ما هو الكساد الاقتصادي

الكساد الاقتصادي هو الأزمة التي تصيب الأحوال الاقتصادية في مختلف البلاد، وتعتبر أزمة عالمية كبيرة، ويرجع السبب وراء كون الكساد أزمة في أنه يتسبب في الدخول بدوامة انكماشية في عجلة الاقتصاد لفترات طويلة تحقق خسائر باهظة، لذلك من خلال موقع صناع المال اليوم سنقدم لكم التعريف الدقيق للكساد الاقتصادي، إلى جانب أننا سنقوم بعمل تغطية شاملة على هذا الموضوع من خلال عرضنا للعديد من المعلومات عنه.

الكساد الاقتصادي

الكساد الاقتصادي

الكساد الاقتصادي هو أزمة اقتصادية تحدث أثر التراجع الحاد أو الركود الشديد في معدل الأنشطة الاقتصادية، وتستمر هذه الأزمة لمدى طويل قد يتخطى السنتين، وينتج عنه العديد من المشكلات أهمها الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10% فيما أعلى.

يمكننا الفصل بين مصطلح الكساد الاقتصادي والركود الاقتصادي الذي يختلط على الكثيرون، وذلك بقولنا أن الركود عبارة عن تباطؤ في الأنشطة الاقتصادية، وفي فترة دورة عادية قد تصل إلى 6 أشهر، بينما الكساد هو عبارة عن انكماش في حركات الأنشطة الاقتصادية طويل الأمد.

لأن هذه المشكلة تشغل أذهان الكثير من التجار، والمؤسسات، فإننا في موضوعنا هذا سنقوم بتسليط الضوء عليها، وسنعرض لكم كل التفاصيل المتعلقة بالكساد الاقتصادي، من أسباب، وأضرار، وغيرها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأزمة الاقتصادية العالمية أسبابها وحلولها

أسباب كساد الأنشطة الاقتصادية

ناقش الاقتصاديون الأسباب وراء حدوث ظاهرة الكساد الاقتصادي، المؤثرة على عالم الاقتصاد، وعلى حركة السوق، وكذلك قيمة المبيعات والمنتجات، فتوصلوا إلى مجموعة من العلامات والعوامل الدالة على هذه الظاهرة، والتي تشمل الآتي:

  • انحسار ثقة المستهلك وتدهورها تجاه الأعمال التجارية، وهذا الأمر أدي إلى التقليل من الطلب عليها ولجوء بعض الشركات للتوقف عن العمل.
  • قد يكون السبب وراء الكساد هو عدم قدرة بعض المؤسسات أو الدول على سداد الديون الملزمة عليها.
  • الضعف في القدرة الشرائية، مما يؤدي إلى الخفض في الإنتاج من قِبل الموردين، أو الخفض في الاستثمار بالنسبة للمستثمرين.
  • الانخفاض في قيمة العملات وتقلبها.
  • الانكماش المالي بصفة عامة، والانخفاض في السيولة النقدية.
  • لجوء بعض الشركات إلى التخفيض في الميزانية بسبب قلة التصنيع، وقلة المبيعات، وذلك من خلال تشغيل عدد أقل من العمالة، والاستغناء عن الباقي.
  • إفلاس بعض المؤسسات الكبرى كالبنوك.
  • التوقف لفترات طويلة عن الاستثمارات، وكذلك إنشاء المشاريع الجديدة.

حالات شهيرة من كساد الاقتصاد

إليك فيما يلي بعض حالات الكساد الاقتصادي المعروفة قديمًا:

أولًا: الكساد في أوروبا

حدثت الأزمة الاقتصادية في أوروبا في عام 2009، حيث غرقت أوروبا في حالة من الركود للأنشطة الاقتصادية، وأدت هذه الأزمة إلى انخفاض الناتج المحلي بنسبة 20%، وارتفاع معدل البطالة بنسبة 25%، وهذا الركود تسبب في حدوث أزمة الدين الحكومي اليوناني.

هذه الأزمة حدثت عندما طلبت الحكومة اليونانية من الاتحاد الأوروبي، وكذلك صندوق النقد الدولي في أخذ قروضًا للحماية من خطر الإفلاس، فخاف المستثمرين من عدم قدرة اليونان على سداد ديونها، فقامت الحكومة برفع الفائدة على السندات اليونانية، وكذلك التأمين، وزادت الديون العمومية عليها.

