السرد القصصي في التسويق

السرد القصصي في التسويق من الاستراتيجيات التي تم اتباعها بشكل مكثف من قبل الشركات ذات العلامات التجارية الكبرى في الآونة الأخيرة، وذلك لأن الناس تتأثر كثيرًا بالقصص، كما أنها تتعلق في أذهانهم أكثر من أي إعلان آخر، ما يجعل الشركات تقبل على اعتمادها أنها لا تتخذ شكل واحد فقط حيث يمكن أن تكون في هيئة فيديو أو غيره، لذا سنوضح كل ما يخص هذه الاستراتيجية بشيء من التفصيل من خلال موقع صناع المال.

السرد القصصي في التسويق

السرد القصصي له قوة لا مثيل لها في بناء العلامات التجارية لتصبح أكثر شهرة وتحقق الكثير من المال، وذلك لأن القصة تفهمها كافة الشعوب على اختلاف لغاتها وعاداتها وتقاليدها حيث إنها تكون سهلة الفهم ويمكن مشاركتها مع الآخرين من خلال سردها لهم، كما أنها تبقى عالقة في الأذهان لفترة طويلة أكثر من أي إعلان آخر، لذا أصبحت الشركات ذات العلامات التجارية الكبرى تسعى دائمًا إلى أن تكون إعلاناتها عبارة عن قصة مؤثرة.

اقرأ أيضًا: العائد على الاستثمار في التسويق

أسباب استعمال السرد القصصي في التسويق

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الشركات إلى استعمال المحتوى القصصي بدلاً من أي نوع آخر بهدف جذب العملاء الجدد، لذا سنتناولها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

أولاً: زيادة الوعي بالعلامة التجارية

القصص تزيد من معرفة العملاء بالعلامة التجارية، حيث إنها تعبر عن شخصية الشركة وهويتها، ويمكن من خلالها التعرف على الهدف من وجود العلامة التجارية، فمثلاُ نجد أن ستيف جوبز كان حريص على خلق القصص منذ البداية حيث إنه عمل على رواية قصص توضح أسباب اختيار شعار واسم الشركة، وحتى وقتنا هذا تعتبر القصة معلقة في الأذهان.

بعد أن يتعرف العملاء على الهدف من وجود الشركة، يجب أن يتعرفوا على الهدف من وجود المنتجات، ويمكن ذلك من خلال إنشاء قصص توضح كيفية استعمال هذه المنتجات، وقصص أخرى تعمل على إيضاح المشاكل التي تساهم تلك المنتجات في حلها، فإذا لم تستغل الشركة القصص في القيام بذلك، فإن إنشائها يكون بلا جدوى.

ثانيًا: رفع قيمة المنتج

هناك الكثير من المنتجات المتشابهة في الأسواق حيث إنها تعمل على حل المشاكل ذاتها، ولكن ما يميز منتج عن آخر هو السرد القصصي في التسويق، فكلما كانت القصة تتضمن مزايا المنتجات، كلما عملت على جذب عدد أكبر من العملاء، وما يجعلها القصص أفضل من النصوص هو احتوائها على الألوان والمعاني حيث إنها تكون مليئة بالحيوية مقارنةً بالنصوص الصامتة الجامدة التي قد تصيب العملاء بالملل في بعض الأحيان.

ثالثًا: تعمل على إقناع العملاء

القصص تعمل على إقناع العملاء بشراء المنتجات المختلفة التي تقدمها الشركة، وذلك لأنها تعمل على تحفيز أجزاء معينة من الدماغ تجعل الشخص أكثر تعلقًا بالعلامة التجارية، كما أنها تساهم في نسخ الكثير من الذكريات مع  العلامة التجارية، وذلك ما يجعل العملاء غير قادرين على نسيان هذه العلامة لأن الأمر أصبح متعلق بعواطفهم، وذلك هدف من أهداف السرد القصصي في التسويق.

