أنواع الشركات في الفقه الإسلامي

 كان أول ظهور للشركات بمعناها المعروف في العهد البابلي، إلا أنه لم يتم ضبطها وتنظيمها إلا في القرن الثاني عشر الميلادي، لكن الشركات قد حظيت باهتمام منقطع النظير في الفقه الإسلامي منذ القرن الأول الهجري، ولذلك سنوضح لكم من خلال موقع “صناع المال” أنواع الشركات في الفقه الإسلامي

أنواع الشركات في الفقه الإسلامي

لقد خصص الفقهاء وعلماء الدين لأنواع الشركات في الفقه الإسلامي أبواباً مستقلة في مصنفاتهم تناولوا فيها الشركات وكل ما يلحق بها.

» اقرأ أيضاً لمزيد من الإفادة: أنواع الشركات التجارية في مصر

أولاً: شركة الملك (شركة الأملاك)

وهي أن يشترك أكثر من شخص في ملك شيئاً ما من غير عقد بينهم، وهي على نوعين:

1- شركة اختيار

وهي التي تنشأ بفعل الشركاء نفسهم كأن يشترك اثنين فأكثر في شراء شيء معين أو أن يقبل اثنين أو أكثر هبة أو وصية، فيكون الشيء الموهوب أو الموصي به ملكاً لهم على سبيل المشاركة.

2- شركة جبر

وهي التي تنشأ من غير تدخل من الشركاء كالشراكة بين الورثة في الميراث.

ثانياً: شركة العقد

وتنشأ بعقد بين اثنين أو أكثر ويتحدد العقد، بحسب نوع الشركة التي بينهم وهذه الشركات هي:

1- شركة المضاربة

  • والمضاربة لغةً: مصدر ضارب مشتقة الضرب، وتسمى أيضاً: القراض والمقارضة.
  • أما في اصطلاح الفقهاء: اصطلح الفقهاء على معنى المضاربة ولكل قوله في ذلك وأقرب الأقوال في معناها، أن المضاربة هي أن يدفع أحدٌ المال إلى غيره ليتصرف فيه ويكون الربح بينهما على ما اشترطا عليه، فالربح لصاحب المال بسبب ماله وللمضارب باعتبار أنه تسبب في وجود الربح.
  • وهذا هو تعريف المضاربة عند الأحناف والشافعة والمالكية إلا أن المالكية أضافوا أن: “الخسارة على صاحب المال وحدَه”
  • والحنابلة أضافوا أنه: “يشترط للعامل جزء معلوم من الربح”.
شروط صحة المضاربة

يشترط لصحة المضاربة التراضي (الإيجاب والقبول بين الطرفين)، وأن يكون رأس المال نقداً (بحسب نوع النقد في كل بلد) ومعيناً وأن يكون تقسيم الربح معلوماً بالنسبة .

2- شركة العِنان

  • تعريفها لغة: العنان بكسر العين من العرض.
  • تعريفها اصطلاحاً: شركة العِنان هي عقد يتم بين اثنين في قدر معين من المال، يدفع كل واحد منها قدراً معيناً ويتاجرا فيه، على أن يكون الربح بينهما بقدر معلوم والخسارة عليها بنسبة معلومة أيضاً بقدر ما دفع كلا منهما، ولا يشترط فيها التساوي في المال ولا في التصرف ولا في الربح.
مشروعية شركة العنان

شركة العنان اتَّفق الفقهاء على إباحتها، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله – تعالى – يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحبَه، فإن خان أحدهما صاحبه، خرجت من بينهما«

3- شركة الوجوه

  • تعريف شركة الوجوه لغة: مستقبل كلِّ شيء.
  • تعريفها في الاصطلاح: عقد بين اثنين أو أكثر يشتركان في شراء بالأجل بضمان ثقتهم ووجاهتهم عند الناس، ثم يبيعوا حالاً ويشتركون في الربح وكذلك الخسارة بالنسبة التي اشترى بها كلا منهم.
 حكم شركة الوجوه

اختلف العلماء في جواز هذا النوع من الشركات فقد ذهب الأحناف والحنابلة إلى جواز هذا العقد، وأيضاً هذه الشركة مما تعامل بها الناس في سائر العصور من غير إنكار، وكذلك الأصلُ في المعاملات الحلُّ ما لم يَقُمْ دليلٌ على تحريمها والذي نميل إليه هو الإباحة.

4-  شركة الأبدان

وتسمى كذلك بشركة الصنائع: وهي أن  يتراضى اثنين أو أكثر من أصحاب الحرف والصنائع الذين يُجيدون حرفة مُعينة أو صناعة ما، وذلك من أجل القيام بعمل من الأعمال مع اشتراكهم في الأجر بنسبة يتم تحديدها مسبقاً بحسب مجهود كلاً من الشركاء والأطراف التي اشتركت مع بعضها البعض.

وهذه الشركة تقوم عادة بين النجارين والحدادين والخياطين وغيرهم من أصحاب الحرف المهنية المُختلفة.

مشروعية شركة الأبدان

وأكثر الفقهاء على صحة هذه الشركة ولم يقل بعدم جوازها سوى الشافعية رحمهم الله، والصحيح جوازها.

5- شركة المفاوضة

والمفاوضة تعني المساواة وهي شركة تقوم على أساس التساوي بين كافة الشركاء في رأس المال والتصرف والدين والربح أيضاً .

  • وتُعرف المفاوضة من جهة اللغة: هي المساواة.
  • تعريفها اصطلاحاً: هي عقد بين اثنين تقوم على مبدأ المساواة بين الشركاء في رأس المال وفي التصرف وفي الربح والخسارة والدين أيضاً، فيفوض كلاً منهما صاحبه للتصرف في المال في غيبته وحضوره.
مشروعية شركة المفاوضة

وقد اختلف العلماء في صحة شركة المفاوضة فذهب الشافعي – رحمه الله – إلى بطلان هذا العقد، وذهب مالك وأبو حنيفة وأحمد إلى جواز وصحة، والراجح هو صحته فالناس قد تعاملوا بها من عصور من غير إنكار.

» نرشح لك أيضاً قراءة: ما هي أنواع الاستثمار في البنوك الإسلامية ؟

» اقرأ أيضاً: الفرق بين الشركات المساهمة والشركات ذات المسئولية المحدودة

وفي ختام موضوعنا عن أنواع الشركات في الفقه الإسلامي، فإن هذه أمثلة على الشركات التي يستطيع المسلم استثمار أمواله من خلالها وتنميته، مع الأمن من أن يأتي أيَّ معصية أو مخالفة لأوامر الله ففيما أحلَّ الله غنًى عمَّا حرَّم.

أردتُ من عرضِها توضيحَ الصورة بشكل عام؛ ولذلك تركت المباحث الفقهية المطوَّلة واكتفيت بما يحصل به المقصود إن شاء الله.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.