مشاكل تربية النعام في مصر

إنَّ مشاكل تربية النعام في مصر ليست بالقليلة، فالبعض يشير إلى مميزات تربية النعام مقارنةً بالطيور الأخرى؛ مما يجعله مشروع استثماري يُكتب له النجاح، إلا أن الناظر في أبعاد هذا الاستثمار في مصر يجده محفوفًا ببعض المخاطر التي لا يُمكن تجاهلها.

هذا لا ينفي بالضرورة ما لتربية النعام من مميزات شتّى؛ لذلك حرصنا من خلال صناع المال أن نقوم بتوضيح مشاكل تربية النعام في مصر بشيء من التفصيل.

مشاكل تربية النعام في مصر

مشاكل تربية النعام في مصر

رغم أن تناول النعام كنوع من أنواع اللحوم غير منتشر كثيرًا في مصر، فالمعظم لا يفكر في دفع مبالغ باهظة إضافية من أجل مجرد التذوق؛ لذا يصبح التحدي الأمثل في تربية وتسويق النعام، ومع ذلك توجد صناعة صغيرة لتربية النعام في الصحراء خارج القاهرة، وتظهر لحوم النعام في مطاعم مصرية معينة كشرائح اللحم المحلية ومحلات السوبر ماركت الجاهزة.

تشبه تربية النعام إلى حد كبير تربية الدجاج في المراعي الحرة، لكن الطيور تتطلب أيضًا رعاية خاصة، خاصة خلال الأشهر العشرة الأولى من النمو.

يمكن أن يكون تربية النعام أمرًا صعبًا، حيث إن النعامة معرضة بشدة للإجهاد والمرض في المراحل الأولى من نموها، فبينما يحتاج الدجاج إلى 40 يومًا حتى ينمو ويمكنك ذبحه، نجد أن النعام يحتاج إلى 10 أشهر؛ لذلك هنالك فرق كبير في الوقت، وهذا يزيد من فرص حدوث المزيد من المشاكل.

أكبر تهديد للطيور البالغة هو الإجهاد، فعلى الرغم من حجمها، حيث يصل وزن بعضها إلى أكثر من مائة كيلوجرام، إلا أن النعام لديها قدرة منخفضة على تحمل الأماكن الضيقة، على عكس الدجاج الذي يمكن وضعه في أقفاص صغيرة.

كما يجب أن يتم تعصيب أعين النعام وإعطائه مساحة كبيرة للوقوف عند نقله، وحتى مع ذلك، يمكن أن يكون لضغوط الرحلة أثرها في فقدان العديد من النعام، وقد أثبتت التجارب ذلك.

اقرأ أيضًا: مشروع تربية النعام في مصر

عقبات أمام مربيي النعام

بالنظر إلى الطلب الضيق في مصر، يأمل مربيي النعام في تنمية سوق تصديرهم، حيث ينشر بعض أصحاب المزارع إعلانات على مواقع الأعمال التجارية على أمل جذب المشترين الأجانب، لكن سوق التصدير يتميز بقدرة تنافسية عالية، ويعتبر 5% إلى 10% فقط من لحوم النعام المصرية مخصصة للمشترين التجاريين في الشرق الأوسط.

كما أن السبب في عدم قيام مصر بالتصدير إلى الولايات المتحدة وأوروبا هو أنها تتطلب مواصفات معينة للمسالخ غير المتوفرة في مصر.

رغم أن تربية النعام تحظى بأهمية كبيرة نظرًا لنجاحها كمشروع استثماري، إلا أنه يوجد بعض الصعوبات بالنسبة لتربية النعام بشكل عام أو في مصر بشكل خاص؛ لذلك سنسلط الضوء على بعض هذه الصعوبات بشكل عام، ومنها:

  • عدم توافر الخبرات اللازمة والمتخصصة في تربية وإنتاج النعام.
  • ارتفاع القيمة الاستثمارية لرأس المال اللازم للمشروع، وما يتسبب في حصره في فئات معينة، فهو ليس بالمشروع السهل المتاح.

أما عن المشكلات التي تختص بها الظروف في مصر بالنسبة لتربية النعام، فنشير منها إلى ما يلي.

انخفاض نسبة الخصب من مشاكل تربية النعام

ما نعنيه هو نسبة البيض المخصب، الأمر الذي يعتمد عليه الإنتاج بشكل أساسي، فيجب التأكد من النضج الجنسي للذكور بحسن تقدير سن الذكر من مصدر شراءه، إلا أنه بشكل عام لا يكون الذكر مُخصبًا إلا عند عمر 4 سنوات على التقريب.

مع ضرورة عمل سجلات للتلقيح، وتسجيل موعد وضع البيض ووزن البيضة وتعقيمها، ومن ثم حفظها في مكان جيد التهوية، وعدم تعريضها لهزات عنيفة أثناء نقلها.

