على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت

على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت حديثًا وقديمًا؟ إذ يعد اقتصاد دولة الكويت من أهم الاقتصادات وأكبرها في المنطقة وفي الشرق الأوسط، ويعتمد في ذلك على عدة موارد، كما يسيطر القطاع الحكومي على معظمه، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موقع صناع المال.

على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت

يعتمد الاقتصاد الكويتي على العديد من العوامل والصناعات والتجارات والموارد أيضًا، وأهمهم هو النفط الذي يعد أحد الموارد الطبيعية الموجودة في الكويت، إذ تعتبر الكويت من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.

فصناعة النفط وتجارته المملوكة للدولة تمثل 50% من الناتج المحلي، و95% من الصادرات وكذلك 80% من الإيرادات الحكومية، فاقتصاد دولة الكويت يعتمد بشكل أساسي على النفط وتصديره، كما يعتبر احتياطي النفط في دولة الكويت 10% من الاحتياطي العالمي للنفط، بمقدار 96 مليار برميل.

اقرأ أيضًا: ترتيب الدول العربية من حيث الاقتصاد

تاريخ اكتشاف النفط في الكويت

لا بد أن نتطرق إلى معرفة التاريخ الكويتي لاكتشاف النفط لنعرف على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت، إذ وقع الشيخ أحمد الجابر الصباح وثيقة في ديسمبر عام 1934وهي تتضمن امتيازًا لدولة الكويت للحفر والتنقيب عن البترول، واستمرت محاولات الشيخ أحمد الجابر في الحصول على هذه الاتفاقية لفترة طويلة، وكان سبب التأخير هي الحرب العالمية الثانية.

كما كان أول اكتشاف بترولي في الكويت بعد المسح الجيولوجي للمنطقة الذي أجرته شركة نفط الكويت المحدودة بين عامي 1937 و1938، وكان ذلك في منطقة البرقان وبذلك تحولت أنظار العالم كله إلى هذه المنطقة، وفي 22 من فبراير عام 1938، كان الاكتشاف الأول لحقل البرقان، حيث خرج النفط لأول مرة وكان موجودًا على ضغط عالٍ جدًّا وكبير، فخرج النفط بقوة كبيرة مفجرًا رأس البئر.

وفي 30 يونيو من عام 1946، كانت أول شحنة تصدير لخام النفط الكويتي، وكان ذلك تحت رعاية الشيخ أحمد الجابر، حيث كانت الشحنة الأولى التي تم تصديرها على ناقلة بريطانية اسمها “جندي بريطاني”، ولأهمية الحدث تم تنظيم احتفال كبير جدًّا لأول شحنة نفط للتصدير، بحضور عدد كبير من السياسيين والمسئوولين في الكويت، وأيضًا حضور الحاكم السياسي البريطاني لمنطقة الخليج.

ومن بعدها توالت التطورات في هذه الصناعة في منطقة الكويت، حيث بدأت عمليات تكرير النفط في ميناء الأحمدي وذلك في عام 1949، وتم تأسيس شركة ناقلات النفط الكويتية عام 1957، كما تأسست شركة البترول الكويتية عام 1960، وكانت هذه الشركة مملوكة من القطاعين العام والخاص في البلاد، وفي عام 1963 تأسست شركة الصناعات الكيماوية، وفي السنة التالية بدأ العمل في صناعة وفصل المشتقات البترولية.

عوامل أخرى يعتمد عليها الاقتصاد الكويتي

استكمالا لسرد على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت، نتطرق لباقي الصناعات والنشاطات التي يعتمد عليها الاقتصاد الكويتي ومنها التالي:

1- قطاع الصناعات

أحد أهم القطاعات في الكويت، إذ تدعم الحكومة الكويتية هذا القطاع بشدة، وتم تأسيس بنك الكويت الصناعي في 1973، وذلك ليقدم الدعم المالي للمشروعات والصناعات الصغيرة الجديدة، والهيئة العامة للصناعة تهدف إلى تطوير القطاع الصناعي في الكويت وتوفير الأراضي الصناعية والبنية التحتية لها.

وتمثل الصناعات الكيماوية 34% من الصناعة التحويلية، كما تمثل الصناعات المعدنية 22% منها، وبالرغم من أهمية القطاع الصناعي في الكويت، إلا أنه في عام 2007 كان يمثل 5% من الناتج الإجمالي، ويمثل 10% من الناتج المحلي غير النفطي.

وأصبح عدد المنشآت والشركات الصناعية في الكويت 5400 منشأة، وجاء ذلك في إحصائيات عام 2004، وبلغت نسب العاملين في هذا القطاع 10% من الكويتيين.

ولم يقتصر دعم الصناعات على دعم الصناعات النفطية والحديثة فقط، ولكنه شمل الصناعات القديمة أيضًا والحرف، مثل صناعة السفن وغيرها من الصناعات القديمة.

