تجربتي في مشروع الدواجن

تجربتي في مشروع الدواجن واجهت بعض الصعوبات، لأن تنفيذ المشاريع ليس بالأمر الهيّن لاسيما إن كُنت وحيدًا أو لا تمتلك رأس مال مُناسب، وقد كان مشروع الدواجن من المشاريع البسيطة التي جذبت انتباهي، نظرًا لحاجتي الشديدة للمال قررت خوض هذه التجربة، مُحاولًا الاستفادة من تجارب الآخرين من هُم ذوي خِبرة، مما ساعدني كثيرًا فقررت نقل تجربتي على موقع صناع المال.

تجربتي في مشروع الدواجن

لم يكُن عملي الأساسي كافيًا لسد حاجتي؛ مما جعلني اضطررت للبحث عن مشاريع بسيطة للبدء فيها من أجل تحسين الدخل والمعيشة، وجدُت الكثير من المشاريع الهامة مثل كوفي شوب، مطاعم، مصانع مُختلف، إلا أن جميعها كانت تتطلب رأس مال كبير، ولم يكُن يتوفر معي مبلغًا مُناسبًا حينها.

بعد بحثٍ مطول، طرأت على بالي فِكرة مشروع تربية الدواجن؛ إذ لا يتطلب سوى توفير مكان وشراء الدجاج، هذا ما اعتقدت في البداية، إلا أن الأمر لم يقصُر على ذلك، وظهرت مصروفات كثيرة عِند بداية تنفيذ المشروع فعليًا.

يحتاج مشروع الدواجن إلى التفكير العميق من أجل زيادة الإنتاج، والحصول على مُنتجاتها للحصول على الأرباح العالية والتي تُحقق الغرض من المشروع، لذا قررت نقل تجربتي في مشروع الدواجن بكافة تفاصيلها لتجنب الأخطاء التي وقعت فيها، وتنفيذ المشروع بسهولة.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع تربية الدواجن 1000 كتكوت

مراحل تنفيذ مشروع الدواجن

أولًا: مرحلة سابقة لتنفيذ مشروع الدواجن

قبل بدء المشروع عليك أن تعي جيّدًا أن توفير مساحة كافية وبيئة مُناسبة للدواجن هي أولى المقومات التي تُسهم في نجاح المشروع، وتُعرف بـ “البنية التحتية” للمشروع، وتحتاج إلى مساحة واسعة وكافية لجعل الدواجن مُنفصلة عن بعضها البعض؛ لتسهيل تربيتها وحمايتها.

فكان الخطأ الذي وقعت فيه خلال تجربتي في مشروع الدواجن، عدم الفصل بين الدجاج؛ فكانت تنقل العدوى والأمراض بين بعضها مما تسبب في نفوق عدد كبير منها، إلا أنني تلافيت الموضوع بعدها.. كما عليك الإلمام بمُتطلبات معيشة الدواجن البيئية والغذائية.

تحتاج الدواجن إلى إنارة جيّدة، ومصدر جيّد للصرف وتوافر مصدر للتيارات الكهربائية، وعِند اختيار مكان؛ عليك الحرص أن يكون بعيدًا عن مصادر الهواء والرياح العالية.. من الأمور التي يجب عليك أن تكون ضليعًا بها؛ فترة تزاوج الدجاج، وكيفية تكاثرها؛ لزيادة الإنتاجية بكيفية سليمة.

ثانيًا: مرحلة تنفيذ مشروع الدواجن

تطلب مني المشروع إعدادًا دقيقًا، كُنت قرأت عنه في موسوعات تربية الدواجن مُستعينًا بأصدقائي من الأطباء البيطريين؛ فكان الرجوع إلى المُختصين هو ما أسهم في تقدم تجربتي في مشروع الدواجن نحو النجاح.

1- شراء الدواجن

يُفضل أن تُحدد نوع الدواجن المُراد تربيته والاستثمار فيه؛ إذ يتوقف عليه كافة الترتيبات تربيتها من غِذاء وبيئة وسكن وتكاليف وتحصينات.. كما يُفضل شرائها صغيرة “كتكوت”.

2- إعداد مكان التربية

إذا كُنت صاحب مزرعة فيكون مُكانًا مُلائمًا تمامًا لتجهيز بيت لها، ولا يمنع ذلك من تربيتها في الأماكن الأخرى بشرط اتساعها، فتعمل على إعدادها بالشكل الذي يتلاءم مع البيئة والظروف المعيشية التي تُناسب حياتها وطبيعتها.

عِند الإعداد المُلائم يجب ألا تغض النظر عن الأرض أو السقف أو الحوائط، فيُفضل أن تكون جميعها مصنوع من الإسمنت، شريطة أن تقوم بفرش أرضية المكان بالنشارة الخشبية أو التبن”.

