كيفية حساب فائض المستهلك بسيطة وتتم من خلال حل معادلة بسيطة، فنظرًا إلى أن حسب فائض المستهلك له أهمية كبيرة، سنهتم اليوم من خلال موقع صناع المال بالتعرف إلى طريقة حسابه، كما أننا سنجيب عن أبرز الأسئلة الشائعة المتعلقة به.
كيفية حساب فائض المستهلك
تُعتبر دراسة المُستهلك وما يترتب على استهلاكه من عرضٍ وطلب إحدى أبرز الأمور التي يتطرق إليها علم الاقتصاد بوجه عام، والمُحاسبة على وجه الخُصوص، ولكي تتمكن من معرفة كيفية حساب فائض المستهلك عليك تطبيق المعادلة التالية:
فائض المستهلك = أقصى سعر مستعد للدفع – السعر الفعلي.
في هذا الرسم البياني نجد أن الكثير يهتم بالنظر فقط إلى فرق السعر دون أن يتم النظر إلى العرض والطلب الكلي للمنتج، وبمعنى آخر تكون نظرتهم محدودة ولا ينظروا إلى الاقتصاد الأوسع، لذا نجد أن عندما يتم حساب طلب المستهلك نقوم بالإشارة إلى فائض المستهلك الإجمالي وليس الفردي.
فبالتالي في هذه الحالة نظر إلى المساحة الصفراء المظللة التي تعبر عن فائض الاستهلاك ولا ننظر إلى الخط العمودي فقط.
الجدير بالذكر أنه لكي يتمكن المستخدم من حساب فائض جميع المستهلكين يتم حساب مساحة المثلث المظلل، ومثال الرسم البياني هنا تكون قيمته بالأرقام كالتالي:
1000 (الكمية التي تم بيعها) × 6 دولارات (الحد الأقصى للدفع الذي يُمكن للعميل سداده) – 3 دولارات (سعر البضائع الفعلي) × 0.5 (قانون مساحة المُثلث) = 1000 × 3 × 0.5 = 1500.
فيكون سعر البيع هنا 3 دولارات ويتم بيع 1000 من السلعة بهذا السعر، والحد الأقصى الذي يقوم المستهلك بدفعه هو 6 دولار، فينخفض الاستعداد للدفع على طول منحنى الطلب حتى يصل إلى العرض.
مثال على حساب فائض المستهلك
في الجدول التالي سنعرض مثال توضيحي لمعرفة كيفية حساب فائض المستهلك:
| سعر الطلب | سعر التوازن | الكمية | فائض المستهلك |
| 150 | 100 | 1 | 50 |
| 130 | 100 | 2 | 30 |
| 120 | 100 | 3 | 20 |
| 115 | 100 | 4 | 15 |
| 135 | 100 | 5 | 35 |
| 100 | 100 | 6 | 0 |
| 125 | 100 | 7 | 20 |
| 100 | 100 | 8 | 0 |
في هذا الجدول يبدو أن المستهلك يقوم بتحقيق فائض بسبب اختلاف السعر الفعلي الذي كان يتوقعه عندما قام بشراء الكمية 4، فكان المستهلك يتوقع السعر 115 ريال ولكنه وجد السعر الفعلي للشراء 100 ريال فقط.
بالتالي تمكن المستهلك من تحقيق فائض قيمته 15 ريال، ويجدر الإشارة إلى أن سعر التوازن هو السعر الذي يتم دفعه بالفعل، والذي يتم طلبه على إثر التعادل بين الطلب والعرض، أما سعر الطلب فهو السعر الذي كان يتوقعه المستهلك.
اقرأ أيضًا: أهمية دراسة سلوك المستهلك
الفرق بين فائض المستهلك وفائض المنتج
في سياق عرض كيفية حساب فائض المستهلك، نعرض في الجدول التالي الفرق بين فائض المستهلك وفائض المنتج:
| وجه المقارنة | فائض المستهلك | فائض المنتج |
| التعريف | هو الفرق بين الحد الأقصى الذي يريد المستهلك دفعه وبين سعر السوق الفعلي | هو الحد الأدنى الذي يرغب المنتج في البيع به، أو المبلغ الذي يقوم بالبيع به بالفعل، ويمكن القول أنه فائض المنتج هي كلمة خيالية للربح |
| المعادلة الحسابية | أقصى سعر مستعد للدفع – السعر الفعلي | إجمالي الإيرادات – التكلفة الإجمالية |
أهمية فائض المستهلك
في سياق عرض كيفية حساب فائض المستهلك سنتعرف على أهميته في النقاط التالية:
- في الأسواق التنافسية يكون من الضروري على الشركات أن تقوم بإبقاء الأسعار منخفضة إلى حد ما وبالتالي يتمكن المستهلكون من حساب فائض المستهلك والحصول عليه.
- لو لم تكن الأسواق تنافسية يكون فائض المستهلك أقل وبالتالي سيكون هناك فرص من عدم المساواة.
