لاري بايج Larry Page

لاري بايج هو أحد روّاد علم التكنولوجيا الحديثة وشبكة الإنترنت، وهو الطرف الثاني في تأسيس محرك البحث Google، حيث إنه قام بالاشتراك مع الروسي سيرجي برين Sergey Brin الذي كان يسير على خطى أبيه في دراسة الرياضيات والعلوم الحاسوبية.

التقى كلا الصديقين في ظروف الدراسة فأصبحا شريكين في الشركة العملاقة Google، ويظهر من خلال شعار جوجل إيمان بايج وشريكه بأن زيادة المعرفة دائمًا تعود على الشخص بالفائدة، وهي أفضل كثيرًا من الجهل، نعرض لكم عبر صناع المال أهم المعلومات التي تشمل حياة بايج الشخصية والعملية وقصة كفاحه التي أوصلته إلى النجاح.

من هو لاري بايج؟

لاري بايج

هو أحد رواد المجال التكنولوجي، فقد احتل التطور التكنولوجي المواكب لعصرنا أهمية كبرى في حياة الإنسان، وساهم في تيسير طرق التواصل بين الأشخاص، وفي الحصول على قدر هائل من المعرفة عن طريق البحث الإلكتروني، وهو ما يكون سببًا في الكمّ الضخم من المعلومات والمعارف الموجودة حول العالم.

قام الكثير من الأشخاص من رجال أو نساء بالاشتراك في أدوار كانت سببًا في التقدم والنهضة في مجال البرمجة والمجالات المتعلقة به مثل الرياضيات والعلوم، ويعد لاري بايج أحد تلك الشخصيات المؤثرة بشكل كبير في مجال البرمجة الحاسوبية.

قام بتحقيق العديد من النجاحات والتي تمثلت في إدارته التنفيذيّة لشركة Alphabet، وتقديمه لخدمات جوجل التي تحتوي على شريط بحث Google Toolbar يوفر للمستخدمين إمكانية البحث والاطلاع دون زيارة المواقع، كما تتوفر خدمات جوجل بأكثر من ستة وعشرين لغة، ومنها اللغة العربية.

تتعدد الخدمات في محرك البحث جوجل، فمنها خدمات الصور والفيديو، والبرامج المقدمة بشكل مجاني، والإعلانات المعروضة، ومختلف المجموعات التي تتيح خاصية النقاش، وبرامج مهمة مثل Google Earth، بالإضافة إلى الخدمات الإخبارية، والتسويقية، والموسوعية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: مارك زوكربيرغ 

قصة نجاح لاري بايج

“Organize the world’s information and make it universally accessible and useful”

هو شعار مهمة محرك البحث جوجل، والذي يشير إلى مقولة بايج وشريكه بأنه على الشخص أن ينظّم معلومات العالم، ويجعلها متاحة ومفيدة للعالم ويمكن الوصول إليها.

قد جمع الشريكين طموحات وأهداف مشتركة، وقاما بتحقيق أحد أكبر المشاريع الاستثمارية التي حصلا من خلالها على عوائد مالية هائلة، ورغم اختلاف جنسيتهما إلى أن هذا لم يكن عائقًا في ظهور السمات الإبداعية والابتكارية لكل منهما.

كافح لاري بايج في عالم التكنولوجيا لمدة تمتد إلى ثلاثين عامًا بشخصيته المبدعة ذات الطابع القيادي، نمت ثروته خلال تلك السنوات واعتلى مرتبة في قائمة أغنى أغنياء العالم، كما أنه لم يكتفي بالإنجاز في المجالات التكنولوجية بل ذهب إلى مجالات استثمارية أخرى مثل السفر إلى الفضاء، وتوليد الطاقة، ومشروع السيارات الطائرة.

اشترك بايج مع صديقه في أحد المشاريع البحثية بعنوان BackRub، والذي يعمل على تطوير محركات البحث لتقوم بإظهار نتائج البحث بحسب الصفحات الشائعة والمنتشرة أكثر، واعتمدوا في بداية الأمر على آلية زاحف الويب WebCrawler الذي يتصفح الشبكة العالمية بآلية منتظمة، وتمكنا من خلال ذلك العمل على تطوير خوارزمية معينة.