ثانيًا: الكساد العظيم

يعتبر الكساد العظيم من أشهر الحالات المعروفة التي حدثت في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر عام 1929 واستمر إلى عام 1933، حيث أدى هذا الكساد إلى عدة كوارث اقتصادية، والتي منها ما يلي:

  • الانخفاض في الإنتاج القومي بنسبة 33%.
  • ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة بنسبة 25%.
  • خضوع بعض الشركات إلى نظام التأميم.
  • إفلاس مجموعة كبيرة من المصانع والشركات.
  • حدوث انخفاض ملحوظ في حجم التجارة الدولية وصل إلى نسبة 62% تقريبًا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حل المشكلة الاقتصادية في النظام المختلط وخصائصه

أسباب الكساد العظيم

ترجع أسباب حدوث الكساد العظيم في الولايات المتحدة إلى ما يلي:

  • زيادة قيمة الفائدة على التعاملات البنكية، حيث أن المنظمة الفدرالية الأمريكية سعت في الحفاظ على قيمة الدولار في السوق، فقامت برفع الفائدة البنكية، وهذا الأمر كان كارثي وتسبب في حدوث أزمة الكساد.
  • سحب الكثير من الناس أموالهم وودائعهم من البنوك، خوفًا من خسارتها، وهذا الأمر تسبب في قلة الأموال في السوق، والإفلاس للعديد من الشركات والمؤسسات.
  • العجز في توفير أي مبالغ إضافية من الدولار في السوق من قِبل الحكومة الأمريكية.
  • الزيادة في فوائد القروض، وهذا الأمر تسبب في حدوث التضخم، والتراجع في عمليات المضاربة بالبورصة.
  • مع تراجع الأسواق لجأ المستثمرون إلى سوق العملة والذهب، وذلك للحفاظ على أموالهم، وهذا الأمر تسبب في انهيار قيمة الدولار وقلته في الأسواق.
  • زيادة التضخم في الأسواق، أي أن الأسعار تكون أعلى مما يجب أن تكون عليه، في حين أن القيمة الحقيقة للأموال والأصول أقل ولا تكفي.

معالجة الكساد العظيم

في نهاية عام 1933 وضع الرئيس فرانكلين روزفلت بعض السياسات والقوانين لحل الأزمة المصرفية، وذلك من خلال إعادة الفتح للمصارف السليمة، ومنعها من التعامل بالأسهم والسندات إلى أن يتم التخلص من مشكلة الكساد العظيم.

كما قام بمحاربة البطالة من خلال توفير العديد من المؤسسات، وأصدر قوانين في صالح استقرار الزراعة والإصلاح الصناعي، وكذلك قانون لتصحيح استخدام الأوراق المالية، وبذلك تم الانتعاش الاقتصادي مجددًا بعد هذه الأزمة القاسية.

الأضرار الناجمة عن كساد الاقتصاد

هناك مجموعة من الآثار السلبية الناتجة عن الانكماش في حركات الأنشطة الاقتصادية، وفيما يلي سنقوم بالتعرف عليها:

تراجع المستهلكين وحذرهم

بمجرد شعور المستهلك بأن هناك أزمة اقتصادية تواجه السوق، فيقوم بتقليل نفقاته خوفًا من فقد أمواله، وفي بعض الأحيان قد لا يقتصر على التقليل من النفقات فقط، بل يلجأ لحفاظ الأموال بشكل مبالغ فيها.

هذا الأمر يتسبب في انخفاض الطلب على الشراء في مقابل المعروض، مما يحدث الانحدار في عجلة الاقتصاد والاستثمار، وتفاقم المشكلة أكثر وأكثر.

الارتفاع في معدل البطالة

نتيجة لتراجع المستهلكين عن السوق، والانخفاض في القدرة الشرائية، فإن بعض الشركات تضطر إلى التقليل من حجم الإنتاج والنفقات، وذلك من خلال تقليل حجم العمالة، وتسريح الباقي.

التراجع في قيمة الأصول

في فترة الكساد يحدث تراجع كبير في قيمة الأسهم للشركات، وكذلك الأراضي والعقارات، وهذا بسبب قلة الطلب عليها.

مزايا الكساد في الاقتصاد

على الرغم من أن الكساد الاقتصادي أزمة كبيرة، إلا أنه قد يحتوى على مجموعة من المزايا التي تجعل الكثير من رجال الأعمال يفضلون حدوثه، وهذا من سنقوم بتوضيحه في النقاط الآتية:

الإمكانية في ضبط أسعار السوق

في حالة الكساد يكون الطلب أقل من المعروض، وهذا الأمر يؤدي إلى انخفاض الكثير من أسعار السلع والخدمات بالسوق، وفي حقيقة الأمر لا يمكننا قول انخفاض في السعر، بل عودة المنتجات إلى قيمتها الحقيقة دون استغلال المستهلك.

بعد التخلص من حالة الركود، ستظل الأسعار منخفضة لفترة طويلة، وهذا الأمر يجعل المستهلكين يحصلون على فائدة كبيرة من حالة الكساد الاقتصادي.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أهمية الاستثمار في التنمية الاقتصادية

التخلص من الإنتاج الفائض

في الحالات الطبيعية يلجأ الكثير من الشركات إلى الإنتاج بكثرة لزيادة المبيعات والربح، وقد يكون هذا الأمر من الممارسات الاقتصادية الغير صحيحة، فعند حدوث مشكلة الكساد، تواجه تلك الشركات مشكلة أن العرض أصبح أكثر من الطلب على المنتج.