انخفاض نسبة الفقس من مشاكل تربية النعام

نذكر هنا مجموعة من العوامل التي تتحد بناءً عليها نسبة الفقس، والموت المبكر أو المتأخر، فمثلًا مراعاة درجة حرارة المفرخ، ونسبة الرطوبة، ومعدل التهوية والتلوث، وبناءً عليه ترتفع نسبة الوفيات من الفقس.

لذلك بالنظر إلى مشاكل تربية النعام في مصر نشير إلى افتقاد مراعاة، مثل هذه الأمور إما بعامل إرادي أو طبيعي نتاج عوامل بيئية.

اقرأ أيضًا: مشروع تربية النعام في المنزل 

أسباب ارتفاع وفيات النعام في مصر

إنه من أخطر مشاكل تربية النعام في مصر هو ارتفاع الوفيات فيها، مما يعني أن المشروع عُرضة للخسارة، ودرجة المخاطرة مرتفعة، فيتسبب في إحجام البعض عن الفكرة تجنبًا للخسارة.

فنجد أن هنالك عدة أسباب تؤدي إلى الوفاة السريعة للنعام في عمر مبكر، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعًا:

  • تلوث كيس الملح، حيث يجب التأكد من امتصاص محتوياته، للوقاية من التلوث الناتج عن التغذية.
  • عدم تحصين النعام بعد عمر أسبوعين.
  • إطعام صغار النعام قش الأرز والتبن، الأمر الذي يتسبب في موتها نتيجة التعرض لتلبك معويّ.
  • عدم التدفئة الجيدة ليلًا.

مشكلة تسويق النعام

إذا تجاوز صاحب المشروع كل هذه المشكلات، فإن المشكلة الأكبر أمامه هي التسويق، فما هي الأسواق العالمية التي يُمكن الاعتماد عليها بهذا الصدد، فنجد أنها تستغل إنتاج المزارع وتشتريه بأبخس الأسعار؛ مما يجعل هذه المزارع تحقق الخسارة لا الربح.

إذًا حتى لو تجارة تربية النعام بدأت بالفعل في أخذ حقها في الوجود، إلا أننا نجد التسويق ضعيف في مصر في هذا الصدد، نظرًا لمشكلة تناقص الخبرات اللازمة كما أشرنا سلفًا.

كما نشير إلى فشل مزارع النعام التي يتم تمويلها من الصندوق الاجتماعي؛ لأنها في بادئ الأمر اعتمدت على النعام المستورد من جنوب إفريقيا بشكل كلي في الإنتاج، مما أدى إلى عدم إمكانية التهجين والزواج من نفس السلالة، الأمر الذي جعلها سلالة ضعيفة.

كما يشير البعض أنه على الرغم من استمرار بعض المزارع الخاصة بتربية النعام التي يملكها رجال الأعمال، إلا أن هذا لا يعدد مؤشرًا قويًا على نجاحها، لأنها تعتمد بشكل كبير على التسويق الداخلي لا الخارجي.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى لمشروع تربية النعام

تربية النعام التجارية

وصلت تربية النعام لأول مرة إلى مصر منذ أكثر من عقد من الزمان بعد أن بدأت الحكومة في تشجيع استثمارات القطاع الخاص في مزارع النعام على أساس نموذج تجاري تم تطويره في جنوب إفريقيا، حيث تمارس تربية النعام منذ عشرينيات القرن التاسع عشر.

بحلول أواخر التسعينيات، تم إنشاء أكثر من اثني عشر مزرعة كبيرة للنعام في الصحراء، خاصة على طول طريق القاهرة الإسماعيلية.

في إطار الحديث عن مشاكل تربية النعام في مصر، نشير إلى أن أول مزرعة تجارية للنعام تم تأسيسها في دولة جنوب إفريقيا في عام 1860، لحصاد الريش كل ستة إلى ثمانية أشهر، ومن ثمَّ بدأت مزارع النعام بالانتشار تدريجيًا إلى دول أخرى، ولا سيما مصر وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والأرجنتين.

إلى أن وصل إجمالي عدد النعام الذي تم تربيته تجاريًا إلى أكثر من مليون بحلول عام 1913، ولكن سرعان ما انهار سوق ريش النعام وانخفض عدد مزارع النعام بشكل ملحوظ، ومع ذلك تمكنت الصناعة من البقاء على نطاق أصغر بكثير في جنوب إفريقيا.

ذلك من خلال الاحتفاظ بالنعام ليس فقط من أجل ريشها، ولكن أيضًا من أجل لحومها وجلودها، فقد نمت بشكل مطرد بعد ذلك، هناك اتفاق على أن النعام يحقق استثمارًا ممتازًا على المدى الطويل، كما تتراوح تكلفة تربية النعام من 3000 جنيه إلى 5000 جنيه حسب عمر الطائر وخصوبته.