حيث قام بايج بابتكار الخوارزمية المسماة على اسمه بايج رانك PageRank، وقام بتصميمها كشبكة بسيطة يتم التعبير عنها بالنسبة المئوية لأن جوجل تستخدم مقياسًا لوغاريتميًا، وتهدف الخوارزمية إلى تشغيل محرك البحث جوجل، والتحكم في ترتيب ظهور الصفحات أثناء البحث من خلال حساب مدى أهمية الصفحة في موقع.

ثم استمرا في العمل على ذلك المشروع بواسطة الحاسبات الآلية المتوفرة في المبنى الجامعي، وقاما باستعمال موقعهما الرسمي في نطاق google.stanford.edu، ثم قاما بتغيير اسم النطاق إلى google.com في العام الميلادي 1997، بعد النتائج الجيدة التي تحققت قاما بتجميع مبلغ مالي مقداره مليون دولار أمريكي من الأشخاص المقربين كالعائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى بعض المستثمرين.

أخيرًا تم إعداد الشركة العالمية جوجل بشكل قانوني في يوم 4 من شهر مارس للعام الميلادي 1998 في المرآب الخاص بأحد أصدقائهما بكاليفورنيا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: برنار أرنو 

جوائز حصل عليها لاري بايج

حاز لاري بايج وصديقه على لقب إم آي تي تكنولوجي ريفيو (MIT Technology Review) عام 2002، والذي يعني المراجعة التقنية لمعهد ماساتشوستس، بسبب اعتبارهما من أحد أفضل مئة مبتكر في العالم لمن تكون أعمارهم أقل من 35 سنة، وفي العام ذاته فاز بايج على لقب “القائد العالمي المستقبلي”، من منتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum.

شبكة المستقبل العالمي التي تتبع المنتدى الاقتصادي هي شبكة معرفية متعددة الأطراف والتخصصات حول العالم، وتهدف إلى تعزيز التفكير المبتكر، وتشكيل مستقبل أكثر مرونة واستدامة.

في عام 2004 فاز الشريكان بجائزة ماركوني Marconi Foundation، وهي جائزة سنوية تتضمن عمل نحتي ومكافأة مالية بمقدار مئة ألف دولار أمريكي، وسُميّت الجائزة على اسم أحد رواد الراديو والحائز على جائزة نوبل.

في نفس العام تأسست جمعية خيرية تابعة لشركة محرك البحث جوجل، وقامت على معالجة كثير من المشكلات والسلبيات المنتشرة على مستوى العالم، ومنها القضاء على الجوع، ومشكلة الطاقة، والقضايا التعليمية.

في عام 2006 قامت شركة جوجل بشراء موقع YouTube وهو أحد المواقع التي تعرض مقاطع الفيديو المشهورة على مستوى عالمي، وفي عام 2013 بلغت شهرة محرك البحث جوجل القمة، ومعدل البحث فيه يوميًا هو 5.6 مليون محاولة بحثية، وتتعدد الجوائز والمكافآت التي فاز بها كلا الشريكين في مسيرة نجاحهم المبهرة.

مسيرة بايج التعليمية

كان بايج معروفًا بشغفه في الابتكار فقد حصل على أول حاسوب له وعمره خمس سنوات، فقد كانت الدهشة تصيب معلميه حين يرونه يؤدي الواجبات باستخدام جهاز الحاسب، أما عن مسيرته الدراسية فقد تلقى تعليم المرحلة الثانوية في مدرسة إيست لانسنغ East Lansing، كما تخرج من جامعة ميشيغان حاصلًا على مرتبة البكالوريوس، ثم حاز على درجة الماجستير في جامعة ستانفورد.

حيث درس مع صديقه سيرجي برين في مدرسة تتبع نظام منتسوري الذي يعتمد بشكل رئيسي على التعلم العملي، والأنشطة المختلفة، مما زاد الإبداع والاستكشافات المعرفية، نمّى قدراتٍ متعددة، بالإضافة إلى الزيارات المنزلية بينهما التي كانا يحلان فيها مسائلًا رياضية معقدة.

