حل مشكلة نقص العمالة في العمل والإجراءات الواجب اتباعها

حل مشكلة نقص العمالة في العمل يتم من خلال عدة إجراءات، فالنقص المستمر في العمالة ظاهرٌ وواضح بشكل كبير، ففي مقابل كل خمس عمال مهرة تقريبًا من الممكن أن يحل محلهم موظف واحد جديد، لذا بإمكان الشركات ومؤسسات العمل المختلفة أن تتبنى عدة آليات حتى تتمكن من جذب العمالة إليها، ومن خلال موقع صناع المال سنتحدث عن وسائل حل مشكلة نقص العمالة في العمل.

حل مشكلة نقص العمالة في العمل

حل مشكلة نقص العمالة في العمل

نقص العمالة يعني أن هناك وظائف متاحة وموجودة أكثر من عدد العاطلين عن العمل، فهنا تكمن المشكلة.

يؤثر نقص العمالة بشكل أساسي على الشركات التي تتطلب عمال ماهرة، والشركات التي تعتمد على مستوى الدخول المنخفضة للعاملين.

إن مشكلة نقص العمالة في العمل لها عدة جوانب:

  • من الممكن أن يكون العمال غير راضيين عن طبيعة العمل فبالتالي لا يستطيعون الاستمرار فيه، ولذلك لا يُقبلون عليه.
  • أن الشركات تطبق لسياسة الخصخصة، وبالتالي تقوم بالتخلص من نسبة من العمالة لديها، وتقوم بإلقاء عاتق العمل على عدد أقل من الموظفين، فلا توجد وظائف شاغرة حتى يتم التقديم فيها.
  • كما أن متطلبات سوق العمل أصبحت بعيدة نسبيًا عما يتلقونه خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات، لذا تحدث صدمة الواقع عند الانخراط في مجال العمل، فلا يجدون ما يناسب دراستهم السابقة.
  • فكرة العرض والطلب بها خلل، حيث يوجد فائض طلب على نوع معين من العمالة، في حين فائض العرض من نوع آخر، فمثلًا تركز الشركات على جذب عمالة متخصصة في مجال ما دون المجالات الأخرى.

إن موضوع نقص القوى العاملة يشغل البال دائمًا عند أصحاب الأعمال، حيث يشعر البعض بالقلق من عدم توافر عدد كاف من العمال خاصة المهرة منهم لتلبية الطلب على الإنتاج.

لا ينبغي أن تكون مشكلة نقص العمالة مفاجأة لأي شخص في مجال الاستثمارات، حيث أن المشكلة ستستمر في النمو والتزايد مع تقاعد الموظفين الأكبر سنًا والذين هم خبرات تحتاجها الشركة، بالإضافة إلى استمرار تطور عمليات التصنيع، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحلها.

بالتالي لا يوجد حل فوري يعالج مشكلة نقص العمالة، خاصة الماهرة منها، ولكن هناك عدة خطوات من الممكن أن تتبعها الشركات حتى تخفف من حدة المشكلة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية إعداد خطة عمل متكاملة

دور المؤسسات في حل مشكلة نقص العمالة

تتطلب عملية التصنيع في الشركات عمالة ماهرة وهو الأمر الذي لا تختلف عليه أي شركة، وفي الآونة الأخيرة تسارعت الحاجة إلى العمالة الماهرة، خاصة مع تطور المهارات التكنولوجية والبرمجيات، حيث تتجه أغلب الشركات إلى تطوير أساليبها لزيادة الإنتاجية والأرباح.

عند الحديث عن حل مشكلة نقص العمالة في العمل نشير أنه من أهم الحلول لمشكلة نقص العمالة هو دور قسم الموارد البشرية في تنمية المواهب والمهارات الخاص بالباحثين عن العمل حتى تكون ملائمة للتوظيف في المؤسسات.

لعل المؤسسات نفسها من تقوم بهذا الدور، فالأغلب يتطلب عمالة مدربة وكفء، لإمكانية الاستفادة المباشرة من العمال، وفي هذا الصدد يمكن أن تتخذ الشركات عدة آليات منها:

  • العمل على زيادة إنتاجية الموظف من خلال توفير أعمال التكنولوجيا الحديثة، والاستغناء عن الوقت الأطول المهدور في إدارة الأوراق والبحث عن المعلومات.
  • قد لا يكون الحل هو تعيين جديد، ربما يكمن في تمكين الموظفين الحاليين، بتوفير لهم السبل للإدارة والعمل مع إعطاء أفضل نتائج.
  • هناك صعوبة في جذب العمال، ربنا تعاني الشركة نفسها من خلل أو مشكلة ما في ثقافتها، فإذا قامت بعدة تعديلات من الممكن أن تجذب إليها عدد أكبر من العمال الباحثين عن الامتيازات.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأخلاق المهنية وشروط النجاح في العمل بين أهداف المؤسسة والسمو الأخلاقي

حل فجوة العمالة

الخطوة الأولى للتعامل مع أي مشكلة هي الاعتراف بوجود المشكلة، ومن ثم وضع عدة استراتيجيات للتعامل مع نقص العمالة في مكان العمل.

