حاضنات الأعمال ودورها في تنمية ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة

ظهرت فعالية حاضنات الأعمال ودورها في تنمية ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السنوات الأخيرة، حيث حققت نجاح سريع في تطبيق برامج التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، ومنح الشباب فرص عمل جديدة، لذا بدأت كثير من دول العالم سواء الصناعية أو النامية في استخدامها للوصول إلى هذا القدر من النجاح، ومن خلال موقع صناع المال نعرف دورها الإيجابي بشيء من التفصيل.

حاضنات الأعمال ودورها في تنمية ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة

كثرت التعريفات الموضوعة لحاضنات الأعمال، لكنها في النهاية تحمل نفس المحتوى، حيث عُرفت حاضنات الأعمال على أنها إحدى المؤسسات أو التجمعات الإدارية التي قد تكون تابعة للحكومة، أو تكون مستقلة، ومهمتها الأساسية هي دعم المشاريع التي تم إنشائها حديثًا، أو المشاريع الصغيرة التي ما زالت تحت الإنشاء.

دور حاضنات الأعمال في دعم المؤسسات الناشئة هو أحد أبرز الأمثلة على أهميتها اقتصاديًا، حيث تحتوي موقف هذه المشاريع الصغيرة وتمنحها المؤهلات المطلوبة لمواجهة السوق الاقتصادي وما به من تحديات كثيرة، وأيضًا دعم رواد الأعمال، من خلال العوامل التالية:

1- الخدمات القانونية

هي إحدى متطلبات المنشآت الحديثة في بداية نموها، والحاضنات توفرها لها من خلال عمل إجراءات التأسيس والتسجيل وكتابة عقود التراخيص، وكل ما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، إذ تقوم الحاضنات بدور الوسيط بين المنشآت المنتسبة إليها والجهات التي تقدم الخدمات القانونية المطلوبة.

2- الخدمات الإدارية والتسويقية والتدريبية والاستشارية

  • في مرحلة التقييم تُقدم حاضنات الأعمال الخدمات الإدارية للمنشآت.
  • الخدمات التدريبية المختلفة في مرحلة تنمية مهارات رواد الأعمال.
  • تُقدم الخدمات التسويقية للمنشآت المنتسبة للحاضنات من قِبل منشآت أخرى ذات خبرة في المجال ومنتسبة لنفس الحاضنات أيضًا.
  • أخيرًا تُقدم الخدمات الاستشارية من قِبل حاضنات الأعمال، والتي تتمثل في تحديد الأهداف، ووضع السياسات، واختيار توظيف المدراء التنفيذيين، ومراقبة التفاعل والنمو للمشاريع.

3- مصادر التمويل

حيث توفر الحاضنات فرصة التواصل السهلة بين أصحاب المنشآت الحديثة والراغبين في الاستثمار عن طريق تلك المنشآت في بداية نموها.

كما أن الحاضنات نفسها تشارك في ملكية هذه المنشآت في بعض الحالات، وبالتالي فهي توفر لها الدعم التمويلي، وقد قامت بذلك العديد من الحكومات بشكل فعلي، مما أحدث التغييرات الإيجابية في الاقتصاد الوطني.

4- شبكات التواصل الواسعة

توفر الحاضنات فرصة عمل الندوات والمعارض التي تُزيد من جذب المنشآت للمزيد من الممولين لها، مما يؤدي بدوره إلى تقديم الدعم من قِبل بعض رواد الأعمال لتلك المنشآت، من خلال تطبيق وتنفيذ أفكارهم الابتكارية؛ تمهيدًا لتسهيل تواصلهم فيما بعد.

علاوةً على ذلك فهي تساعد على النشر والترويج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وهو ما يساعد على تبادل الخبرات المتنوعة، وبالتالي تسهيل فرصة تحقيق التكامل في المنشأة.