أثناء مرحلته الجامعية قام بالعديد من الأبحاث عن وسائل النقل، وأيضًا كان أحد أعضاء فريق الطاقة الشمسية والداعمين له، بنى طابعة من مكعبات Lego، وأصبح رئيسًا على جمعية الشرف الدولية Eta Kappa Nu لمعهد هندسة الكهرباء أو الهندسة البيولوجية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: بيل غيتس 

استقالة لاري بايج

استقال بايج في شهر ديسمبر عام 2019 عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت Alphabet Inc وهي الشركة الأمريكية التي أسست من خلال إعادة الهيكلة لشركة جوجل، فهي تعد بمثابة الشركة الأم والقابضة لشركة جوجل مع بعض الشركات الأخرى، لكن ظل بايج كأحد أعضاء مجلس الإدارة أحد المساهمين الرئيسيين.

قام بالمشاركة في تأسيس جوجل مع زميله سيرجي برين في عام 1998 م، وكانا  قد درسا معًا في جامعة ستانفورد أثناء تحضير شهادة الدكتوراه Stanford Ph.D.

واستمر بايج في منصبه التنفيذي حتى العام الميلادي 2001، حيث تولى المنصب إيريك شميت Eric Schmidt حتى عام 2015 م، أصبح بعدها رئيسًا تنفيذيًا لشركة ألفابت.

قد كان إيريك شميت هو وجه شركة جوجل في مختلف الندوات والاحتفالات، وهو أحد المستثمرين في تأسيس شركة موارد الكواكب Planetary Resources، وأحد الممولين لشركتي تطوير السيارات الطائرة وهما Kitty Hawk و Opener.

عند أخذ بايج وشريكه سيرجي برين بقرار التنحي عن المناصب الإدارية الخاصة بهما في شركة جوجل، قاما بكتابة عبارة تشير إلى التزامهما نحو كلا من شركتي جوجل وألفابت على مدى طويل، وأنهما سيظلان أحد الأعضاء المشاركين في نشاط مجلس الإدارة، وأحد المؤسسين وحملة الأسهم، كما أضاف بايج وزميله بأنهما سيظلان متواصلين مع ساندر بيتشاي على نحو منتظم ودائم.

من أقوال لاري بايج

يمكن من خلال النظر إلى مقولات بايج أن نرى الشخصية القيادة التي هو عليها، فتلك المقولات تحفز النفس إلى تحقيق ما تمكن لاري من تحقيقه يومًا ما، ومن أقواله:

  • قال فيما يتعلق بالاختراع مقابل التنفيذ: “الاختراع ليس كافيًا، اخترع نيكولا تسلا الطاقة الكهربائية المستخدمة لدينا، لكنه عانى في إيصالها إلى الناس، عليك الجمع بين الأمرين: التركيز على الاختراع والابتكار، بالإضافة إلى الشركة التي يمكنها تسويق ونقل الأشياء إلى الناس”.
  • قال حول منتجات جوجل: “أعتقد بأنه يوجد عنصر فنّي مهم فيما نقوم به، بصفته شركة تقنية، فقد حاولت التأكيد على ذلك حقًّا”، كما قال حول استخدام المال كدافع وحافز: “كان الدافع وراءنا هو المال، لكننا قد بعنا الشركة منذ فترة طويلة وانتهى المطاف بنا إلى الشاطئ”.
  • يقول أيضًا بأن الشخص لا يخسر حلمًا أبدًا لكن مع مرور الوقت فإنه يحتضن بعض الأحلام بمثابة الهواية له، ولن يخسرها أبدًا، وقال: ” دائمًا حاول تحقيق ما هو أكبر من الهدف المتوقع حدوثه”، وقال بأنه إذا كنت لا تفعل الأشياء المجنونة في الأمور التي تخص شغفك، إذًا فأنت تفعل الأشياء الخاطئة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على سيرة: جيف بيزوس

من خلال قراءتنا للموضوع نستلهم العديد من الأفكار والدروس التي تساعدنا في الوصول إلى أهدافنا والعمل على تحقيقها بكفاح واجتهاد، ومن تلك الأفكار المستلهمة التحدي، وعدم الاستسلام، والاستثمار، والعمل على التطوير، والتخطيط الممتاز، بالإضافة إلى الشراكة الناجحة لمواجهة العقبات أثناء تنفيذ المشاريع.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.