نظرية سلوك المستهلك تعد فرع من فروع الاقتصاد الجزئي، حيث إنها تساعد الأشخاص على وضع قرارات من أجل إنفاق أموالهم تبعًا لما يفضلونه، كما أنها تتضمن مجموعة من المحددات التي يمكن أن تؤثر على سلوك الشخص المستهلك تجاه السلع، لذا سنعرض لكم من خلال موقع صناع المال نظرية سلوك المستهلك.
نظرية سلوك المستهلك
تعتبر هذه النظرية من ضمن أشهر النظريات الخاصة بعلم الاقتصاد الجزئي، حيث إنها توضح العديد من الأمور حول ما يقرره الأشخاص حول كيفية إنفاق النقود، ويتم هذا تبعًا للأمور المفضلة بالنسبة إليهم، حيث إن هذه التفضيلات تختلف من شخص لآخر، هذا بجانب القيود التي يمكن أن يقعوا بها حسب الميزانية الخاصة.
كما توضح هذه النظرية كيفية اختيار الطريقة التي يقوم الشخص بإنفاق أمواله بها وأسعار السلع المتاحة في السوق، كما تعد هذه النظرية هي عبارة عن مجموعة من الأفعال التي يقوم الفرد باتباعها عند الرغبة في شراء سلعة ما ثم معرفة استهلاكه للسلعة التي يرغب في شرائها.
كما أن الخبراء قاموا بوضع عاملين أساسين يعتمد عليهم الشخص في خلال مرحلة التخطيط وهما:
- الخبرات السابقة حول هذا النوع من السلع أو السلع المنافسة له أو السلع البديلة ومقدار الإشباع الذي سيحصل عليه في حالة الرغبة في الشراء.
- الرغبة في جمع الكثير من المعلومات الكافية لاتخاذ قرار الشراء بشكل مُرضي بالنسبة إليه.
اقرأ أيضًا: أهمية دراسة سلوك المستهلك
العوامل المؤثرة على السلوك
قام خبراء الاقتصاد بوضع مجموعة من العوامل التي بإمكانها التأثير على سلوك الشخص المستهلك، وتعرف هذه العوامل باسم الخطة الإنفاقية، وتتمثل في التالي:
1- القدرة على تحويل الرغبة في الحصول على السلعة إلى طلب
يجب العلم أن شعور المستهلك بأنه في حاجة إلى السلعة هو أمر لا يعني أنه طالبًا لهذه السلعة، حيث كونه طالبًا لها سيعمل على تخطي كافة العقبات التي تمنعه من تحويل الرغبة إلى طلب مثل عدم القدرة المادية على شرائها أو ارتفاع سعرها في السوق عن السلع البديلة.
2- تفضيلات المستهلك
تختلف سلوكيات الأشخاص عندما يرتبط الأمر بالتفضيلات والأذواق حول السلع المختلفة، حيث توجد فئة من الأشخاص لا يقومون بطلب بعض السلع حتى إن كانت ذات أسعار منخفضة، وهذا لأنها لا تتناسب مع أذواقهم الخاصة، بينما توجد فئة أخرى تعمل على شراء هذه السلع بشكل مستمر حتى لو كانت ذات أسعار مرتفعة في الأسواق.
3- حجم الدخل المخصص للإنفاق وأسعار السلع
من أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على سلوك المستهلك هي حجم الدخل المخصص، حيث إن حجم الدخل ينقسم إلى شقين أولًا الدخل النقدي وهو يعبر عن حجم الدخل الذي يمكن للفرد إنفاقه، بينما الدخل الحقيقي هو حجم السلع والخدمات التي يمكن للمستهلك الحصول عليها عند إنفاق الدخل النقدي.
كما أن أسعار السلع والخدمات المتاحة تؤثر بشكل كبير ومباشر على القوة الشرائية الخاصة بالدخل النقدي، وهذا ما يدل على أن السلوك الإنفاقي للشخص يعتمد على الدخل الحقيقي وليس النقدي.
أنواع سلوك المستهلك
من ضمن أهم جوانب نظرية سلوك المستهلك هي أنواعه، حيث يمكن أن تختلف أنواع السلوكيات والتصرفات من شخص إلى آخر حسب العديد من الأمور مثل الشخص ذاته والأهداف التي يرغب في الوصول إليها، ويمكن أن تنقسم هذه الأنواع إلى الآتي:
1- نوع حسب شكل السلوك
يتفرع من هذا النوع نوعين آخرين، ويمكن أن نتعرف إليهما في الآتي:
- السلوك الظاهر: يعتبر هذا النوع هو الأفعال التي تظهر على الشخص ويمكن أن يتم ملاحظتها عليه مثل الأكل والنوم وطريقة الشراء.
- السلوك الباطن: هو النوع الذي لا يمكن أن تتم ملاحظته بكل سهولة، حيث يمكن أن يتم الاستدلال عليه من خلال التعرف إلى الأوجه المختلفة لتصرفات الشخص الظاهرة مثل الإدراك أو التفكير أو التأمل.
