دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين ستغير من طريقة تفكيرك، العديد منا عندما يرى حكمة بالغة العمق غير منسوبة فإن اسم الكاتب الأمريكي مارك توين هو أو ما يقفز إلى ذهنه، والحقيقة أن مارك توين يمتلك الموهبة لدمج الحكمة وتركيزها في اقتباس واحد مختصر، وعبر موقع صناع المال نعرفكم على أبرز هذه الدروس والحكم.
10 دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين
ولد مارك توين في 1871 وحتى يومنا هذا مازالت كتابته تقرأ بالملايين، وله من الاقتباسات الثرية ما استمر في العيش من بعده التي تركزت فيها حكمة وخفة ظل الكاتب.
1- درس عن القلق
“لقد مررت بلحظات الصعبة في حياتي، [لكن] بعضها فقط هو ما حدث بالفعل”.
إننا نسرف في حياتنا ونحن نفكر في أشياء ليس من المقدر لها أن تحدث، ونجيل الفكر في شيء من الخوف والذعر نحو أمور لم تحدث وربما لن تحدث مطلقًا.
عقولنا بطبيعتها خارجة عن السيطرة، وأدمغتنا دائمًا ما تشحن بالأفكار السلبية التي ليس لها تأثير حقيقي في الواقع، حتى وإن اعتقدنا أنها ليست كذلك.
اقرأ أيضًا: قصص شخصيات ناجحة في الحياة وأهم الدروس المستفادة من حياتهم
2- درس عن الإنجاز
“بعد عشرين عامًا من الآن ستكون محبطًا من الأشياء التي لم تفعلها أكثر من الأمور التي فعلتها، لذلك أحلل عقدتك، وأبحر بعيدًا عن المرفأ الآمن، واقتنص الرياح التجارية المواتية، استطلع، احلم، اكتشف”.
يقول مارك توين أننا نطلب السلام والأمان، ولكن أفضل تجربة معاشة هي التي تأتي بكسر هذا النظام الرتيب والسعي وراء ما نريده بحق، بغض النظر عما يبعثه ذلك في أنفسنا من أمنِ أو خوف.
لقد واجه أغلبنا مثل هذه العقبة، وهو ما يدفعنا إلى تجربة الدعة والراحة لأن الإقدام على المجهول يشعرنا بعدم الأمان، خاصةً إذا كنا نقلق كثيرًا بشأن المستقبل.
في الحياة الواقعية نحن نعلم تمام العلم أننا لا نملك شيء أمام ما يجلبه لنا المستقبل، ولا نستطيع بالتالي توقعه، فحتى وإن كنا نكتنز الملايين في البنك فربما جاءت الريح بما لا تشتهي السفن وذهبت بهذه الأموال، فحتى الثروة في هذه الحياة ليست كفيلة بتحقيق الأمان.
3- درس عن احترام الذات
“إننا نستاء بحدة إذا ما أظهر أحدٌ لنا عدم احترامه، إلا أنه لا يوجد إنسان في قراراته يحترم نفسه بهذا القدر”.
تخيل أن شيئًا ما أصابك بسوء، مثل أن يظهر أحدٌ خطئك في أمر ما، فكم من مرة نعيد تكرار ما حدث في أذهاننا مرة بعد أخرى، بينما يكون الأمر قد انقضى بالفعل.
حقيقًا إننا نسيء إلى أنفسنا بتكرارنا للأفكار السلبية وإجالة الفكر بها، فهذا ما يدفعنا لأحاسيس سلبية تجعلنا نتعامل مع الجميع – بما في ذلك أنفسنا – على نحو سيء.
اقرأ أيضًا: طرق تطوير الذات وتقوية الشخصية
4- درس عن تحقيق الأحلام
“يكمن سر التقدم في أخذ قرار البدء، ويكمن سر البدء في تفكيك المهام المعقدة العسيرة إلى مهام صغيرة يسيرة في التعامل، ومن ثم البدء في إحداها”.
تحقيق أحلامك ربما يبدو كمهمة معقدة عصية على التحقيق، ولكن هذا لأنك تحاول تصور شيء في دماغك لا يمكن تصوره، ولذلك فمارك توين محق بشأن تقسيم المهام إلى قطع صغيرة.
حيث يمكنك أن تضع صورة في مخيلتك عن الصورة النهائية التي ستحصل عليها لدى الانتهاء، فبدلًا من التفكير بأنك تريد بدء مشروع عبر الإنترنت، من الأفضل التفكير بشيء أكثر تخصيصًا، كأن تقول إنك بحاجة لعمل مدونة.