إن التغيرات التكنولوجية السريعة التي من الممكن أن يصعب على البعض تفهمها، بالإضافة إلى التحولات الصناعية والانحدار في صناعات معينة على حساب أخرى، تساهم جميعًا في نقص العمالة على نطاق واسع.

بناءً عليه يتطلب حل مشكلة نقص العمالة في العمل الوصول إلى ثلاثة أهداف حاسمة:

  • أن تقوم الشركة بإيجاد طرق جديدة لتوظيف الموظفين.
  • تحتاج بعض الشركات إلى الاحتفاظ بالموظفين من خلال تقديم مزيد من الأجور الجيدة والمزايا الصحية، وبرامج للمكافآت والتدريب وخطط التقاعد.
  • إعادة النظر في المهارات المتطلبة في العمالة لتلقي الحشود.

الإجراءات تتبعها الشركات لحل مشكلة نقص العمالة

يطلب الموظفين الحصول على عمل ما ويتمسكون به ويعملون بجهد أكبر في حالة حصولهم على التقدير، لذا على الشركة الراغبة في حل مشكلة نقص العمالة في العمل لديها أن تبتكر الطرق لإظهار تقديرها لعملهم الشاق، وبالتالي تقوم ب:

الإبداع في الإعلانات عن وظائفها، من خلال وكالات التوظيف أو الإعلانات المباشرة.

تجعل وصف الوظيفة نفسه مميزًا، بأن تركز على نقاط القوة في الوظيفة، حيث تميل الأوصاف الوظيفية إلى أن تكون جافة ومملة فينفر منها العمال.

إذا كان هناك إمكانية للشراكة مع منظمات محلية أو مدارس أو جامعات أو حتى مبادرات لديها مواهب، بأن تقدم الشركة تدريب مجاني أو ورش عمل لبناء المهارات للأشخاص في سوق العمل مقابل الحصول على فترة عمل وخبرة، وبالتالي يمكن للشركة أن تحصل على موظفين بدوام كامل على درجة من المهارة.

عدم تكديس المسئوليات الغير أساسية على العمالة الماهرة، حتى يكون تركيزهم في العمل الذي تدربوا من أجله ومهروا فيه.

التخلي عن فكرة الأجور المنخفضة والاستنزاف لطاقات العمال، والعمل على إعطاء كل أجير ما يستحق جراء مجهوداته في العمل، حتى يسعى العمال لزيادة إنتاجيتهم والسعي للترقي في الوظائف.

المرونة مع الجداول الزمنية في العمل، لأن الشركة تتعامل مع بشر وليس روبوتات، فبالتالي يجب أن تتناسب ساعات العمل مع كمية العمل المطلوبة مع المقابل المادي، حتى تكون هناك إنتاجية رائعة.

رفع المزايا للموظفين، بتقديم حافز أو أجور تنافسية، أو امتيازات أخرى دون الأجور، الأمر يدفعهم لتطوير عملهم والإبداع.

الانفتاح على توظيف أشخاص مختلفين، ليس فقط إلى الأشخاص الذين يتناسبون مع الفريق الحالي في الشركة، بل عندما تُنشئ الشركة بيئة عمل جديدة أكثر تنوعًا وإنصافًا، ستمكن من التوظيف من خلالها وتستفيد بثروة من وجهات النظر الجديدة التي من الممكن أن تعزز من العمل.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دور التكوين في تحسين أداء الموظفين

استراتيجيات إدارة نقص العمالة

في إطار الحديث عن حل مشكلة نقص العمالة في العمل، نقدم مجموعة من الاستراتيجيات يجب تنفيذها عند إدارة النقص المحتمل في العمالة، مع نبذة عن كل استراتيجية منهم:

الاستعانة بمصادر خارجية لمتطلبات التوظيف

حيث الاستفادة من خبرات خارجية يخفف على الضغط الغير ضروري على القوى العاملة الحالية، فوكالات التوظيف لديها موظفين مؤهلين لمعظم أنواع الأعمال من الممكن الاستعانة بهم.

تطوير برامج التدريب

ذلك لبناء معرفة طويلة المدى، فمن المعروف أن الشركات الناجحة تقوم بتطوير برامج نقل المعرفة الاستراتيجية التي تمكن كبار الموظفين من تحويل خبراتهم ومعرفتهم إلى جيل الشباب من العمال.

يمكن للشركة أيضًا أن تأخذ العمالة الماهرة وتحولهم إلى مشرفين وملاحظين من خلال منحهم أدار قيادية أو توجيهية.

توفير بيئة آمنة وصحية في الشركة

خاصة في حالات الشركات الخاصة بالتصنيع، التي تخضع لظروف عمل قاسية، فلهذا تعاني من مشكلة نقص العمالة، حيث لا أحد يحبذ أن يعاني من عمله أو أن يتسبب له في أمراض صحية.