5- تقديم الخدمات الفنية

إن نجاح حاضنات الأعمال في جعل المنشآت المنتسبة إليها تحصل على التقنيات اللازمة لتطويرها ونموها يعتمد بشكل كبير على وجود بيئة مشجعة لنقل التقنية، والتي تتوفر من خلال تحقيق التعاون بين الطرفين، وتوفر الطرق وأدوات الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في المجال، إضافةً إلى ترتيب طرق استخدامها لمراكز الجودة القريبة من الحاضنات، من خلال اتفاقيات وعقود خاصة.

6- البنية التحتية

تتمثل في المرافق المطلوبة بشكل أساسي، وهي المختبرات والمعامل والتجهيزات، والخدمات تقنية المعلومات، وشبكات الاتصالات، مع العلم أن هناك بعض الحاضنات التي تقوم بكل الترتيبات اللازمة لتوفير متطلبات البنية التحتية للمنشآت المنتسبة إليها، وذلك بالمشاركة والتنسيق مع الجامعات، أو من خلال استعجال.

أنواع حاضنات الأعمال

البيئة الاقتصادية المتوافقة مع شروط الإنتاج والتسويق هي حجر الأساس لنجاح أي مشروع، وهو ما توفره حاضنات الأعمال، حيث تحاول جاهدة تطويل عمر الشركات الناشئة في سوق الإنتاج بأكبر قدر مُمكن، منذ أن ظهرت لأول مرة عام 1959 في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ومن ثم تفرعت إلى عِدة أنواع، وهي:

1- الحاضنات دون جدران

هي التي تختص بتقديم الدعم إلى المشاريع التي نشأت سابقًا، وتركز على التجمعات الصناعية الكبيرة متعددة المجالات، وتعتمد على الخيارات الكثيرة المتاحة لها لتقديم الدعم المادي والتقني للمشاريع.

2- الحاضنات الدولية

تكمن وظيفتها في تشجيع أصحاب رأس المال الخارجي على الاستثمار في الداخل؛ تشجيعًا لتطوير المشاريع الوطنية الناشئة حديثًا، ومساعدتها على التقدم والدخول إلى منافسة الأسواق العالمية بقوة، ثم مساعدتها على تحصيل قدر أكبر من الأرباح بعد ذلك.

يهدف هذا النوع من الحاضنات إلى تعزيز روح التعاون بين الدول، ونشر المشاركة الاقتصادية بين الشركات العالمية الضخمة.

3- حاضنات الأعمال الصناعية

هي الحاضنات المتواجدة في مراكز المدن الصناعية، وتكمن مهمتها في تقديم وتبادل الخدمات والتسويق بين الشركات الصناعية الكبيرة والمنشآت الحديثة الصغيرة.

4- حاضنات الأعمال الإقليمية

إنها الحاضنات المتخصصة في مكان محدد من العالم، قد تكون مجموعة من الكيانات الاقتصادية المتجاورة، أو العديد من الدول الصغيرة، لكن دائمًا ما تهدف إلى دعم رأس المال المحلي، ومساعدة المواطنين على إيجاد فرص العمل المناسبة، والربط بينهم وبين مشاريع الإنتاج.

5- حاضنات الأعمال البحثية

هي الحاضنات الموجودة في مراكز الجامعات ومؤسسات الأبحاث، وتختص بتبني تصميمات ومشاريع الطلاب والجانب التعليمي في الجامعة، والسعي لتطويرها ومعالجتها إذا احتاجت لذلك، ومن ثم البدء في تطبيقها على أرض الواقع بشكل سليم يوفر أرباح طائلة.

6- حاضنات الأعمال التقنية

تعتمد على تبني التصميمات والأفكار الخاصة ببرامج ومنتجات، وتحويلها إلى مشاريع قائمة بالفعل، من خلال دعمها بالآلات ومختلف الأنواع من الأجهزة المطلوبة.

