أهمية علم الاقتصاد

أهمية علم الاقتصاد ومدى قوته وتطوره في كل دولة ترتبط بشكل أساسي مع مدى قوة الدولة ومكانتها داخل الإقليم المحيط بها، حيث تكمن أهمية علم الاقتصاد في طريقة طرح كل دولة له بما ينشأ من تجاربها التي استمدتها في ظروف مختلفة، وللتعرف أكثر على أهمية علم الاقتصاد وأشهر النظم الاقتصادية في العالم ننصحك بزيارة موقع صناع المال.

أهمية علم الاقتصاد

علم الاقتصاد من أكثر العلوم أهمية على الإطلاق حيث إن الاقتصاد هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الدولة ويقاس مدى تطور وتقدم الدولة اعتمادًا على قوتها الاقتصادية وكمية صادراتها ووارداتها.

كما تعتمد الدول الرأسمالية دائمًا على توسيع مجالات دراسة علم الاقتصاد، وتكمن أهمية علم الاقتصاد في تطويعه بما يتناسب مع إمكانات كل دولة، ومحاولة الاستفادة من مواردها الطبيعية الاستفادة القصوى بما يتناسب مع احتياجات أفرادها.

حيث إن اقتصاد الدولة لا يعتمد فقط على مواردها المالية والمادية، لكنه يعتمد على جوانبها الثقافية والتاريخية والفنية بنفس القدر من الأهمية.

اقرأ أيضًا: ما هو الكساد الاقتصادي

كيف نشأ علم الاقتصاد؟

يعتبر علم الاقتصاد من أوائل العلوم الاجتماعية التي ظهرت في التاريخ، حيث وردت الكثير من القوانين الاقتصادية في كتابات الفلاسفة والمفكرين القدامى على مر التاريخ منهم أرسطو، كارل ماركس وآدم سميث.

حيث تطرق كل من شيشرون وسنيكا في اليونان إلى أهمية علم الاقتصاد ووضحوا أهمية الحرفة الزراعية ومميزاتها على العكس من الحرف الصناعية والتجارية الأخرى، وكانوا يعتقدون ان نظام الفائدة هو من أسباب انهيار الكثير من الأنظمة الاقتصادية.

علم الاقتصاد في القرون الوسطى

ظهر النظام الإقطاعي في القرون الوسطى وكان يتبع في كل دول العالم تقريبًا خاصة الدول التي تكون تحت الاحتلال.

ففي النظام الإقطاعي في القرون الوسطى كانت الأرض بأكملها ملك للسيد ويكون نصفها يعمل به الفلاحين دون الحصول على أي أجر بمقابل إلى جانب عملهم على خدمة سيدهم سواء في قصره أو في أي مكان آخر.

والنصف الثاني من الأرض يقوم السي بتوزيعه بين الفلاحين حتى يقومون بزراعته والاستفادة منه بشرط الحصول على جزء من المحصول، وفى المقابل يكون السيد مسئولًا عن حماية الفلاحين الذين يعملون في أرضه.

المدارس المختلفة لعلم الاقتصاد

ظهرت الكثير من المدارس المختلفة في علم الاقتصاد بناءً على تطور الجوانب التعليمية والعلمية على مر العصور ومن أشهر هذه المدارس:

1- المدرسة الاقتصادية الحديثة

اعتمدت المدرسة الاقتصادية الاشتراكية في نظامها على الاهتمام بالتنمية، حيث تعتمد في قواعدها على حل مشاكل التضخم والكساد والسياسات النقدية، وتهتم بشكل مباشر بحل مشاكل البطلة، ويعتبر كينز من أبرز الأشخاص المؤمنين بمبادئ هذه المدرسة.

2- مدرسة الطبيعيين

وتعتمد في مبادئها على أن الاقتصاد هو النظام الطبيعي بين الأفراد في المجتمع ويعارضون فكرة أن تسيطر سياسات الدولة على الحراك الاقتصادي في المجتمع.

ويفضلون رواد مدرسة الطبيعيين الاقتصادية على النشاط الزراعي ويعتقدون أن باقي الأنشطة الصناعية ليست منتجة كفاية بالمقارنة مع الأنشطة الزراعية، وبدأ ظهور مدرسة الطبيعيين الاقتصادية في منتصف القرن الثامن عشر.

3- مدرسة التجار

تعتبر مدرسة التجار من أهم المدارس الاقتصادية التي ساهمت في معرفة أهمية علم الاقتصاد وساعدت في تطوره، فالمدرسة التجارية هي المدرسة التي أسست فكرة أن قوة النظام الاقتصادي ينشأ بناء على قوة الدولة ومكانتها.

كما تفضل المدرسة التجارية بطبيعة الحالة الأنشطة التجارية على الأنشطة الزراعية والصناعية على عكس المدارس الأخرى، وقد كانت المدرسة التجارية لا تعترف برفاهية الفرد وتعتقد أيضًا أن بناء قوة الدولة يعتمد على كمية المعادن المتواجدة فيها.

4- المدرسة الكلاسيكية

يعتمد المؤمنين بأفكار المدرسة الاقتصادية على الحرية الاقتصادية، ويدافعون عنها بشراسة، ويعتقدون أن الاحتياج الإنساني هو الذي يقود الشخص إلى التصرف للحصول على منفعته الشخصية.