فبالتالي يمكننا تسليط الضوء هنا على ضرورة أن يحب الموظف ما يفعله كما أن يحب الأشخاص الذين يعمل معهم والشركة التي يعمل لصالحها، بمعنى أن يكون متقبلًا لوظيفته وراضيًا عنها.

نستنتج مما سبق أن المنظمات تعمل بشكل جيد من خلال:

  • تنفيذ تقييمات تحفيزية ومكافآت للأداء الكفء.
  • استخدام تقنيات التعلم الإلكتروني للاحتفاظ بالموظفين الحاليين، وجذب المواهب الجديدة.
  • توفي السلامة والأمن وظروف اعمل المواتية والسياسات التنظيمية المناسبة الخاصة بالشركة والعلاقات الشخصية المستقرة.

ما ينبغي على الفرد القيام به

ليس هناك معرفة محددة متى سيتم حل مشكلة نقص العمالة في العمل بشكل كامل، أو متى ستنتهي، فمن الممكن أن يؤدي هذا النقص إلى اتخاذ إجراءات كزيادة الحد الأدنى من الأجور.

في حين أن معدلات البطالة المنخفضة أمر مريح للبعض، إلا أن ذلك لا يغير حقيقة أن نقص العمالة تمثل تحديًا لأصحاب الأعمال خاصة الأعمال الصغيرة.

سواء من كان عاطل عن العمل أو يبحث عن تغيير وظيفي، يشعر بخيبة أمل إزاء ما هو متاح أمامه، فيندرج تحت عداد البطالة.

فإذا كان الفرد نفسه ينتمي لفئة الباحثين عن العمل ويبحث عن حل مشكلة نقص العمالة في العمل، فعليه أن يكون اجتماعيًا متصلًا في العمال الرقمي باستمرار، فالآن أصبحت المؤسسات تعلن عن الوظائف الشاغرة من خلال الإنترنت، فالأمر أسهل من بذل الجهد للبحث عن وظيفة في مكان ما.

فمن الممكن أن تكون إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي فعالة بشكل لا يصدق في استهداف الأشخاص المناسبين لوظائف معينة في الوقت المناسب.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تقرير يومي عن سير العمل وطريقة صياغته

حالات التصرف في حالة نقص العمالة

العجز في العمالة يتم قياسه من خلال العدد المطلوب من العمالة مطروح منه العدد المتاح من العمال، فإذا كانت النتيجة موجبة فإن هناك عجز، حيث تكون الشركة بحاجة إلى عدد معين من العمالة.

البحث عن مصادر جديدة للعمالة وتسهيل الاختيار فيما بينهم، مع زيادة الحد الأدنى من الأجور، بالإضافة إلى الحوافز، حتى يتم رفع مستوى الإنتاجية للفرد فتحقق الشركة أرباحها ولا تتعرض لخسائر.

إذا كان الاختصاص الذي تحتاجه الشركة من الاختصاصات النادرة الغير متوفرة، فعليها أن تستعين بخبرات خارجية سواء من خارج البلد أو من خارج سوق العمل المحلي.

إذا كان الاختصاص المطلوب للعمل شائع ومتوفر، ولكن لا تجد الشركة عمالًا، فيجب أن تزيد من شروط الوظيفة لتتناول عدد أكبر من الموظفين المتقدمين، ثم تقوم بالتصفية تبعًا للكفاءة.

إذا كان النقص في العمالة بشكل كبير، تقوم الشركة بوضع فترة تدريبية طويلة بها فترات تجريبية، حتى يعلم الموظف أنه يجب أن يكون مطابقًا للشروط حتى يتم حصوله على الوظيفة.

معايير تحديد نقص العمالة حتى يمكن حلها

حيث أن الشركة بحاجة أن تعلم مدى النقص في العمالة فيها ومدى كونه أولوية بالنسبة لها، حتى تتخذ الإجراءات المناسبة لحل مشكلة النقص، وهناك عدة معايير للحكم على مدى النقص في الشركة:

  • الأهداف المرجوة التي تريد الشركة تحقيقها.
  • أولويات المرحلة القادمة بالنسبة للشركة.
  • أهمية الأدوار المطلوبة من العمالة.
  • الموازنة المالية الخاصة بالشركة ومدى إمكانية توفير جزء منها لاستقدام العمالة الناقصة.
  • المهام والأنشطة المرتبطة بأهداف الشركة.

بالتالي يمكن معرفة مدى النقص الذي تحتاجه الشركة حتى تقوم بمعالجته.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف تدير الأزمات المالية بنجاح للأفراد والشركات

بعد أن قدمنا لكم حل مشكلة نقص العمالة في العمل نشير أن الشركات إذا لم تضع استراتيجيات طويلة الأجل تمكنها من معالجة النقص في سوق العمل، فإن النتيجة ستكون خللًا بالغًا في معدلات الطلب على العمل في السوق، مما يضر بأصحاب الأعمال والأفراد الباحثين عن العمل أيضًا.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.