لذلك من الممكن أن ننظر إلى فائدة الكساد في أنه سيؤدي إلى لجوء الشركات إلى ضبط عملية الإنتاج، واتباع السياسات السليمة فيها.

زيادة الاستثمار

كما أوضحنا بأن الأسعار تنخفض أثر حدوث الكساد، وهذه هي الفرصة أمام المستثمرين لاستغلالها، حيث إنهم في خلال فترة الكساد سيستطيعون شراء الأطول والاستثمار بالقيمة الحقيقة، بعيدًا عن الاستغلال، أو الأسعار المرتفعة.

كما أنه بالنسبة للمستثمرين الكبار سوف يستطيعوا شراء بعض الشركات المهددة بالإفلاس ودعمها بالأموال، إلى أن تصمد حتى انتهاء مرحلة الكساد، ومن ثم تزداد قيمتها بمعدل رهيب في المستقبل.

ضبط قوانين الاقتصاد

أثناء فترة الركود تلجأ الدول إلى إعادة سن القوانين الاقتصادية لمواجهة تلك المشكلة، وذلك من خلال تحديد سعر فائدة بنكية يختلف باختلاف المشاريع، وضبط كُلًا من قوانين الضرائب، والتأمينات.

كما يتم تحسين قوانين الاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي، وكل هذه الأمور تساعد على التحسين في الوضع الاقتصادي، وتقلل من معدلات التضخم بالأسواق.

التحسين من سلوك الشراء

يعتبر الكساد هو درس قاسي بالنسبة للجميع، فبالنسبة لك كمستهلك سيجعلك الكساد أكثر وعيًا حيث ستقوم بالتفكير في شراء حاجاتك الأساسية فقط بعيدًا عن الكماليات التي تزيد من نفقاتك، وهذا الأمر سيعلمك كيفية ادخار مالك ومواجهة تلك المشكلة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي العوامل المؤثرة في الشراء

كيفية مكافحة الانكماش الاقتصادي

عند دخول أي دولة في هذه الأزمة، فإنه هناك بعض الإجراءات التي يجب أن تتم للنهوض مجددًا وانتعاش الاقتصاد، وتشمل هذه الإجراءات الآتي:

إجراءات من البنك المركزي

يقوم البنك المركزي بوضع بعض السياسات النقدية الهامة لتحريك عجلة الاقتصاد، وذلك من خلال خفض الفوائد السائدة، وشراء السندات، وكذلك من خلال الزيادة في السيولة النقدية من خلال طباعة بعض الأوراق النقدية التي تدفع الاقتصاد من منحنى الانكماش إلى التضخم بشكل تدريجي.

الحكومة

يجب على الحكومة أن تقوم بزيادة الإنفاق الحكومي، والخفض في الضرائب، ووضع بعض الإجراءات التحفيزية التي تزيد من الأموال المتاحة للمستهلكين.

فعلى سبيل المثال إذا كان متوسط الدخل للمواطن حوالى خمسين ألف دولار أمريكي، والضرائب السنوية تقرب 15 ألف، ففي تلم الحالة إذا قامت الحكومة بخفض الضرائب إلى 12 ألف، سيكون هناك حوالى 3 ألف دولار متاحة للإنفاق.

كما أيضًا بالنسبة للفوائد السائدة، فلنفترض بأن هناك شخصًا راغب في شراء قطعة أرض من خلال عمل قرض بنكي، فإذا تم خفض الفائدة على القرض، سيزيد عدد المقترضين، وستسير عجلة الإنتاج.

التوازن الاقتصادي

تتضمن مسؤولية البنك المركزي وكذلك الحكومات في قدرتهم على المحافظة على التوازن ما بين النمو والانكماش، أي أن الكساد يتم مكافحتها من خلال الزيادة في التضخم، ولكن يشترط أن تكون نسبة الزيادة في التضخم المستهدفة لا تزيد عن 2%.

ذلك لتجنب الوقوع في مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار، والتأثير السلبي مجددًا على الأنشطة الاقتصادية وحركتها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو تأثير الوباء على مختلف القطاعات الاقتصادية؟

نظرًا لسوء القوانين الاقتصادية في بعض البلاد، فإن الأسواق العالمية الإنتاجية قد تتغير، وتتقلب بشكل ملحوظ، وهذا التغير يؤثر على الأنشطة الاقتصادية لديها، ويؤدي إلى التباطؤ فيها، إلى أن يحدث الانكماش غير المتوقع، المؤدي إلى تقليص فاعليات الطلب والعرض، والتأثير على التداول النقدي، وحدوث المشكلات والأزمات كالبطالة، حيث إننا قمنا بتوضيح كل ذلك من خلال عرضنا لكم مفهوم الكساد الاقتصادي، وكل ما يدور حوله، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بما قدمنا.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.