يتم استيراد معظمها من جنوب إفريقيا أو كينيا، ويمكن أن تنتج أكثر من 2000 بيضة في فترة الخصوبة والتي تتراوح بين 40 و50 عامًا، حيث تضع الإناث من 35 إلى 55 بيضة في موسم واحد.

إن الهدف من تربية النعام أنها من المشاريع الزراعية المُربحة التي يلجأ لها البعض من أجل سرعة العائد وقيمته العالية أيضًا.

مشاكل إنتاج النعام

ربما تبدو مشاكل بسيطة إلا أنها تؤدي إلى أضرار كبيرة، ففي المجال الاستثماري يجب مراعاة بعض مشاكل تربية النعام في مصر التي تتمحور حول إصابات الطيور ذاتها الأمر الذي يُسبب خسائر فادحة، وهذا يتحدد بناءً على عدد من العوامل.

  • نوع الكتكوت: أي يكون الاختيار من سلالة جيدة والتأكد من خلوها من الأمراض، علاوةً على أن تكون مناسبة للبيئة، وهنا نذكر أن النعام الأسود هو الأفضل للتربية؛ لأنه يمتاز بالقدرة على التأقلم والتكيف.
  • التغذية الصحيحة: يجب الاهتمام بتغذية النعام بشكل جيد ذلك لتقوية مناعته لمقاومة الأمراض المتوقعة؛ لذا يجب الاهتمام بنسبة الفيتامينات والأملاح المعدنية.
  • مشكلات البيئة: غني عن البيان أن البيئة تؤثر بشكل أو بآخر على تربية أنواع الطيور المختلفة، فنجد التيارات الهوائية ونسبة الرطوبة واختلاف المناخ والحرارة، علاوةً على نوعية العلف والتسمم الفطري.
  • عوامل أخرى: من ضمن مشاكل تربية النعام في مصر نشير إلى مشاكل الإجهاد والجوع والعطش والنقل، والاهتمام بموعد بداية النضج الجنسي والتحصينات.

علاوةً على المشاكل الفنية الأخرى كالسعر المرتفع نسبيًا، والاحتياج لمهارات عالية وخبرات معينة لإدارة مشاريع تربية النعام، بالإضافة إلى مشكلة التفريغ الصناعي لبيض النعام.

الجانب الآخر في تربية النعام

إن الخبرة والحصاد على نطاق واسع ساعدا المزارعين على خفض أسعار لحوم النعام، مما زاد من جاذبيتها في السوق، حيث انخفض متوسط ​​سعر كيلو لحم النعام الطازج من 100 جنيه في أواخر التسعينيات إلى 50 جنيهًا في الأيام الراهنة، مما يجعله أرخص من لحم العجل بحوالي 10 جنيهات للكيلو.

من الممكن أن يكون النعام أيضًا بديلاً أكثر أمانًا، حيث إننا نسمع عن إصابات جديدة بالفيروس في لحوم البقر والدجاج كل يوم، لذا هناك اعتقاد أن لحوم النعام توفر ملاذًا من كل هذا.

في حين أن النعام معرض للإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور، نادرًا ما توجد سلالة منها مصابة، ويعزو العلماء هذه الحقيقة إلى الجهاز المناعي القوي للنعام البالغ، فهي ذات رقبة أطول تقلل من فرصة الإصابة بالعدوى، وأن طيور النعام لا يتم حبسها مثل الطيور الداجنة الأخرى.

لكنه وعلى الجانب الآخر بمجرد نضج النعام، يصبح طائرًا قويًا يتمتع بدرجة عالية من التحمل للمناخ الصحراوي في مصر، ذلك على عكس الدواجن، حيث يمكن أن يعيش النعام في مناخات شديدة الحرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، ويصل عمره إلى 80 عامًا لأن بعض الإناث تتكاثر حتى سن الخامسة والأربعين.

علاوةً على أن النعام له قيمته أيضًا من حيث الجلد والريش، فجلد النعام المعروف بعلامات الريشة الفريدة ومرونته، مرغوب فيه من قبل بعض أفضل بيوت التصميم في أوروبا، فيقوم مزارعو النعام المحليون بتصدير الجلود الخام إلى أوروبا، حيث يتم تصنيعه في حقائب وأحذية مصممة.

كما يتم بيع ريش النعام لرجال الأعمال المحليين في مصر الذين يستخدمونه في صناعة نفضات الريش أو للزينة، لتكون تكلفة الكيلوجرام الواحد حوالي 250 جنيه.

اقرأ أيضًا: طريقة وضع بيض النعام في الفقاسة

قدمنا لكم موضوع عن مشاكل تربية النعام في مصر، وعلمنا جوانب ذلك المشروع الاستثماري في مصر من حيث صلاحيته كمشروع ربحي أم لا، ذلك بالإشارة إلى العقبات التي يتعرض لها مربيي النعام.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.