الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة

الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة من الأمور المحيرة بعض الشيء للمبتدئين في دراسة علم المحاسبة، وهما مصطلحان أساسيان في هذا العلم يجتمعوا في بعض النقاط ويختلفوا في غيرها، لذا ونظرًا لشيوع هذه المُصطلحات نُعرفكم على معناها عبر موقع صُناع المال.

الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة

يختلف كل منهما عن الآخر تبعًا لعدة عوامل متحكمة فيهما، وعلى الرغم من كون كليهما من صور الأصول إلى أن هُناك تفاوت كبير، في آلية الجرد، الاستخدامات، الأمثلة وغيرها، ليأتي الفرق بين الأصول الثابتة والمُتداولة على النحو التالي:

أولًا: ماهية الأصول الثابتة

بالحديث عن الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة، ينبغي لنا أن نعرف من الأصل ما مفهوم كلًا منهما، ونبدأ مع الأصول الثابتة والتي يمكن القول إنها هي كل ما تملكه المنشآت من أصول تسهل وتساعد في عملية الإنتاج.

سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويمكن وصفها بطويلة الأجل، لأن الشركة تهدف من خلالها إلى الإنتاج وتحقيق الربح، وليس التداول، فلا يتم بيعها للاستفادة من ثمنها، بل تُطوع في العمليات التجارية، الصناعية وغيرها لتحقيق المكاسب.

مع العلم أن الأصول الثابتة لأصول تنقسم إلى أصول ملموسة ثابتة ملموسة يكون لها وجود مادي مثل المعدات والممتلكات العقارية، وأصول غير ملموسة أو وهمية، فذلك لأنها غير مادية مثل حقوق التأليف والنشر وحق الاختراع وغيرهم من المصطلحات التي لا يمكن لمسها.

كما يفيد القول بكون الأصول الثابتة تستمر لأكثر من فترة مالية، وهي أهم بنود قوائم المركز المالي من حيث المبلغ الكلي، ويكون استخدامها لتوليد الإيرادات.

لذلك نقول إن حساب الأصول الثابتة وتأثيرها في العملية التجارية يتم عن طريق توزيع تكلفتها يكون بالقسمة على الفترات المالية التي تستفيد من خدمات هذه الأصول.

اقرأ أيضًا: أنواع الأصول والخصوم وحقوق الملكية

أمثلة على الأصول الثابتة

كما ذكرنا سلفًا في تحديد الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة، فإن الأصول الثابتة لا يمكن تحويلها لسيولة نقدية بشكلٍ سريع، وتنقسم إلى:

  • الأراضي: بما فيها التكلفة المدفوعة في شراء الأراضي.
  • السيارات: الخاصة بالشركة والخاصة بحمل البضائع أو حتى نقل الموظفين.
  • معدات البرمجة والإلكترونيات: ويقصد بها أجهزة الكمبيوتر التي توفرها الشركة للموظفين للعمل من خلالها.
  • برامج الكمبيوتر: يقصد بها البرامج التي تستلزم دفع مبالغ شهرية للحصول عليها، وتقع أيضًا ضمن هذه الأصول.
  • الآلات والمعدات: المملوكة للشركة والتي تستخدم كوسائل للإنتاج.
  • المباني: هي كل المرافق المملوكة للشركة.
  • الأثاث: من مكاتب وكراسي وغيرها.

جرد الأصول الثابتة

استكمالًا لمعرفة الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة، فإن طريقة جرد الأصول الثابتة تتم تبعًا للمعيار المحاسبي الدولي IAS 16 المسمى بمعيار الممتلكات والموجودات، وتنقسم مراحل جرد الأصول الثابتة إلى:

1- الجرد الأولي

فيه يتم التعبير عن تكلفة الأصول الثابتة بما فيها كل التكاليف التي تلزم لتهيئة وإعداد الأصول، وتحضيرها للاستخدام المعدة له، وهي لا تشمل سعر الشراء الأصلي فقط، بل تتضمن كذلك تكاليف كل من إعداد الموقع، وتسليمه وتركيب المعدات اللازمة له ودفع أجور العمال والمهندسين والمعماريين.