أيضًا يتعمد رواد المدرسة الكلاسيكية على فكرة أن قوة اقتصاد الدولة تعتمد على قوة إنتاجها وليس على قوة المعادن التي تملكها، وأن الترابط بين الأفراد هو الذي يعلي من شأن المجتمع، ومن أبرز الشخصيات هذه المدرسة ريكاردو وآدم سميث.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الاقتصاد الجزئي والكلي

أشهر النظم الاقتصادية في العالم

الاقتصاد من أهم ركائز الدولة، ونظرًا لأهمية علو الاقتصاد ظهرت الكثير من النظم الاقتصادية في العالم، حيث إن كل دولة تتبع النظام الاقتصادي الذي يتفق مع أولوياتها وقناعاتها، وتشمل أشهر الأنظمة الاقتصادية مايلي:

1- النظام الاقتصادي الإسلامي

يتكون النظام الاقتصادي الإسلامي من كل الأحكام الدينية التي لها علاقة بالاقتصاد والمال المتواجدة في الشريعة الإسلامية، ويعتبر النظام الإسلامي في الاقتصاد من أنجح الأنظمة الاقتصادية المتبعة في العالم، ويعتمد النظام الاقتصادي الإسلامي على الآتي:

الملكية الخاصة والملكية العامة

في النظام الاقتصادي الإسلامي يتم الفصل بين الملكية الخاصة الملكية العامة، حيث إن للفرد كامل الحرية في التصرف في ملكيته الخاصة عن طريق البيع أو الشراء والخوض في المعاملات التجارية بما لا يخالف القانون.

أما الملكية العامة فلها حرمتها، ويجب استخدامها في النطاق المحدد لها قانونًا فقط مثل وسائل المواصلات العامة والمرافق العامة التي تقدمها الدولة.

الوسطية في الاستهلاك

حيث يعتمد النظام الاقتصادي في الإسلام على الاعتدال والوسطية في كل شيء ووعد التبذير وأخذ الفرد لاحتياجاته الأساسية أولًا ثم الثانوية باعتدال.

الترابط والتكامل

حيث إن وجود ترابط بين الجانب الأخلاقي والاقتصادي في حياة الإنسان يعمل على وجود مناخ اقتصادي قوي بدون غش وخداع.

الإيمان بالله ركيزة للنظام الإسلامي الاقتصادي

من أهم الجوانب في النظام الاقتصادي الإسلامي هي الإيمان بالله، ويعني ذلك الانصياع الى أوامر الله التي تقول أن الإنسان خلق لتعمير الأرض وتطويرها وليس لتدميرها ونشر الفساد فيها.

2- النظام الاقتصادي الرأس مالي

نشأ النظام الاقتصادي الرأسمالي أولًا في نهاية القرن الثامن عشر ويعتبر من أكثر الأنظمة الاقتصادية المتبعة حول العالم حتى وقتنا الحالي، ومن مبادئ النظام الاقتصادي الرأسمالي ما يلي.

الملكية الخاصة

من أهم المبادئ الاقتصادية الرأسمالية هو مبدأ الملكية الخاصة، ويعني ذلك أن من حق الأفراد أن يملكون الأدوات الإنتاجية ويكون دور الدولة هو الحفاظ على الملكية الخاصة للأفراد وحمايتها، إلى جانب سن القوانين التي تسهل عملية الإنتاج.

حرية التصرف الاقتصادي

تعني الحرية الاقتصادية أن للأفراد حرية الحصول على المنشآت وأدوات الإنتاج التي يريدونها وإنتاج السلع التي يريدها كل شخص بالكميات التي يريدها، وأن يكون للفرد الحرية في الحصول على البضائع التي يرغبون بها ودور الدولة هو فقط تسهيل عمليات الإنتاج وتأمين المنشآت والأدوات الإنتاجية.

المنافسة الكاملة

تعني المنافسة التامة أن تكون هناك منافسة بين جميع المنتجات التي يتم إنتاجها، وذلك يؤدي إلى تحسين كل منتج من منتجاته وتوفيرها بأسعار تنافسية، حيث إن وجود المنافسة يعتمد على الآتي:

  • اطلاع المنتجين والتجار على احتياجات السوق.
  • إعطاء الحرية الكاملة في اختيار الأسواق التي يفضل كل من التاجر والمستهلك التعامل معها.
  • توافر الكمية الكافية من التجار والمستهلكين لقيام السوق من الأساس.
  • رفض السلع الاحتكارية.

3- النظام الاقتصادي الاشتراكي

النظام الاشتراكي كان يتم اتباعه أولًا في الاتحاد السوفيتي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى في نهاية القرن التاسع عشر، وانتشر أولًا في الصين وفيتنام وأوروبا واعتمد النظام الاشتراكي على الآتي.

التخطيط المركزي

أي أن الدولة هي التي تحدد الأهداف الاقتصادية، مع اختيار المنشآت المسئولة عن كل هذه الأهداف ووضع طريقة الوصول اليها.

السيطرة الحكومية

هذا يعني أن الدولة هي التي تضع كافة القوانين في السوق وتتحكم في المنتجات وكمياتها واستهلاكها.

المصلحة العامة

يعني استخدام الموارد الموجودة في الدولة وتطويعها لتكفي حاجة السكان وإنتاج الضروريات فقط من احتياج الأفراد.

اقرأ أيضًا: أهمية الاستثمار في التنمية الاقتصادية

الملكية العامة

يعني ذلك أن الدولة تملك كل الأدوات الإنتاجية والمنشآت الخاصة بالإنتاج، ولا وجود للقطاع الخاص.

ينبغي على الشخص أن يكون لديه الوعي الكافي في معرفة أهمية علم الاقتصاد، لمعرفة مدى تأثير الاقتصاد على النواحي الثقافية والسياسية داخل الدولة، وكيفية التعامل معها.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.