هذه هي النقطة، إذا أردت السير على هذا المنهاج فعليك تقسيم المهام وتبسيطها، وهذه أحد دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين الملهمة.
5- درس عن التحكم في الغضب
“لدى الشعور بالغضب قم بالعد حتى أربعة، وعند الشعور بالشعور بالغضب الشديد فما عليك إلا السب واللعن”.
هذه من الاقتباسات الشهيرة والمرحة عن الكاتب الأمريكي والتي تشير إلى رسالة مهمة في الحقيقة، وهي ألا تتخذ القرارات بينما أنت في حالة غضب، فالناس يتصرفون بحمق في لحظات حنقهم، إنهم ينفعلون على غيرهم ولا يختلقون إلا مزيدًا من المتاعب.
المرة القادمة التي تشعر فيها بالغضب استعد للعد حتى أربعة، أو حتى إلى عشرة، ولكن حافظ على هدوئك وامتنع عن اتخاذ القرارات، وهذا من ضمن دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين التي ستنعكس على سلوكك.
6- درس عن التواضع
“لا تمشى في الأرض فتقول إن العالم مدين لك بلقمة العيش؛ العالم لا يدين لك بشيء، فقد كان هنالك قبلك”.
هل شعرت يومًا بأنك تستحق أشياءً لم تستطع نيلها؟ بالطبع فعلت، ولكنه تفكير غير مجدي، فحتى ولو اعتقدنا يقينًا أننا نستحق ذلك الشيء، فإن هذا يبقينا عالقين بدلًا من أن يدفعنا إلى الأمام.
ماذا سيحدث إذا إن لم تسر الأمور كما خطط لها؟ ببساطة نحن في اضطرار إلى التكيف ومواصلة المسير، وربما لم تكن النكسات التي مررنا بها نكساتِ في الحقيقة، وإنما محطات سلبية ستدفعنا إلى الازدهار لدى محطات أخرى إيجابية.
7- درس عن الشجاعة
“الشجاعة هي تحمل الخوف، والسيادة عليه، وليس غيابه”.
الأشخاص الناجحون ليسوا عديمي المخاوف؛ فلا أحد كذلك، من السهل الاعتقاد في أن التخلص من المخاوف سيجعل كل شيء جيدًا، ولكن هذا مجرد عذر لعدم الانطلاق.
عند الغوص في المجهول سيساورك دائمًا بعض الخوف، لا تجعلها توقف؛ عوضًا عن ذلك استعملها كدافع للاستمرار.
8- درس عن الثقة في النفس
“كل ما تحتاجه في هذه الحياة هو الجهل والثقة، وبذلك سيكون النجاح حتميًا”.
السعي وراء المثالية لا يفضي إلا للشلل، الكثير منها يطلب القمة، ولكن قليلون هم من يصلون إليها، لذلك لا تنتظر أن تصبح من الخبراء في مجالك، ابحث عن مشاكل الناس وحاول حلها.
هذا التفكير الطفولي إلى حدِ ما سيجعلك أكثر نفعًا لغيرك، مما يُكسبك الثقة التي تجلب لك النجاح، وهذا من أهم دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين ولا تضعيها.
9- درس عن الحكمة
“متى وجدت نفسك في صف الأغلبية، فهذا هو الوقت للتوقف وتغيير الوجهة”.
كن شكاكًا طوال الوقت، فلا تأخذ نصيحة على ظاهرها، لكن اختبر كل شيء وتساءل عنه، فحتى إن أخبرك أحد الخبراء أن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، فمن الراجح أنك ستجد طرقًا أسهل وأفضل لفعل نفس الشيء.
اقرأ أيضًا: أفضل كتب تطوير الذات وبناء الشخصية
10- درس عن الصدق
“إذا كنت تقول الحقيقة [دائمًا]، فليس عليك أن تتذكر شيء”.
تصرف بأمانة، وأجمع بين الجدة والأصالة في عملك، فلا تخدع الناس ولا تضللهم، فحتى إن انتصرت لنفسك في بعض الجولات القصيرة فهذا لا يعني أنك ستربح في الجولات الطويل، وهذا من دروس تعلمها من حياة الكاتب مارك توين.
كان مارك توين من الكتاب الذين يجمعون بين الأصالة والروح الإبداعية الفريدة، وهو ما سمح له في أكثر من موضع في أعماله بأن يركز حكمته ورؤيته وحسه الفكاهي في عبارات مقتضبة ساحرة.