2- الجرد التابع للجرد الأولي

هو الجرد الذي بموجبه تلتزم الشركة باختيار النموذج الخاص بالتكلفة، أو إعادة التقييم كأساسيات خاضعة للقوانين المحاسبية، ويطبق النموذج المختار على كل الأصول الثابتة التابعة للشركة.

بالإضافة لما سبق، فإن الأصول الثابتة يتم تثبيتها في نموذج التكلفة بطرح التكلفة الاهلاك التراكمي وخسائر الاتلاف من التكلفة التاريخية، ولا توجد إمكانية لتعديل القيمة صعودًا بسبب تغير الظروف، لكن في نموذج إعادة التقييم يسجل الأصل بتكلفة أساسية وتزيد القيمة الدفترية كتابع لزيادة قيمته في أي وقت.

ثانيًا: ماهية الأصول المتداولة

بعد أن تعرفنا على الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة، يجدر بنا تعريف الأصول المتداولة على حدا وفهم ما يشمله هذا المصطلح من مفاهيم محاسبية.

فالأصول المتداولة هي عنصر أساسي في أي ميزانية عمومية تضعها منشأة ما، وتكون دائمًا في صورة سيولة نقدية، فكما ذكرنا هذا النوع من الأصول يسهل تحويله للصورة النقدية خلال الدورة المالية الواحدة.

أما في حالة أن الدورة المالية للشركة تستغرق أكثر من عام، فيظل كذلك أصل متداول ما دام يمكن تحويله إلى الصورة النقدية، وعادة يهتم الدائن بمعرفة نسبة الأصول المتداولة إلى ما يعرف بالخصوم المتداولة، لأن هذه النسبة تساعده على تقدير مدى وجود سيولة للمدى القصير في المنشأة.

بجملة القول نجد أنه كلما زادت الأصول المتداولة عن الخصوم المتداولة دل ذلك على الوضع المالي الجيد للمؤسسة، ومن ثم إمكانية التزامها باتفاقاتها وعهودها.

اقرأ أيضًا: أنواع القوائم المالية

بنود الأصول المتداولة

من أكثر الأشياء التي تظهر الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة، البنود الخاصة المندرجة تحت الأصول المتداولة، ومن أبرز صور هذه البنود ما يلي ذكره:

1- بند المخزون

يقال عنها إنها السلع التي تم إنتاجها أو لا تزال قيد عملية الإنتاج، أي السلع التي يمكن بيعها في الأعمال العادية، وإذا كانت الشركة المخزنة شركة تختص أساسًا   بالصناعات فإن الخامات والسلع يصنفان أيضًا جزء من مخزون الشركة.

2- الأوراق المالية المسوقة

هي الاستثمارات التي يسهل التسويق لها عن طريق الشركة، ويتوقع أن تتم عملية التحويل في غضون عام واحد، وتشمل سندات الخزينة والملكية والأسهم.

3- الحسابات النقدية

هي أصل النقد في المؤسسات أو الشركات، وهو المحدد لقدرة الشركة على سداد الديون المتعلقة بها في الأمد القريب، أي أنه ما تستخدمه الشركة لتغطية النفقات اليومية، وقد تكون حسابات غير نقدية ولكنها يمكن تحويلها لنقود خلال حوالي 90 يومًا.

4- الحسابات المستحقة للسداد

يقصد بها المبالغ المديون بها عملاء الشركة لها مقابل تمتعهم بخدماتها، وذلك على أساس ائتماني، وتعرض داخل الميزانية في صورة قيمة صافية تقبل للتطبيق، ويتم تحديدها بعد النظر في تكاليف الديون.

