الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال

الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال ليس إلا فرقًا لغويًا فقط، فتعد عملية غسيل الأموال أو عملية تبييض الأموال عملية غير شرعية وغير قانونية في السواد الأعظم من دول العالم؛ لإخلالها بالنظام ال اقتصادي للدولة بسبب تهرب القائمين عليه من الضرائب، لذلك نحن في موضوعنا هذا ومن خلال موقعنا صناع المال سوف نقوم بتعريفكم الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال بشكل مبسط.

الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال

الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال

إن الفساد في مجال ال اقتصاد قد ظهر وأخذ أشكالًا كثيرة وأساليب عدة مثل التزييف والسرقة والمتاجرة بالمخدرات والرشاوي، كذلك فإن شيوع المخدرات والإقبال على تناولها جعل لها سوقًا نشطًا يكسب أرباحًا طائلة ويجرى بيعها بشكل يومي وهذا بطبيعة الحال يستلزم أن تتناولها الأيادي وهذا ما يجعل لها رائحة معينة تلصق في أيدي من يبيعها فلا يتجرأ أصحابها إرسالها للبنوك.

يقوم أصحاب هذه الأموال بغسل الأموال بوسائل شائعة بينهم وبطرق لا تؤثر على سلامة تلك الأوراق النقدية والعملات، فإما يكون الغسيل بعملية تبخير أو بالمواد المزيلة، ومن ثم يقومون بوضعها في حاسبهم البنكي دون الخوف من أي شبهة تقع عليهم، وسنقوم بتوضيح الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال بشيء من التفصيل فيما يلي.

ننوه أن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال غير موجود إلا لغويًا حيث إن التعريفان يدلان على شيء واحد، إذ يرتبطان بالأموال التي يقوم باكتسابها جهة معينة مثل الرشوة والغش والاختلاس في العمليات التجارية وتزوير النقود، ويرجع بعض الناس بروز ظاهرة تبييض الأموال إلى الأنظمة ال اقتصادية والاجتماعية والتجارية المفتوحة وهي نتاج ظاهرة العولمة.

إن تبييض وغسيل الأموال يشملان التصرف في أموال مكتسبة بطرق غير مشروعة أو قانونية من أجل إضفاء الشرعية عليها حتى يتمكنون من تداولها، كما أنها ظاهرة من الظواهر الخبيثة التي كانت بدايتها في ال اقتصاد الغربي والذي يروج لها.

إن تبييض الأموال أو غسيل الأموال مصطلح عصري حديث وهو عبارة عن بديل أنسب للاقتصاد الخفي واقتصاديات السوق السوداء واقتصاديات الظل، وهو أيضَا عبارة عن خلط الأموال الحلال بأموال أخرى حرام، والقيام باستثمار هذه الأموال في أنشطة مباحة وقانونية بل وخيرية حتى يتم تويه الجهات الرقابية والحكومية والأمنية.

إن مصطلح غسيل الأموال الذي انتشر على الساحة التجارية وال اقتصادية هذه الأيام كان قد ازداد بعد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقًا، واكتسب سيطًا واسعًا، كما أنه يرتبط بالطرق غير الشرعية حيث محاولات إخفاء مصادر الأموال الغير مشروعة وتضليل الجهات الرقابية والأمنية من أجل الهروب من العقاب.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ماهو غسيل الاموال ومعناه بالتفصيل

مصادر الأموال غير المشروعة

تتعدد مصادر الأموال غير المشروعة والتي يتم استخدام فكرة غسيل الأموال وتبيضها من أجل إخفاء مصدر هذه الأموال، ومن ضمنها: تجارة العبيد والتهرب من الضرائب، والعمولات الخفيفة، والرشوة والتهرب من الرسوم، والربح من التزوير والابتزاز والاختلاس واستغلال المنصب للسرقة والتجسس والتجارة بالسلع الفاسدة وتزوير النقود والمستندات والماركات التجارية.

