جيدًا، فليس أخذ المال من شخص ميسور الحال يعني الاستهانة بتسديده عندما يكون الأمر متاحًا بالنسبة لك.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على شدة أهمية سداد الدين، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

“مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدَّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله”. [صحيح البخاري].

اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من الديون المتراكمة بخطوات منظمة

شروط الاقتراض لقضاء الديون

قال الله تعالي:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة:282].

يعد اهمية قضاء الديون وخطورة التساهل به أمرًا من الضروري تناوله بعمق أكبر حيث إنه يلزم على كل شخص أن يقوم بتسديد ديونه أول بأول في أسرع وقت، فلا يوجد إنسان يضمن عمره، فإذا توفى ومازال عليه دين يلزم سداده من أهله، ذل سوى في حالة قام صاحب الدين بالمسامحة عنه.

فمن الجدير بالذكر أن الشهيد حتى قد يغفر له كل ذنوبه إلا إذا كان يوجد دين لم يتم سداده، فيمكن أن يتم الاقتراض مادام بهدف قضاء الدين وذلك إذا كانت لا تحتوي على محظورات شرعية يحرمها الإسلام مثل الربا، ولكن يوجد شرطين أساسين في حالة الاقتراض وهما:

  • أن يكون الشيء الذي تقترض من أجله يكون ملزم السداد للدين، ولا يكون الغرض منه الترفيه.
  • التخلص من سوء الظن والتغلب عليه من خلال قدرته على الوفاء.
  • ضرورة الاتفاق وعقد النية على سداد الدين وتحديد موعد لذلك.
  • من الواجب أن يكون هناك شهيد على الدين.

اقرأ أيضًا: أضرار الديون وأسبابها ونصائح للتخلص منها

ثواب سداد الدين عن مسلم

يتضح من اهمية قضاء الديون وخطورة التساهل به أنه يعتبر ظلم شديد، عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول: مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحَدُكُمْ علَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ “ [صحيح البخاري]، وذلك يدل على مدى تحريم المماطلة في سداد الديون بغير عذر واضح، فمن تعذر في سداد ديونه يجب عليه أن يلتزم الاستغفار ويطلب مساعده الله على قضاء ذلك الدين.

حيث إن ثواب من سهل ويسر دين مسلم في الدنيا، ييسر الله عليه الدنيا والآخرة، حيث ورد في صحيح البخاري أن الله قد تجاوز ذنوب من كان ييسر ديون المتعثرين في الدنيا، كما أن سداد الدين عن الميت من أفضل الثواب الذي يعطيه الله لمن قام بذلك.

فمن الجدير بالذكر أن الرسول كان لا يصلي الجنازة على أحد لديه دين إلا إذا لم يكن لديه ما يكفي من مال لسداد الدين، كما ذكر سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال إن الرسول قد جاء إلى جنازة ليصلي على الميت فقال:

أتيَ بجنازةٍ ليصلِّيَ عليها فقالَ صلُّوا علَى صاحبِكم فإنَّ عليهِ دينًا فقالَ أبو قتادةَ أنا أتَكفَّلُ بِه قالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالوفاءِ قالَ بالوفاءِ وَكانَ الَّذي عليهِ ثمانيةَ عشرَ أو تسعةَ عشرَ درهمًا” [صحيح أبي قتادة].

اقرأ أيضًا: شركات تسديد الديون بالتقسيط

آيات لقضاء الدين

لا يوجد شيء أفضل من قراءة كلمات الله تعالى حين يشتد الكرب أو يصعب على الإنسان أن يتجاوز أمر ما كما هو الحال للشخص المديون، فما أجمل الدعاء لله عز وجل بهدف التقرب منه والدعاء له من أجل الرزق وفك الكرب وقراءة القرآن، ومن أبرز هذه الأدعية والآيات التي وردت عن وموضوعنا وهو قضاء الدين ما يلي:

  • {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء:87].
  • {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح:10-12].

كما ورد أفضل الأدعية التي تجلب الرزق وتقضي الدين بسرعة وهي كالآتي:

  • اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، يا فالق الحب والنوى و يا منزل الأديان اقضِ عنا الدين واغننا من الفقر“.
  • اللهم أعطنا من فضلك وكرمك وعطفك.
  • اللهم اقض ديني فأنا لا حيلة لي به.
  • “اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك”.

إن كثرة الديون والتسويف في سدادها السبب الأول في شقاء المرء في حياته، لذلك فحاول ألا تقوم بالاقتراض سوى في حالة اليقين بأنك ستكون قادرًا على السداد< لتجنب الوقوع في الإثم.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.