7- حاضنات الإنترنت

هي الحاضنات المتخصصة في تبني المواقع الإلكتروني وشركات تطوير برامج الأجهزة الذكية والحاسب، وتطويرها حتى تصل إلى مرحلة الإنتاج الفعلي وبيع البرامج، وبالتالي فإنها تمنح المنشأة فرصتها للوصول إلى الأسواق العالمية لترويج بضاعتها على مستوى الدول.

اقرأ أيضًا: كيفية الحصول على تمويل مشروع

الخدمات المقدمة من حاضنات الأعمال

  • المساعدة الإدارية والتسويقية.
  • إرشاد وتوجيه منتسبي الحضانة.
  • توفير المساندات التقنية المطلوبة.
  • تدريب موظفي المشروعات المنتسبة.
  • تقديم المساعدات الإدارية والتسويقية.
  • توفير المساعدات والاستشارات المالية.
  • التعرف على المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين.
  • توفير عدد من المواقع الكافية لاستقبال عملاء المنتسبين والمختبرات والورش المساعدة.

اقرأ أبضًا: مصادر التمويل الداخلية والخارجية وأنواعه

أهداف حاضنات الأعمال

  • مساعدة أصحاب الاختراعات والفِكر الابتكارية على تحويل أفكارهم إلى منتجات قابلة للتسويق.
  • توفير خدمات البحث والمعرفة والتدريب والإشراف والمراقبة للجهات التمويلية؛ لتعزيز نموها.
  • خلق أفكار جديدة تهدف لبناء مشروعات إبداعية، أو المساعدة في تطوير مشروعات قائمة بالفعل.
  • مراجعة عمليات التشغيل لمنتسبيها بشكل دوري؛ للوصول إلى الأهداف المرسومة.
  • تقديم الدعم والتمويل والخدمات الإرشادية والتسهيلات المتاحة لمنتسبيها.

اقرأ أيضًا: شروط التمويل العقاري بنك الراجحي

أهمية حاضنات الأعمال اقتصاديًا واجتماعيًا

فضلًا عن دور حاضنات الأعمال في دعم المؤسسات الناشئة، الصغيرة أو المتوسطة، فإنها تقدم فوائد في عديد من النواحي الأخرى، كما يتضح في الآتي:

أولًا: تنمية المجتمع محليًا

  • تُسهم في إقامة مشروعات عديدة تعزز تنمية المجتمع.
  • تساعد على تنمية المجتمع المحلي، وتطوير بيئة العمل.
  • تنشر روح العمل الحر لدى الراغبين في الالتحاق بسوق العمل بشكل خاص.

ثانيًا: دعم التنمية الاقتصادية

يكمن دور حاضنات الأعمال في دعم المؤسسات الناشئة في إقامة أنشطة اقتصادية فعالة للمجتمع من خلال تحقيق معدلات مرتفعة لانتشار الأنشطة الاقتصادية في المنطقة أو المدينة التي تتواجد بها، إضافةً إلى بعض المهام الأخرى، مثل:

  • تسهيل إقامة المشروعات الإنتاجية أو الخدمية الجديدة.
  • تعزيز عمليات الإنتاج والتصدير والتوريدات.

علمًا بأن تطبيق تلك المهام يعود بالأرباح الطائلة والموارد المالية الوفيرة على ميزانية الدولة.

ثالثًا: دعم التنمية الصناعية والتكنولوجية

تنمية الأفكار الإبداعية والأبحاث التطبيقية هو أحد اهتمامات الحاضنات التكنولوجية، لذا تسعى لتحويلها من مرحلة البحث والتطوير إلى مرحلة التطبيق على أرض الواقع، من خلال إنشاء مشاريع تكنولوجية صغيرة، والتي تُدرج ضمن أهم آليات التطور التكنولوجي من حيث القدرة الفائقة على تطوير الإنتاجية بتكلفة أقل وبسرعة أكبر في آنٍ واحد، وتسهل عملية نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

حاضنات الأعمال هي العامل المساعد على تزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بكل ما تحتاجه من مقومات النجاح وتحقيق الأرباح الوفيرة، وتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق على أرض الواقع.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.