وكذلك الربح من الدعارة وتجارة المخدرات وعمليات المقامرة في أسواق المال وأسواق البضاعة العالمية وكذلك من بعض المعاملات الوهمية، وقد أثبتت الإحصائيات حول حجم غسيل الأموال وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي أن مقدار حجم تبييض الأموال يتراوح ما بين 950 مليار دولار و1.5 ترليون دولار.

وأثبتت تقارير أخرى أن حجم الدخول المحققة من تجارة المخدرات حول العالم تجاوز 688 مليار دولار وأن 150 مليار دولار من أرباح هذه العمليات فقط في الولايات المتحدة الأمريكية و500 مليار في أوروبا و33 مليار دولار في بريطاني أو الباقي في بقية الدول حول العالم.

أساليب غسيل الأمول

بعد أن عرفنا أن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال هو فرق في اللفظ اللغوي فقط وأن المصلحان يدلان على نفس الشيء وجب بعد ذلك أن نعرف أساليب غسيل الأموال أو تبييضها، وهناك حوالي أكثر من 300 أسلوب لعملية غسيل الأموال وتبييضها وتختلف حسب طبيعة المال ومصدره، ولكننا سنذكر هنا أهم هذه الأساليب.

الشركات الوهمية

ظهرت هذه الفكرة في عالم غسيل الأموال وتبيضها بعد أن أقرت بعض الدول في وضع حد لعملية تحويل الأمول بشكل يومي إلى الدول بقيمة لا تتعدى الـ 10 آلآف من الدولارات، فعلى سبيل المثال تعد معظم التجارة في مجال الأسلحة غير قانونية وبدليل كمية الأسلحة التي تحصل عليها الجماعات الإرهابية ومنظمات الجريمة حول العالم، وبالتالي فإن معظم تجار هذه الأسلحة يسلمون أمولًا طائلة ليس لها أي أساس شرعي قانوني، ويفتحون شركات وهمية.

هذه الشركات الوهمية التي يقومون بافتتاحها تكون ملتزمة بشروط قانونية والتزامات مالية ولها أيضًا فروع كثيرة لا سيما في الدولة الموجه إليها تسريب الأسلحة والدولة التي تصل لها الأموال، وبالتالي يسمى ذلك بشرعنة تبادل المال.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أفضل شركات الفوركس

القروض

هنا تتم عملية إيداع للأموال المرتبطة بفوائد في النظم المصرفية خاصة البنوك التي تتيح عملية تحويل الأموال والعملات، وبمرور الوقت تبدأ تلم الأموال في التحصيل، حيث يتم تحصيل الفوائد وتصبح في الوقت ذاته أموال داخل نظام مالي شرعي ومعتمد.

شراء العقارات والأراضي

بعد الحصول على الأسلوب الشرعي في سحب الأموال لفترة زمنية تأتي هذه الطريقة حيث يقوم الشخص الذي يريد غسيل أمواله بشراء العقارات بقيمة أعلى من قيمتها في الأسواق من أجل تبييض أمواله، ثم يقوم ببيعها بثمن أقل من قيمتها في الأسواق وهنا تكون الأموال المشكوك في أمرها قد دخلت وخرجت بشكل قانوني وشرعي من خلال مؤسسات ودوائر الدولة الرسمية.

مواقع الإنترنت

هناك أعداد لا تحصى من المواقع على الإنترنت والتي تسمح تحويل الأموال بصرف النظر عن مصادرها، حتى يتم الاستثمار في المجال المالي مثل الأسهم والسندات، وبهذه الحالة تكون مواقع الإنترنت المالية هذه هي الوسيط المالي لهم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أفضل مواقع الربح من الانترنت للمبتدئين (القائمة الكاملة)

أشهر قضية غسيل أموال في العالم

تعتبر أشهر قضية تبييض أموال قام بها زوج ابنه الرئيس الروسي يالتسن، حيث أثبتت التقارير ال اقتصادية بأنه قام بسرقة ما يقارب مليارات الدولارات من القروض المعطاة لروسيا وقام بتبيضها في بنك أوف نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن البنك الأمريكي قد قام بتحويلها إلى عشرات من البنوك حول العالم وكانت من ضمنهم روسيا.