رابعًا: خلق علاقات مع العملاء

تعمل القصص على خلق مشاعر تربط بين العملاء والعلامة التجارية، وذلك لأنهم يشاهدون أن هناك أشخاص أخرى تعاني من نفس المشاكل التي توجد لديهم، ويبحثون على الحل، وحتى تزيد الشركة من قوة العلاقة تعمل على إيضاح أن منتجاتها هي الحل الأفضل لهذه المشاكل، مع العلم أن القصص لا تعمل على إقناع العميل مباشرةً بشراء المنتجات، بل إنها تعرض له مشكلته مع حلها، وتترك له اتخاذ القرار.

اقرأ أيضًا: مقدمة عن التسويق

طريقة استعمال السرد القصصي بأحترافية

يمكن استخدام السرد القصصي بشكل احترافي من أجل تحقيق أهداف الشركة التي تتمثل في الشهرة والربح من خلال اتباع الخطوات التي سنوضحها بشيء من التفصيل في الفقرة التالية:

1- اختار الجمهور المستهدف

يجب أن تكون الشركة على دراية كافية بالعملاء الذين تريد أن تجذبهم إلى شراء منتجاتها، كما يجب عليها أن تتعرف على طبيعتهم حتى تكون قادرة على خلق قصة تتلاءم مع حياتهم واحتياجاتهم، فالقصة لا تنجح إلا إذا كانت منبثقة من الواقع، فمثلاُ نجد أن شركة Airbnb التي تعمل على تقديم خدمات الضيافة التي توفر للعملاء إمكانية تأجير أو شراء منازل في أي مكان في العالم دائمًا ما تقدم قصص تدعم التهاون بين البشر، وبالتالي فهي تعتمد على دعم العلاقات الإنسانية في القصص، وتلك العاطفة من شأنها أن تجذب الكثير من العملاء.

2- تحديد قصة ذات صلة

ينبغي على الشركة أن تخلق صة ذات صلة بالمنتجات التي تقدمها، وذلك لأنها إذا عملت على إنشاء قصة جذابة ومثيرة ولكنها لا تتصل بخدمات الشركة في أي شيء، فمن الطبيعي إنها لن تعمل على تحقيق أهداف الشركة، ومن الأمور الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار ما يلي:

  • غرض القصة ينبغي أن يكون واضح ومفهوم بالنسبة للعملاء حتى ينتهي بهم الأمر إلى شراء منتجات الشركة.
  • الحرص على اتباع كافة قواعد وقوانين اللغة عند كتابة القصة حيث إن الأخطاء قد تتسبب في تشتت العملاء.
  • ينبغي على الشركة أن تتحقق من أنها تفهم العملاء المستهدفين بشكل جيد حتى لا تكون القصة مخالفة لاتجاهات العملاء.

من الشركات التي استغلت هذا الأمر بفاعلية هي شركة دوف للمنتجات العناية بالجسم والبشرة حيث إنها عملت على تقديم فيلم تعتمد قصته على بيان جمال المرأة الحقيقي، وتلك القصة لم تستهدف النساء فقط بل إنها تخطت ذلك لتلمس مشاعر كل البشر حيث إنها جذبت العملاء من خلال إحياء مشاعر مختلفة في نفوسهم، ومنها: السعادة، والدفء، والعاطفة.

3- استعمال العاطفة في السرد

العاطفة قادرة على أن تسوق العملاء إلى شراء المنتجات المختلفة التابعة للشركة، لذا يجب أن تتضمن القصة مجموعة من المشاعر، وذلك من خلال وضع تفاصيل وسيناريوهات ومعلومات مليئة بالمشاعر الإنسانية، وتكمن أهمية العاطفة في زيادة ولاء العملاء إلى العلامة التجارية.

