معنى تحرير سعر الصرف

ما معنى تحرير سعر الصرف؟ وما هي فوائد تحرير الصرف؟ كل هذه الأسئلة يطرحها الكثيرون وذلك بعد البيان الرسمي الذي أصدره البنك المركزي في الفترة الأخيرة برفع سعر الفائدة الواقعة على الإيداع والقروض، بالإضافة إلى زيادة سعر العملية الأساسية في البنك إلى 200 نقطة وزيادة معدل الفائدة، لذلك سنتعرف اليوم من خلال موقع صُناع المال على كل ما يتعلق بتحرير سعر الصرف.

معنى تحوير سعر الصرف

نظرًا للتغيرات الاقتصادية التي طُرحت مؤخرًا، فانتشرت كثير من المصطلحات منها معنى تحرير سعر الصرف، والذي يشير إلى تحديد سعر العملة الخاصة بدولة معينة والذي يعتمد على طريقة العرض والطلب لباقي العملات الأخرى، وعادةً ما يتم تحديد سعر الصرف عن طريق المضاربة في الأسواق التجارية لمعرفة عوامل تحديد العرض والطلب.

مع زيادة سعر الصرف في السوق يدل ذلك على الطلب في الأسواق أكبر من العرض، وتقل سعر العملة عندما يكون العرض أكبر من الطلب، والجدير بالذكر أن الاقتصادي الوطني له دور كبير ومؤثر في زيادة سعر العملة وقوتها بالأسواق المختلفة، والجوانب السياسية أيضًا لها دور واضح في تحرير سعر العملة.

فعندما تتمتع الدولة بسياسة واقتصاد مستقر يؤدي إلى زيادة سعر العملة، بينما في حالة وجود اضطراب سياسي وضعف اقتصادي يؤثر ذلك بشكل سلبي على سعر العملات وينتج عنه ارتفاع في الفائدة.

كما يمكن تحديد معنى تحرير سعر الصرف بأنه التخلي عن سعر العملة في الدولة مقابل المعادلة مع العملات المختلفة حتى يمكن تحريرها بشكل تلقائي دون التدخل الحكومي أو البنك المركزي، حيث يعني تحرير العملة تعويم الجنيه مع بقاء سعر العملة في حالة من التغيير المستمر اعتمادًا على نسبة العرض والطلب في الأسواق.

اقرأ أيضًا: تعريف سعر الصرف وأنواعه

فوائد تحرير سعر الصرف

بعد التعرف على معنى تحرير سعر الصرف، نتطرق في السطور القادمة إلى تحديد فوائد ومميزات سعر الصرف والمنفعة الكبيرة التي تعود على الدولة وتؤثر على الاقتصاد بطريقة إيجابية، ومنها:

  • التبادل غير المحدد: تحرير سعر الصرف يدفع كافة الدول والبنوك المختلفة إلى تداول العملات التي تم تعويمها دون وجود تحكمات وقيود تعيق عملية التبادل، كما أن المتحكم في عملية التبادل هو قانون العرض والطلب بالسوق، ولكن تثبيت العملة يحتاج إلى مجموعة من القوانين والضوابط المختلفة بالإضافة إلى عمليات المراقبة والإدارة الجيدة داخل الدولة.
  • المرونة: تحرير سعر الصرف قد ساعد في إنقاذ الكثير من الدول واسترجاع قوتها الاقتصادية من جديدة خاصةً في وجود بعض الأزمات منها أزمة البترول، وتعويم العملة يساعد في منح الاقتصاد المرونة لمواجهة المخاطر والأضرار الاقتصادية، بينما تثبيت العملة لا يساعد في حل هذه الأزمات حيث يفتقد إلى المرونة.
  • تحسين جودة استخدام الأموال: تحرير سعر الصرف يساعد في إيفاء سعر الفائدة منخفضة، ويؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الأموال داخل البنوك حيث يتم تخصيص الأموال بطريقة غير مطابقة إلى مبدأ السوق التجاري، تستخدم الأموال في إقامة العديد من المشاريع التي تحقق الربح وتتميز بنسبة منخفضة من المخاطرة، وذلك يساعد البنوك في تحديد سعر العملة بما يتناسب مع المخاطر التي من المحتمل حدوثها بالإضافة إلى زيادة معدل القروض للشركات الخاصة.
  • حماية الواردات: الكثير من الدول تعاني من مواجهة ثابت في أسعار الصرف والذي ينتج عنها مشاكل اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى استيراد التضخم الناتج من زيادة ميزان المدفوعات وارتفاع سعر الواردات بدرجة كبيرة، وتحرير سعر الصرف يحمي الدولة من تضخم الواردات ويحافظ على التوازن داخل السوق التجاري.
  • توازن ميزان المدفوعات: ميزان المدفوعات من الأمور المهمة داخل الدولة، حيث يتم الاعتماد عليه في تحديد بيانات التعاملات التي تحدث بين الدول وبعضها خلال فترة محددة، حدوث أي اضطراب بالبيانات قد يؤدي إلى تغيير ملحوظ في تحرير سعر الصرف بشكل مباشر.