كما أن التقارير والبيانات الإحصائية تؤكد أن ظاهرة تبييض الأموال تنتشر في العالم بشكل مروع خاصة في ظل شيوع الغسيل الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والذي يتم في وقت قصير للغاية بل خلال ثوان معدودة، كما أن بعض المصادر تقول أن ما يقارب تريليون أو تريبليوني دولار في البنوك السويسرية جاءت من مصادر غير شرعية، وأن سويسرا حسب تقارير الأمم المتحدة تحتل مرتبة متقدمة في استقبال الأموال المغسولة.

الآثار الاقتصادية لعمليات غسيل الأموال

إن عمليات تبييض وغسيل الموال لها الكثير من الآثار السلبية على الدول خاصة الدول النامية صاحبة ال اقتصاديات والرقابة الضعيفة على القوانين فضلًا عن وجود معدلات فائدة قليلة بها وأسعار صرف غير مستقرة، ويمكن تحديد أهم الآثار ال اقتصادية السلبية لعملية غسيل الأموال فيما يلي:

  • زيادة التفاوت في توزيع الدخل، حيث تحصل فئة من الناس على دخل بدون وجه حق وبطرق غير مشروعة مما يعمق الفجوة بين الفقرلء والأغنياء في المجتمع.
  • حدوث نزيف للاقتصاد القومي إذ يتم استقطاع عمليات غسيل الأموال من الدخل القومي وحرمان الدولة من العوائد الإيجابية التي من الممكن أن تحصل عليها من المجتمع.
  • زيادة عرض العملة الوطنية مقارنة بالعملات الأجنبية، نتيجة تحويل الأموال المهربة إلى الخارج بهدف إخفاء مصدرها، مما يعني انخفاض قيمة العملة الوطنية وزيادة الطلب على العملات الأجنبية مما يسبب استنزاف للاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية، مما يجعل الدولة ترفع سعر الفائدة الذي يمثل عقبة اقتصادية، وذلك للحفاظ على المدخرات المحلية من التحول للعملات الأجنبية.
  • زيادة الفجوة بين الدخل القومي الحقيقي والدخل القومي المعلن أو الرسمي نظرًا إلى أن هناك ارتباط وثيق بين ال اقتصاد الخفي وعمليات غسيل الأموال وبالتالي، يؤدي ذلك إلى مواجهة الدولة مشكلة أخرى وهي صعوبة وضع برامج وخطط فعالة من أجل التنمية الاقتصادية.
  • وجود فجوة بين الادخار المحلي والاستثمار القومي، حيث أن المدخرات المحلية سوف تعجز في هذه الحالة عن الوفاء بمستلزمات الاستثمار المطلوبة لزيادة معدل النمو ال اقتصادي نتيجة الاتجاه الكبير منها للبنوك الخارجية مما يؤدي لزيادة ديون الدولة الخارجية كي تعوض النقص في الإدخار المحلي.
  • زيادة الأنفاق على السلع المستوردة مما يسبب في عجز في ميزان المدفوعات وفي الميزان التجاري، وذلك يحدث بسبب أن من يكتسب الدخل بطريقة غير قانونية يتصف النمط العام للاستهلاك لديه بالبذخ والتبذير والاستهلاك المظهري للسلع والماركات الأجنبية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأزمة الاقتصادية العالمية أسبابها وحلولها

إن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال لا يكمن في دلالة المصطلحان، بل في في اللفظة اللغوية فقط، أما تبييض الأموال وغسيل الأموال فهما اسمان لشيء واحد، وقد حاولنا توضيح ذلك في مقالنا وذكرنا أهم الأساليب التي تتم بها عملية تبييض وغسيل الأموال وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه العمليات الغير مشروعة قانونيًا.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.