4- تطوير الأسلوب القصصي

يجب على فريق الشركة أن يحرص على تطوير القصص السابقة التي تم خلقها من أجل التسويق لمنتجات الشركة المختلفة حيث إن ذلك يزيد من فرصة جذب عملاء جدد والحفاظ على العملاء الحاليين، مع العلم إنه كلما كانت القصة واضحة ولم يتم إنشاء مثلها من قبل، كلما أصبحت ملعقة أكثر في أذهان العملاء، ويمكن تطوير الأسلوب القصصي من خلال استعمال أدوات القياس المختلفة، ومنها متوسط معدل المشاهدة، والوقت الذي يتم استغراقه في كل صفحة، وتعليقات العملاء على منصات التواصل الاجتماعي.

عناصر السرد القصصي

يجب التأكد من أن القصة تشتمل على كافة العناصر حتى تكون مبتكرة وملهمة وتعمل على جذب العملاء المستهدفين، لذا سنذكر كافة العناصر بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • الشخصيات مع الحرص على أن يكون بطل القصة هو أحد عملاء الشركة حتى تنجح في جذب المزيد من العملاء الجدد.
  • الأحداث
  • المكان
  • الزمان
  • الصراع أو ما يعرف باسم الحبكة.

أهمية السرد القصصي في التسويق

السرد القصصي في التسويق له أهمية كبرى لا تقتصر على جذب العملاء فقط بل إنها تتعدى ذلك لتشمل الموظفين والمنافسين، وفيما يلي سنوضح الأهمية بشيء من التفصيل:

  • للعملاء: يمكن أن يستعمل عملائك القصص في إعلاء قدر منتجك وعلامتك التجارية أو في التقليل من شأن العلامة التجارية، لذا يجب أن تحرص الشركة على تقديم خدمات ممتازة لا تشتمل على الغش أو السرقة حتى لا تفقد الشركة ثقة العملاء بها.
  • للمنافسين: إذا كان العملاء يتفاعلون من القصص التي تقدمها الشركة بشكل إيجابي ومستمر، فذلك من شأنه أن يزيد من مكانة العلامة التجارية في الأسواق، وسيقوم المنافسين باحترام العلامة التجارية حتى لو كانوا ضدها في الواقع.
  • للموظفين: عندما يتفاعل العملاء مع القصص، يزداد نشاط الموظفين حيث إنهم يحاولون بذل مجهود مضاعف من أجل إعلاء قيمة العلامة التجارية في الأسواق، وفي النهاية يصبح الموظف أحد أبطال قصص الشركة.

اقرأ أيضًا: كيف تستخدم خرائط جوجل في التسويق للبيزنس الخاص بك

نصائح لكتابة قصة تسويقية جذابة

هناك الكثير من النصائح التي تساهم في خلق قصة تعمل على جذب الكثير من العملاء الجدد في فترة زمنية قصيرة، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • الحرص على أن يكون الهدف من العلامة التجارية ملائم لاحتياجات العملاء حتى يتم تحقيق الربح المطلوب.
  • يجب أن تكون القصة متضمنة القيم والرسائل الخاصة بالعلامة التجارية.
  • التحقق من أن الوقت المناسب حتى يتم الإنصات إلى قصتك من قبل العملاء.
  • كلما كانت القصة صادقة كلما تمكنت الشركة من كسب ثقة وولاء العملاء بالمنتجات التي تقدمها.
  • قم بتحديد الشكل الملائم للقصة التي تريد أن تسرها للعملاء حيث يمكن أن تكون في هيئة فيديوهات، أو مقالات، أو كتب إلكترونية.
  • الحرص على وضع عبارات تعمل على تشجيع العملاء على شراء المنتجات.
  • يمكن العمل على زيادة ثقة العملاء من خلال سرد قصص حقيقة لأشخاص قاموا باستعمال المنتجات من قبل، فذلك من شأن أن يوفر المصداقية والشفافية بين كلاً من العميل والشركة.
  • استعمال البيانات والأرقام والإحصائيات يساعد على منح القصة قدر أكبر من المصداقية.

السرد القصصي في التسويق من الأمور الأساسية التي يتم فعلها في أي شركة، ولكن يجب الحرص على اتباع النصائح التي تدعم بناء قصة جذابة لا مثيل لها حتى تتم الخطة بنجاح.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.