3- أنظمة التربية

تتعدد نُظم تربية الدواجن، ولكُلٍ منها مُميزات وعيوب إلا أن جميعها يُمكنها أن تُصبح وسيلة جيّدة في حال معرفة كيفية العناية الصحيحة وتوفير اللازم للبيئة لتتكيف معها الدواجن.

نظام التدفئة

• نظام يدوي: يلزم توفير “أسطوانة الغاز” من أجل تدفئة المكان، والقطع الدائرية اللازمة للاتصال بالشُعلات الحرارية.
• نظام آلي: في حالة توفر ميزانية يُعد النظام الآلي هو الأمثل.. فيُمكنك شراء جهاز التدفئة “الهيتر”، والذي يُسهم في التحكُم في الحرارة بتلقائية من أجل المُحافظة على دِفء المكان؛ وحماية الدجاج من الإصابة بالأمراض.

نظام التبريد

• نظام آلي: كما لا تتحمل الدواجن البرد، فإنها لا تتحمل الحرارة أيضًا، لذا من الضروري توفير نُظم التبريد الآلية في حالة توفر ميزانية، والتي تتمثل في: أجهزة الشفاطات ومكيفات الهواء.
• نظام يدوي: يُمكن أن تكون ألواح التبريد البسيطة مُناسبة للحِفاظ على درجة حرارة الدواجن في فصل الصيف، كما أنها غير مُكلفة وهي ما لجأت إليها حقيقة في تجربتي في مشروع الدواجن.

4- مخازن الطعام والمستلزمات

يلزم أن يكون مكان التربية مُتسعًا لتوفير مساحة خاصة؛ لتخزين طعام الدجاج “الأعلاف”، ومُستلزمات تربية الدواجن “أدوية التحصين، المُطهرات، الأعلاف الإضافية، السقايات”.

5- توفير وتوزيع الكهرباء

وقعت في مُشكلات عِند عدم توفير عددًا كافيًا من المصادر الكهربائية.. لذا احرص على تلافي ذلك؛ حيث تحتاج الدواجن إلى إضاءة جيدة ومُناسبة بين “الضعيفة والمتوسطة”، في كافة المناطق داخل المزرعة أو مكان التربية.

6- أعلاف الدواجن

إذا أخذت بنصيحتي وقُمت بشراء الكتاكيت فتتطلب تغذيتها من اليوم الأول إلى الخامس عشر إلى “السقايات المُعلقة”، والتي يجب عليك أن تُجهزها بدايةً عِند إعداد المكان، أما بعد اليوم الخامس عشر يُمكنها البدء في التغذية على الأعلاف والمواد الغذائية النباتية المُختلفة.

7- مصدر للمياه

يحتاج الدجاج إلى الماء بشكل طبيعي؛ الأمر الذي يُلزمك توفير مصدر جيّد للمياه.. بل أكثر من مصدر، ويُفضل إقامة المشروع قُرب مورد مائي مُناسب؛ لتوافرها بشكل دائم، فعليك أن توفر الخزانات ومضخات المياه، والأحواض المُستخدمة في تنظيف السقايات والمزرعة.

تكلفة مشروع الدواجن

لم تُكلفني تجربتي في مشروع الدواجن الكثير؛ إذ بدأ المشروع صغيرًا، ثُم كبر تدريجيًا إلى أن أصبحت أمتلك مزرعة دواجن كاملة، وحينها تغيرت التكاليف كثيرًا وزادت.. إلا أنها لا تتعدى نسبة ضئيلة من أرباح المشروع.. وقد بدأت مشروعي بتكلفة 10 آلاف ريال، وقد تكون تمتلك رأس مال أكبر حينها تكون اختصرت على نفسك الكثير من الخطوات.

إعدادات المشروع	التكلفة الشهرية “الريال السعودي”
مكان المشروع	2 – 3 آلاف
الكتاكيت	10 – 15 ألف
العِمالة	2000 * عدد العمالة
الغذاء	10 ألف

اقرأ أيضًا: مشروع تربية الدواجن بأنواعها بالتفصيل

أبرز أنواع الدواجن للتربية

تختلف أنواع الدواجن التي يُمكنك تربيتها؛ كُنت أعتقد في البداية أنه لا فارق بينها وأن جميعها تتطلب نفس الرعاية، إلى أن تبيّن خطأي فيما بعد، فلكُل نوع بيئة معيشية مُناسبة ومُتطلبات خاصة بها.. كما يختلف الربح الناتج بين الأنواع المُختلفة.

