هل إعلان الإفلاس يسقط الديون، وما آثار الإفلاس على الديون؟ حيث يعتبر إفلاس الشخص أو الشركة هو تعثر الحالة المادية لهم، وهو من أكبر المشكلات التي تتعرض لها الشركات، وقد تلجأ بعض الشركات إلى إعلان إفلاسها لإسقاط ديونها فهل ذلك الامر صحيح أم لا ذلك ما سنقوم بالإجابة عنه من خلال موقع صناع المال في السطور التالية.
هل إعلان الإفلاس يسقط الديون
أحكام الإفلاس تطبق على الشركات التجارية كما تطبق على الأفراد، وفي حالة كان إعلان الإفلاس يسقط الدين فذلك يكون بمقتضى معرفة نوع الدين الذي سيسقط، وينص القانون على أن إعلان الإفلاس يسقط الدين عن صاحبه، ولكن قد اختلف علماء القانون على نوع الدين الذي يجوب إسقاطه عند سداد الديون، وانقسموا إلى مذهبيين:
- المذهب الأول: ذهب أصحاب هذا المذهب إلى أن جميع الديون الواقعة على المفلس بعد إعلان إفلاسه تسقط عنه بمختلف أنواعها، ولا يوجد فرق بين الديون العادية أو المضمونة برهن أو غيره من الضمانات.
- المذهب الثاني: يذهب إلى أن الإسقاط يكون قاصرًا على الديون العادية غير المضمونة بأي نوع من الضمانات.
اقرأ أيضًا: طرق سداد الديون المتعثرة والتخلص منها
شروط الإفلاس
هناك بعض الشروط التي يجب توافرها لصحة إفلاس الشخص، وحتى يمكن أن يتم وصفه بالمفلس، وهذه الشروط تنطبق على الشركات أو الأفراد، ومنها:
- التصفية: إذا قام التاجر أو صاحب الشركة بتصفية حسابه في المؤسسة أو المنشأة التجارية، ويكون هذا بسبب عدم مقدرته على دفع المبالغ المالية المطلوبة منه، وبناءً على هذا يتم توزيع نصيب التاجر من الأرباح أو الشركة على باقي الأعضاء.
- التوقف عن دفع المال: يعد هذا هو الشرط الأساسي الذي يلزم توافره لإعلان الإفلاس التجاري، وذلك يتم بعجز أو توقف المدين عن دفع المال إلى الدائنين لفترة طويلة، وفي حالة تجاوز التاجر الفترة التي تم الإتفاق عليها من قبل الدائنين دون أن يسدد ما عليه من مال يتم تصنيفه كمفلس.
- في هذه الحالة لا تسقط الديون عن التاجر ويلزم بدفعها ويقوم الدائنين باتخاذ جميع الإجراءات القانونية وتحديد فترة زمنية لسداد الدين.
- وفاة التاجر: إن وفاة التاجر وهو في حالة إعلان لإفلاسه أو تراكم الديون عليه، وكان هذا التاجر لا يملك أي مصدر مالي لسداد هذه الديون يقوم الورثة بتصفية جزء من أملاكه حتى يتمكنوا من سداد الديون القائمة عليه.
أنواع الإفلاس
بعد الإجابة على سؤال هل إعلان الإفلاس يسقط الديون، سنتعرف الآن على أنواع الإفلاس، والتي يمكن التطرق إليها فيما يلي:
1- الإفلاس الاحتيالي
يعد هذا النوع من أسوء الأنواع التي قد يلجأ إليها العديد من التجار حتى يقومون بالتهرب من سداد الديون، عن طريق تحويل كل ما يملك خارج البلاد التي يوجد بها استثماراته من أجل إخفاء كل هذه الممتلكات وفي الأغلبية يكون ذلك بسبب ما تراكم عليه من ديون لمجموعة من الدائنين أو المؤسسات.
في هذه الحالة تقوم المؤسسات القانونية باتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن بموجبها التعرف على ما يملك التاجر من ممتلكات، والتحري عنها لبيعها وسد ما عليه من ديون، إذا لم يتم الوصول لأى أصول للتاجر يتم ملاحقته قانونيًا.
2- الإفلاس البسيط
هو الإفلاس الذي يتعلق بالظروف المالية للتاجر، ويكون ذلك بسبب بعض العوامل الخارجية التي تؤثر عليه بطريقة سلبية، ويكون على رأس هذه العوامل ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية، ويكون أكبر مثال على هذه الأزمات الكساء الاقتصادي، والذي يترتب عليه تراكم العديد من السلع ووقوف حركة البيع، مما يتسبب في قلة معدل الربح وتراكم الديون، وسوء الحالة المالية للتاجر.