2- قطاع الخدمات

يضم هذا القطاع الكثير من الخدمات، مثل التعليمي وقطاعات النقل والطيران وكذلك الاتصالات، وفي عام 2009 حقق هذا القطاع أرباحا ضخمة قدرت بـ 133.15 دينار كويتي وذلك في الربع الأول فقط من العام، ويحتضن هذا القطاع نسبة كبيرة من أهل الكويت والوافدين من الدول العربية والأجنبية، فتقدر نسب العاملين فيه 70% من سكان الكويت.

اقرأ أيضًا:  أهم المنتجات الكويتية الزراعية والصناعية

3- القطاع العقاري

في عام 2007 ساهم القطاع العقاري بنسبة 7% من إجمالي الناتج المحلي، إلا أن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير في عام 2008 وذلك لإصدار الحكومة الكويتية قانونين يحظران على الشركات المساهمة التعامل مع العقارات السكنية سواء كان هذا التعامل من خلال التمويل أو البيع والشراء أو الرهن.

وجاء هذا القرار لارتفاع أسعار العقارات السكنية، وبالتالي ركود في سوق العقارات السكنية الذي يعد هو الأساس في سوق العقارات الكويتي ككل، وبالفعل بدأ القطاع العقاري في الكويت بالانتعاش من جديد في العام 2009.

4- القطاع الزراعي والثروة الحيوانية

يساهم القطاع بنسبة بسيطة في الناتج المحلي تقدربـ0.004% في عام 2006، وذلك لضعف النشاط الزراعي وذلك لطبيعة مناخ الكويت وأراضيها الصحراوية، ولكن ذلك لم يكن ليمنع محاولة تطوير هذا القطاع لمحاولة سد جزء من الاحتياج الغذائي للسكان، حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي في البلاد للمنتجات الزراعية والغذائية 58% في عام 2004، وتتضمن هذه الزراعات الخضراوات الورقية والبقوليات والأعلاف والجذور.

وعلى الرغم من تطور القطاع الزراعي إلا أن القطاع الحيواني ما زال يعاني من نقص شديد، فلا يحقق الاكتفاء الذاتي من الحاجة السكانية إلا بنسبة 6% وذلك في عام 2004، ويتمثل ذلك في نقص اللحوم الحمراء والدواجن ونقص في المنتجات اللبنية، حيث بلغت كمية الأبقار في الكويت 16114 وذلك في 2007، موزعة بين مزارع الأبقار التي بلغ عددها 41 مزرعة.

وبالنسبة للدواجن، فقد بلغ عددها 3 ملايين رأس موزعة على 17 مزرعة يقع معظمها في منطقة الشقايا، وكان عدد الأغنام يبلغ حينها 390 ألف رأس وعدد الإبل 5 آلاف رأس.

سوق النفط الآن في الكويت

يمثل النفط حوالي نصف الناتج المحلي للكويت تقريبا، واهتمت دولة الكويت بهذا القطاع منذ اكتشاف النفط في عام 1983 حتى الآن، وتهيمن الدولة على قطاع النفط متمثلة في عدة جهات حكومية.

ومنها المجلس الأعلى للبترول ووزارة الطاقة وشركة نفط الكويت ومؤسسة الكويت البترولية وشركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة التنمية النفطية والشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود، وغيرها الكثير أيضًا من الشركات والمؤسسات الحكومية.

ومن الناحية الأخرى تعرف الكويت بزيادة الاستهلاك المحلي للطاقة وللمنتجات النفطية والبترولية كالغاز الطبيعي، حيث يبلغ استهلاك الكهرباء 54% من إجمالي الطاقة المستهلكة و27% في قطاع النفط و18% للمواصلات و9% للاستهلاك المنزلي، وذلك تبعا لإحصائيات 2002.

اقرأ أيضًا:  متى ينتهي مخزون النفط في العالم

على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت قبل النفط

يعتمد حاليا الاقتصاد الكويتي على النفط والصناعات الكيماوية بشكل كبير، ولكن في الماضي قبل اكتشاف النفط، كان يتمثل الاقتصاد الكويتي ويعتمد على النشاط البري والبحري، إذ كان يجوب الرحالة الكويتيين البحار بحثا عن اللآلئ وبيعها، وهي تجارة معروفة إلى الآن في الكويت، ومعظم العاملين فيها قد ورثوها من ذويهم.

وكانت نسبة كبيرة تعمل الملاحة البحرية، حيث يقومون بنقل البضائع بين الموانئ البحرية في أفريقيا والخليج والهند الشرقية والبنغال وغيرها، وأما عن النشاط البري، فعرفت الكويت بالقوافل البرية التجارية قديمًا بين دمشق وحلب ناحية الشمال.

ففي عام 1758 ذكر الطبيب الإنجليزي إدوارد ديفز أنه كان على متن أحد هذه القوافل التي كانت تحتوي على 5 آلاف ناقة بقيادة 5 آلاف رجل مما يدل على هيمنة دولة الكويت وقتها على هذا النشاط وقدرتها على تأمين الطرق.

إن حسن الإدارة هو ما يصنع الفارق، وذلك في المشروعات الصغيرة أو الكبيرة أو حتى على اقتصادات الدول على حد سواء، وذلك جنبًا إلى جنب مع الاستفادة بكل الموارد الطبيعية والبشرية التي تملكها الدولة أو المؤسسات.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.