• الدجاج البلدي: النوع المُنتشر في الدول العربية، والذي يتمكن من العيش في البيئات الحارة.. وهو الأعلى أرباحًا، إذ يعتاد الناس عليه، فمن الأفضل أن يقع اختيارك عليه لجني أرباحًا أعلى.
• الدجاج الأمريكي: يمتاز هذا النوع بالحجم المتوسط.. وهو من أنواع الدجاج التي تُتنج البيض الأحمر المعروف في السوق، إذ أنه هجينًا بين نوعين من الدجاج “الآسيوي، الإنجليزي”.

الأرباح المتوقعة لمشروع الدواجن

وقع اختياري على المشروع؛ إذ اعتقدت أنه مُربحًا للغاية فلا تقتصر تربية الدواجن على تكاثرها وزيادة أعدادها فقط؛ بل الاستفادة من مُنتجاتها: “البيض”، والذي ازداد سعره كثيرًا في الأسواق مؤخرًا.. مما جعلني لا أتردد في خوض تجربتي في مشروع الدواجن.

في بداية المشروع كُنت أنفق على المشروع أكثر من جني الأرباح، إلا أنني لم أيأس وقررت الاستمرار للوصول إلى غرضي، وهو ما حدث بالفعل إذ بدأت الدجاج في التكاثر والإنتاج فجنيت نسبة كبيرة من تكلفة المشروع في فترة قصيرة.

خِلال الوقت الحالي غالبًا ما تتراوح أرباحي بين 40 – 50 ألف ريال شهريًا.. والذي ازداد قليلًا عن الشهر الماضي.. مما يجعل من أرباح مشروع الدواجن غير دقيقة وتختلف؛ باختلاف عوامل التربية والاستثمار.

عوامل ازدهار مشروع الدواجن

حقيقةً لم تكُن نجاح تجربتي في مشروع الدواجن متوقفة على دراستي وإعدادي المشروع جيّدًا؛ بل كان لصديقي فضلًا كبيرًا في ازدهار المشروع ونجاحه، إذ نصحني بأمور عِدة كانت سببًا في الحِفاظ على صحة الدجاج ومنع نفوقها وتطورها بشكل صحي وسليم.

• يلزم أن يكون العنبر خاليًا من الغازات والأجواء غير النقية، وللحِفاظ على ذلك عليك أن تحرص على التهوية المستمرة.
• دقة اختيار سُلالة الدواجن.
• حُسن اختيار موقع المزرعة؛ بحيث يحتوي على تهوية جيّدة ويتواجد في منطقة تتناسب مع معيشة الدواجن، بأن تكون بعيدة عن البيئة السكنية والطُرق.
• الحِرص على فصل الدواجن عن بعضها البعض، وفي حالة عدم توافر الإمكانيات لذلك؛ احرص على المُتابعة الدقيقة لها، وعِند إصابة أيٍ منها بالأمراض تقوم بفصلها عن الآخرين لمنع انتقال العدوى.
• الحِرص على الفصل بين دورات تربية الدواجن بأن تكون هُناك فترة أسبوعين تفصل بينهما.
• تنظيف مكان عيش الدواجن بشكل دوري، والتخلص من الحشرات والحيوانات الضارة.
• التحقق من سلامة الدواجن قبل شرائها وخلوها من الأمراض والمُشكلات الصحية الخطيرة.
• الإعداد الجيّد للمشروع؛ وذلك من خلال القيام بدراسة جدوى.
• إخضاع الدواجن إلى الفحوصات الدورية والتطعيمات اللازمة للحد من إصابتها بالأمراض.

اقرأ أيضًا: مشروع تربية الدواجن البيضاء ومراحل تنفيذه وبعض النصائح الهامة لتطويره

سلبيات مشروع الدواجن

ما حال بين نجاح تجربتي في مشروع الدواجن بدايةً عدم امتلاكي الخبرات الكافية لتربية الدجاج، إذ أن الأمر ليس بتِلك السهولة؛ بل يحتاج إلى الخبرات والمهارات التي لم أكن امتلكها، إلا أنني سرعان ما تداركت الأمر مُستعينًا بعِمالة خبيرة وذات كفاءة في هذا المشروع.

لا تقتصر سلبياته على الخِبرة فقط؛ بل إن المشروع في حد ذاته مُخاطرة، فلا تتمكن من حِساب الأرباح ومُقارنتها بالتكلفة، كما لا تضمن انتشار الأمراض والعدوى بين الدجاج ونفوق عدد كبير منها، أعمال المزرعة والتربية أمرًا مُرهقًا لا يُطيقه إلا من يمتلكون الخِبرات والمهارات الكافية له.

الدواجن من أكثر الكائنات الحية انتشارًا حول الكوكب، والاستثمار في هذا المجال من أفضل المجالات ولا يجب أن يكون مشروعك قاصرًا على الربح فقط، بل يجب أن تحرص على مُراعاة حقها ككائن حيّ له حقوق أساسية.