3- الإفلاس التقصيري
يكون هذا النوع نتيجة لما قام به التاجر من أخطاء كالإسراف في تلبية المستلزمات الشخصية أو العائلية على أن يكون هذا على حساب الالتزامات المالية، وأخذ القروض، مما يترتب عليه تراكم الديون وعدم استطاعت ردها إلى أصحابها، ويتم تصنيف هذا النوع من الإفلاس تحت بند الجنح القانونية، ويتم المعاقبة عليها من قبل الجهات القضائية المختصة.
اقرأ أيضًا: الطريقة الصحيحة للتخلص من الديون للأبد
الإجراءات التي يتم اتخاذها مع المفلس
بعد الإجابة على سؤال هل إعلان الإفلاس يسقط الديون؟ سنتعرف على الإجراءات التي يتم تنفيذها من قبل الجهات الحكومية والدائنين مع المفلس حتى يتأكدوا من صحة إفلاسه، ومنها:
أولًا: حصر أموال المفلس
يكون ذلك نتيجة إلى إعلان التاجر أو المؤسسة إفلاسها، فتقوم الجهات القانونية بمنع الشخص المفلس من إدارة أمواله وسحب حق التصرف في ممتلكاته، ويكون ذلك بغرض الحفاظ على حقوق الدائنين.
بعد أن تقوم الجهات بعمل جرد للممتلكات التي يمتلكها المفلس وفحص حساباته البنكية يتم ضبط الدفاتر الخاصة به، ويتم اتخاذ القرارات التحفظية وجمع المال وإقامة الصلح وتسديد الديون.
بعد منع الجهات المختصة الشخص المفلس من إدارة أمواله تقوم بوضعها تحت رعاية أمين التفليسة، ولكن ذلك يتطلب بعض الإجراءات الخاصة مثل وضع الأختام وعمل عملية جرد لأموال المفلس ووضع الميزانية المخصصة، وتسليم الدفاتر التجارية الخاصة بالمفلس للأمين، ويكون للمفلس حق الإطلاع على هذه الدفاتر ومباشرة أعمال الأمين.
اقرأ أيضًا: أضرار الديون وأسبابها ونصائح للتخلص منها
ثانيًا: إدارة أموال المفلس
بعد أن يسند إلى أمين التفليسة كل الأموال الخاصة بالمفلس يتوجب عليه الحفاظ على هذه الأموال وإدارتها بطريقة صحيحة حتى يتم النظر في المسألة من قبل الدائنين وتحديد مصير هذه الأموال.
في حالة صدور قرار الإفلاس يمنع التاجر المفلس من التصرف في أمواله الحالية، ويكون الحق لوكيل الدائنين بالتصرف في هذه الأموال، ويكون هو المتحكم الأساسي حتى يتم تسديد القيمة المستحقة على المدين المفلس.
يقوم أمين التفليسة بتجميع الأموال اللازمة لسداد ديون المدين، ومحاولة جمع أكبر قدر من المال والأرباح إذا كان يمتلك مشروع يحقق أرباح على المدى البعيد، وفي حالة إن كان الأمين مقصر في هذه الواجبات يحق عليه تحمل كافة الأضرار التي قد تسبب في حدوثها بسبب هذا التقصير.
أثر الإفلاس على الديون
قد تعددت أنواع الديون وكان لكل نوع أثر مختلف، ومن هذه الأنواع:
- أثر الإفلاس على الديون المقترضة بفائدة: يسقط الإفلاس الدين وكذلك يسقط الفوائد المأخوذة على هذا الدين طبقًا لما قد ورد في القوانين التجاري التابعة لجمهورية مصر العربية.
- أثر الإفلاس على الديون المعلقة: يتم تعليق الديون بناءً على بعض الشروط منها، شرط واقف ويتطبق بموجب وقوع الإلتزام ولا يمكن أن يكون هناك التزام واجب التنفيذ دون تحقق هذا الشرط، وشرط فاسخ ويلزم تحقيق هذا الشرط عند انتهاء الإلتزام.
قد أجاز القانون سقوط الديون المعلقة مع تقديم كفيل في حالة تنفيذ الشرط الفاسخ.
- أثر الإفلاس على الديون المؤجلة: قد ألزمت بعض الدول العربية عن طريق القوانين التجارية إسقاط الدين بمجرد إعلان الإفلاس، ويكون دين الضرائب هو الدين الذي يحتوي على الامتيازات المقدمة تجاه الحكومة، وتدخل الضرائب الأخرى تحت قائمة الديون العادية، ويقوم أمين التفليسة بدفع الأجور للعاملين.
اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من الديون المتراكمة بخطوات منظمة
هنا نكون قد قمنا بالإجابة الوافية على سؤال هل إعلان الإفلاس يسقط الديون، وأثر الإفلاس على الديون المختلفة، وقد عرضنا الإجراءات التي يتم اتخاذها مع المفلس، وأنواع الإفلاس المختلفة وشروطه، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.