اسباب قلة الرزق وكثرة الديون

اسباب قلة الرزق وكثرة الديون قد يغفل فئة كبيرة عنها ويظل يتساءل لم وضعي المادي غير جيد؟ ففي الحقيقة توجد مجموعة من الأفعال التي يرتكبها الإنسان ذكرًا كان أو أنثى تؤثر على حالته المادية بشكل مباشر، وسنوضح في هذا المقال عبر موقع صناع المال تفاصيل أكثر من ذلك.

اسباب قلة الرزق وكثرة الديون

مما لا شك فيه أن الرزق بيد الله تعالى لا يحجبه حاجب، ولكن الرزق مثله مثل القدر يمكن تغييره، وقلة الرزق وكثرة الديون يمكنها أن تكون رد فعل لمجموعة من الأمور التي يمارسها الإنسان ولا يدري أنها تسبب له ذلك، ومن أمثلتها ما يلي:

1 – التواكل وعدم الأخذ بالأسباب

من أكثر اسباب قلة الرزق وكثرة الديون شهرة هو التواكل وعدم الأخذ بالأسباب كما أمر الله تعالى، فالتوكل على الله مطلوب ومحمود ولكن مع الأخذ بالأسباب وعدم ترك زمام الأمور للخالق مع ترديد عبارات من شاكلة أن الله سيرزقني أو ما كتبه الله لي سأراه وغيرها، وهو جالس في مقعده دون التحرك ومحاولة السعي لجلب الرزق.

يبرز مفهوم التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب في الحديث الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رسول لله – صلى الله عليه وسلم – قال: لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ: تغدوا خماصًا وتروح بطانًا” [حديث صحيح الألباني].

اقرأ ايضًا: طرق سداد الديون المتعثرة والتخلص منها

2 – الذنوب والمعاصي

أيضًا من أشهر اسباب قلة الرزق وكثرة الديون هي ارتكاب الإنسان للذنوب والمعاصي، وينعكس ذلك على ابتلاء الله للفرد بمختلف الابتلاءات، فيقول جلّ وعلى في كتابه الكريم: (ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ) [سورة الروم – الآية 41].

كذلك يتجلى ذلك المعنى واضحًا في قول عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عبد المطلب حينما قال ” ما نزل بلاءُ إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة”، وكذلك في الحديث المروي عن ثوبان مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الرسول قال: “لا يزيدُ في العمُرِ إلَّا البرُّ ولا يردُّ القدَرَ إلَّا الدُّعاءُ وإنَّ الرَّجلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يصيبُهُ” [ حسن الألباني].

أيضًا قول الله تعالى: (وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ) [سورة الشورى – الآية 30]، أي أن رزق الإنسان متوقف على ما يرتكب من أفعال.

3 – عدم التخطيط الكافي للكسب الصحيح

من المهم أن يمتلك الإنسان خطة مبدئية يسير عليها وفق مدة زمنية محددة ليستطيع أن يدير من خلالها حياته، وعندما يغفل عن ذلك سيجد نتائج عشوائية والتي تظهر بشكل كبير في ضيق الرزق وكثرة الديون، ويشمل التخطيط اختيار العمل الأنسب والسعي للترقي والتحسن والنجاح وغيرها من الأمور التي تُحسن وضعه.

فيروى أبو هريرة أنه في يوم مر الرسول – صلى الله عليه وسلم – على شاب لا يعمل لعدم وجود العمل الذي يناسبه، فكان رد النبي الكريم على الشاب: “لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ” [صحيح البخاري]، فالمقصود من قول الرسول أن يبدأ المرء بأبسط الأمور التي يتقنها ويحاول كسب الرزق منها، فذلك خير له من أن يجلس عاطلًا أو يطلب المساعدة المالية من غيره.

اقرأ ايضًا: كيف تتخلص من الديون المتراكمة بخطوات منظمة

4 – أكل الربا

من الأفعال التي يغفل عنها الكثير من الناس هي أكل الربا وما يمكن أن يفعله في حياة الفرد من مشكلات مختلفة، ومن بينها قلة الرزق وغياب البركة، كما أنها من كبائر الذنوب وقد تحدثنا سلفًا عن تأثير الذنوب والمعاصي.

فرُوي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “اجتنِبوا السبعَ الموبقاتِ: الشركُ بالله، والسحرُ، وقتلُ النَّفسِ التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافِلاتِ” [صحيح البخاري].

كما أن الله تعالى قد حذر من أكل الربا وأن من يتجاوز هذا التحذير يلقى من الله عقوبة لا قبل له بها، فيقول الله تعالى في كتابه الكريم: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (278) فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ) [سورة البقرة – الآيات من 278 إلى 279].

5 – ترك الفرائض

كذلك من ضمن الأمور التي تسبب قلة الرزق الابتعاد عن طريق الله وعبادته واجتناب الفرائض التي فرضها من صوم وصلاة وزكاة وغيرها، فقال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا، إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا) [سورة مريم – الآيات من 59 إلى 60].

6- عدم أداء الحقوق المالية

تتمثل الحقوق المالية في الزكاة والصدقات وعدم أكل أموال الآخرين، فعدم تأدية ما سبق يمكنها أن تتسبب في ذهاب الرزق وغيابه، فيقول الله تعالى في كتابه: (قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ) [سورة سبأ – الآية 39].

7 – قطع الأرحام

قطع الأرحام تُعد من اسباب قلة الرزق وكثرة الديون، كما أنها مما حرم الله تعالى، فروى أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قوله: “مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” [حديث صحيح – صحيح البخاري]، وتكون صلة الرحم من خلال الزيارات والمشاركة والإنفاق والهدايا وغيرها من سبل الود.

اقرأ ايضًا: الطريقة الصحيحة للتخلص من الديون للأبد

عوامل سعة الرزق

توجد مجموعة من العوامل التي تساعد أن يزيد الفرد من رزقه وترفع من حالته المادية، وهي كما يلي:

  • تقوى الله في الأفعال والأقوال بما يشمل تجنب الذنوب والمعاصي.
  • السعي للوصول إلى عمل يؤمن الكسب الحلال.
  • التوكل على الله.
  • الاستغفار.
  • صلة الرحم.
  • مراعاة حق الله في فرائضه.
  • إخراج الزكاة والصدقات.
  • الرضا بما يقسمه الله تعالى.

قلة الرزق وضيقه من الأمور التي تُرهق الفرد وتجعل حياته ليست على ما يرام، فمن المهم أن يتفكر فيما يفعله وكذلك في كيفية التغلب على ذلك.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.