اقرأ أيضًا: العوامل المؤثرة على أسعار الصرف

عيوب تحرير سعر الصرف

على الرغم من وجود العديد من الفوائد ولكن يوجد بعض العيوب التي تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني ومنها:

  • تقلبات بسعر الصرف: سعر الصرف من أكثر الأمور التي تتعرض للتقلبات بالسوق وقد أن تحدث تغييرات سلبية تؤثر على العملة بين يوم وليلة، التقلبات التي تقع على سعر العملة لا يمكن تحديد أسبابها الواضحة عن طريق أسس الاقتصاد الكلية.
  • نمو الاقتصاد المقيد: تحرير سعر الصرف قد يؤثر على الاقتصاد بطريقة سلبية ويعمل على تدهوره، حيث ينتج عن التحركات غير المستقرة لسعر صرف العملات مشاكل متعددة لا يمكن مواجهتها، وفي حالة ارتفاع سعر الدولار عن سعر اليورو ينتج عن ذلك صعوبة عملية التصدير من الولايات المتحدة إلى منطقة اليورو.
  • التأثير السلبي على قضايا الدول والمضاربة: تحرير سعر الصرف قد يؤدي إلى حدوث مؤثرات سلبية في الدول التي تعاني من مشاكل البطالة والتضخم، والمضاربة في البورصة العالمية تحدث من عمليات البيع والشراء يوميًا، وتؤدي إلى ضرر كبير في تحديد سعر صرف العملة بالدولة.
  • فقدان الانضباط: تحرير سعر صرف العملة تحدث عند انعدام الانضباط والمراقبة بالدولة، وتؤدي إلى فتح باب الاحتكار للمكاسب في وجود الأزمات التي تلزم ربط العملة مع العملات المختلفة لتفاديها، والهدف من ذلك الحفاظ على الانضباط الاقتصادي بالإضافة إلى تحرير الدولة من القيود الاقتصادية.

أنواع تعويم العملة

تعويم العملة من أكثر المصطلحات التي انتشرت في الفترة الأخيرة، خلال الأزمة الاقتصادية، مما أعطى المواطنين الكثير من الدوافع للتعرف أكثر على مثل هذه المصطلحات وطرح الأسئلة مثل ما معنى تحرير سعر الصرف وكذلك ما هي أنواع تعويم العملة، والتي اتضحت كما يلي:

1- التعويم الخالص

يطلق عليه التعويم الحر ويعتمد على الحرية الكاملة دون القيود والتحكمات في تحديد سعر الصرف بالاعتماد على قانون العرض والطلب، بالإضافة إلى القوة الحالية بالسوق التجاري دون التدخل الحكومي، قد تتدخل السلطات النقدية في تغيير سعر الصرف ولكنها لا تتمكن من التأثير في التقليل من هذا التغيير ويوحد هذا النوع من التعويم في الدول المتقدمة التي تعتمد الأنظمة الرأسمالية الصناعية.

2- التعويم الموجه

يطلق عليه التعويم المدار ويعتمد في تحديد سعر الصرف على قانون العرض والطلب مع تدخل الدولة والبنك المركزي، وتقوم وظيفتها على توجيه سعر صرف العملة لباقي العملات الأخرى والتي تتم عن طريقة الاستجابة إلى بعض العوامل حسب عرض وطلب العملات.

اقرأ أيضًا: طريقة تحويل العملات وكيفية حساب سعر الصرف بأهم التطبيقات

أسباب تعويم العملة

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تعويم العملة بالسوق التجاري وتتمثل في:

  • اختلاف واضح في النمو الاقتصادي بين الدول المتقدمة المعتمدة على الرأسمالية الصناعية.
  • اختلاف مستوى التضخم وتأثيره على الاقتصاد وقوته والذي يظهر من خلال تغيير في معدل الفائدة.
  • زيادة نسبة الإنفاق في الولايات المتحدة، ووجود الكثير من التنافس والحروب بين الدول المتقدمة.

في ظل الظروف الحالية التي تواجهها بعض الدول وتؤثر على الاقتصاد العام بدرجة كبيرة، قد تدفع البعض منهم إلى تحرير سعر الصرف وتعويم العملة لمواكبة المخاطر الحالية وذلك ما تم الإعلان عنه من قبل البنك المركزي.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.