- انخفاض فائض المستهلك يكون سبب في زيادة فائض المنتج وبالتالي ترتفع نسب عدم المساواة.
- يمكن فائض المستهلك من شراء مجموعة كبيرة من السلع.
- فائض المستهلك مشتق من الفائدة الهامشية، وفي حالة أن تكون المنفعة الحدية للسلعة أكبر من السعر يكون الناتج هو فائض المستهلك.
اقرأ أيضًا: ما هي محددات سلوك المستهلك
هل يمكن للشركات أن تقوم بتقليل فائض المستهلك
نوضح في النقاط التالية الإجابة عما إذا كان يمكن للشركات تقليل فائض المستهلك أم لا:
- في حالة أن تكون الشركة لديها قوة سوقية يكون من السهل عليها أن تقوم برفع الأسعار فوق مستوى التوازن التنافسي وبالتالي يكون لديها القدرة على تقليل فائض الاستهلاك.
- أما في حالة الاحتكار فتزيد الشركة من أرباحها من خلال الحد من فائض المستهلك.
- من ضمن الطرق التي تلجأ لها الشركات في تقليل فائض الاستهلاك هي أن تقوم بالانخراط في التمييز السعري وذلك من خلال فرض الأسعار المختلفة على المجموعات المختلفة من المستهلكين.
- يوجد شركات تعمل على تحميل المستهلك سعر أعلى من السعر الذي يرغب في دفعه وبالتالي ستحتاج الشركة إلى الانخراط في تمييز سعره من الدرجة الأولى.
- لكي يتم اكتساب القوة السوقية يمكن للشركة أن تقوم بالإعلان عن خلق ولاء للعلامة التجارية وبالتالي يكون الطلب على السلع أكثر مرونة.
فائض المستهلك والمرونة السعرية للطلب
نجد أن فائض المستهلك لمنتج معين هو صفر، وهذا عندما يكون الطلب على المنتج مرن تمامًا، والسبب وراء ذلك أن المستهلكين يكن على استعداد دائم بمطابقة سعر المنتج..
أما في حالة أن يكون المنتج غير مرن فيكون فائض المستهلك في هذه الحالة غير نهائي لأن التغيير في سعر المنتج لا يؤثر على الطلب، وهذا ما يشمل المنتجات الضرورية والأساسية في الحياة كالمنتجات الغذائية وما شابه.
نجد أن في أغلب الحالات منحنيات الطلب تكون منحدرة إلى الأسفل وذلك لأن فرص طلب المنتج تتأثر عاددةً بسعره، فمع الطلب غير المرن يكون فائض المستهلك مرتفع لأن في هذه الحالة لا يتأثر الطلب بالتغير في السعر، كما أن المستهلكين يكونوا على أتم استعداد لدفع المزيد مقابل الحصول على المنتج.
في الحالة السابقة البائعون يزيدوا من أسعارهم ليتمكنوا من تحويل فائض المستهلك إلى فائض منتج مع الطلب المرن، وهذا يتطلب تغيير بسيط في السعر أو تغيير كبير في الطلب يكون ناتج عنه فائض استهلاكي منخفض، فلم يع العملاء مستعدين لعمليات الشراء الكبرى من المنتج أو الخدمة عند تغيير السعر.
اقرأ أيضًا: العوامل المؤثرة في سلوك المستهلك
افتراضات نظرية فائض المستهلك
سنوضح في النقاط التالية الافتراضات الخاصة بنظرية فائض المستهلك:
- المنفعة كيان قابل للقياس: هذه الفرضية تنص على أنه من الممكن أن يتم استخدام قيمة المنفعة، وذلك في ظل اقتصاديات مارشال، ويمكن التعبير عن المنفعة كرقم، فعلى سبيل المثال نجد أن المنفعة المشتقة من تفاحة هي 15 وحدة.
- لا يوجد بدائل: لا يتوفر بدائل متاحة لأي سلعة ما زالت تحت الدراسة.
- كل الأمور سواسية: حيث إن أذواق العملاء والأمور المفضلة لهم علاوة على دخلهم المادي أمور ثابتة لا تتغير.
- المنفعة الهامشية تظل للمال الثابت: المنفعة التي يتم الحصول عليها من دخل المستهلك تكون ثابتة، وهذا يعني أن أي تغيير في مقدار المال الذي يحصل عليه المستهلك لا يكون سبب في تغيير مقدار المنفعة التي يتم استمدادها منه، فهو مطلوب لأن بدونه لا يمكن استخدام المال لقياس المنفعة.
فائض المستهلك هو مقياس للرفاهية، ويشير إلى الحد الأقصى للمبلغ الذي يتوقع المستهلك دفعه مقابل سلعة معينة، ويتم طرح من سعر المنتج الذي قام بدفعه بالفعل، ولفائض المستهلك أهمية كبيرة بالنسبة للمستهلك والمنتج، وعلى إثر ذلك يتم التركيز عليه بشكلٍ مُكثف من قبل خُبراء علم الاقتصاد، الأمر الذي تستغله الشركات باحترافية.