اقرأ أيضًا: العوامل المؤثرة في سلوك المستهلك
2- حسب طبيعة السلوك
من الأمور المعروفة أن طبيعة السلوك تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تتمثل أنواع المستهلكين حسب طبيعة سلوكهم في الآتي:
- سلوك فطري: يعتبر هذا السلوك على الأغلب مصاحب للإنسان منذ يوم مولده دون الحاجة إلى التعلم أو التدرب عليه، مثل بكاء الطفل أو حبه لأمه.
- السلوك المكتسب: يظهر هذا النوع من مسماه حيث إنه سلوك يتعلمه الفرد من خلال بعض التدريبات المختلفة ويتشابه مع تعلم القراءة أو الكتابة أو أي أمر يحتاج إلى التدريب.
3- حسب العدد
يمكن أن يختلف سلوك الفرد حسب العدد والذي يكمن في الآتي:
- السلوك الفردي: حيث إن هذا النوع يرتبط بالفرد نفسه وما يتعرض له من مواقف مختلفة خلال ساعات يومه الطبيعي.
- السلوك الجماعي: يختلف هذا النوع عن السابق حيث إنه يتعلق بمجموعة من الأفراد، وهو يمثل علاقة الفرد بالأشخاص المحيطين به مثل أفراد الجماعة التي ينتمي إليها.
4- حسب حداثة السلوك
حيث يمكن أن يختلف هذا النوع حسب زمن حدوث هذا السلوك، ويمكن أن نتطرق إليه في التالي:
- سلوك جديد: وهو عبارة عن السلوك الذي ينتج عن حالة حديثة باعتباره أنه يحدث للمرة الأولى في عمر الشخص.
- سلوك مكرر: يكون الفرد في هذا النوع معتاد على إجراء هذا السلوك دون أي تغيير، حتى إن حدث أي تغيير يكون طفيف للغاية، أي يكون صورة طبق الأصل لما سبق من أفعال.
فرضيات نظرية سلوك المستهلك
تعتمد النظرية على مجموعة من الافتراضات التفسيرية التي يمكن أن نتطرق إليها في التالي:
- يعتبر المستهلك شخص عقلاني من خلال إنفاق دخله على السلع والخدمات من أجل أن يحصل على أعلى مستوى من الإشباع أو التي تعرف باسم تعظيم منفعته الخاصة.
- تتميز الأذواق بالثبات وهذا ما يدل على تفضيل المستهلك لسلعة معينة أو مجموعة من السلع عن غيرها، وهذا التفضيل يظل مستمرًا.
- يتميز الدخل بمحدوديته المخصصة للإنفاق ويتم صرفه بشكل كلي على السلع والخدمات التي يرغب بها المستهلك، وتبعًا لهذه المقولة يساوي الادخار صفر.
- يمثل المستهلك طلب الفرد وهذا ما يدل على أنه لا يتمكن من التأثير الكامل على كافة مجريات السلعة من حيث التغيرات في سعرها أو في كمية توازنها.
مميزات النظرية
من المتعارف عليه أن لكل نظرية مجموعة من المميزات التي تجعل الشخص يفضل اختيارها عن غيرها، ومن ضمن مميزات هذه النظرية الآتي:
- فهم أذواق الأشخاص بشكل أفضل من الأمور الهامة التي تؤثر بشكل كبير على منحنى طلبهم والعلاقة التي تتضمن السعر والكمية المطلوبة من السلعة لفترة معينة.
- يعمل الإنفاق الاستهلاكي بشكل كبير جدًا على الناتج المحلي الإجمالي في الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة.
- في حالة قام الناس بخفض المشتريات سينخفض الطلب على السلع والخدمات أيضًا وهذا الأمر سيؤدي إلى تقليص أرباح الشركات وبالتالي تراجع سوق العمل.
اقرأ أيضًا: طرق تقديم شكاوى جهاز حماية المستهلك
أهمية دراسة نظرية سلوك المستهلك
إن دراسة نظرية سلوك المستهلك تمتلك أهمية كبرى خاصةً للمسوقين والمبتدئين، ومن ضمنها التالي:
- المساعدة على تمكن جهات التسويق المختلفة من فهم الأمور التي يمكن أن تؤثر على قرارات الشراء للمستهلكين.
- القدرة على تحديد السلع المطلوبة في السوق من قبل فئة كبيرة من المستهلكين.
- بحث الكيفية التي تمكن المسوقين من تقديم منتجاتهم بالطرق التي يمكنها أن تحدث التأثير المرغوب به من قبل المستهلك وكسب الأموال.
تعتبر نظرية السلوك الخاصة بالمستهلك من ضمن أهم النظريات التي تعود على الشخص بالكثير من الفوائد، كما أنها تساعد المسوقين الجدد من الحصول على المزيد من الأرباح.