5- المصروفات المدفوعة مسبقًا

بالتبعية تؤثر هذه المصروفات في النقد الموجود في الميزانية العمومية، وهي ما تشير لتكاليف تشغيل المؤسسة.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين قائمة الدخل والميزانية العمومية

6- الأصول السائبة

يقصد بها الأصول المؤجلة، والتي تنشأ عندما تتجاوز الضريبة المستحقة مبالغ النفقات الخاصة بضريبة الدخل المعترف بها، بيانًا للدخل الخاص بالشركة.

عملية جرد الأصول المتداولة

ذكرنا سابقًا الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة مع معرفة كيفية عمل جرد الأصول الثابتة، والآن ننتقل لمعرفة كيفية عمل جرد للأصول المتداولة ليمكننا المقارنة بينهما، وهُنا نجد أن الأصول الثابتة والمتداولة يتفقان في وجود مرحلتين للجرد، ولكنهما تختلفان في التفاصيل، ومراحل جرد الأصول المتداولة تكون كالآتي:

1- مرحلة جمع الأصول

يتم جمع الأصول المتاح تصفيتها خلال عام أو أقل من ذلك مع بيان بدخل الشركة، مثل المخزون والسيولة النقدية والأوراق المالية الممكن تسويقها، والمصاريف المدفوعة مسبقًا وكل الأصول التي تتسم بالسيولة.

2- مرحلة احتساب إجمالي الأصول

يمكن احتساب إجمالي الأصول المتداولة بتقدير قيمتها الكلية، وإضافة قيمة كل أصل لباقي الأصول ومعرفة الناتج الإجمالي، وذلك تبعًا للقانون الرياضي المتبع في هذه الحالة.

القانون الحسابي للأصول المتداولة

تخضع عملية حساب الأصول المتداولة لقانون رياضي يسهل تطبيقه للحصول على تقدير دقيق لها، ويراعى فقط الدقة عند إضافة المقادير المعبرة عن كل رمز، وتكون الصيغة الرياضية لهذا القانون كالتالي:

Current Assets = C + CE + I + AR + MS + PE + OLA

  • Current Assetsويقصد بها الأصول المُتداولة.
  • الرمز C يشير إلى النقديات cash.
  • الرمز CE ومعناه ما يعادل النقديات Cash Equivalents.
  • الرمز I يعبر عن المخزون Inventory.
  • الرمز AR يعبر عن الحسابات المدينة Accounts Receivable.
  • الرمز MS يشير للأوراق المالية القابلة للتسويق Marketable Securities.
  • PE وهي النفقات المدفوعة مسبقًا Prepaid Expenses.
  • OLA يعبر عن أي سيولة أخرى Other Liquid Assets.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الجرد الدوري والمستمر

مثال على حساب الأصول المتداولة

لتقريب الفكرة، يمكننا حساب الأصول المتداولة للشركة ذات القيم التالية:

المخزون 20,000 دولار
المصروفات المدفوعة 60,000 دولار
الأوراق المالية القابلة للتسويق 120,000 دولار
حسابات القبض 18,000 دولار
النقد وما يعادله 90,000 دولار

 

  • وبتطبيق القانون الرياضي المتبع: الأصول المتداولة = النقد وما يعادله + حسابات القبض + الأوراق المالية القابلة للتسويق + المخزون + النفقات المدفوعة مُسبقًا.
  • وبالتعويض في المعادلة السابقة يكون حساب الأصول المتداولة: 20,000+60,000+120,000+18,000+90,000= 308,000 دولار.

إن الأصول الثابتة تختلف بشكل كبير عن المتداولة، ولكل منهما خصائص تثري العملية الاقتصادية، وتتكامل معًا لتحقيق أكبر عائد ممكن تحقيقه للشركة، ويمكن بسهولة قياس مدى قوة المؤسسات بأصولها الثابتة والمتداولة معًا في نفس الوقت.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.