عظيم بريمجي

عظيم بريمجي هو أحد أشهر رجال الأعمال والمستثمرين بالهند الملقب بقيصر صناعة تكنولوجيا المعلومات بالهند، وهو محب الخير الذي قام بعمل الكثير من التبرعات والأمور الخيرية، وشغل منصب الرئيس في المجلس الإداري لشركة البرمجيات العالمية ويبرو ليمتد المحدودة، وهو أحد الرواد في مجال صناعة البرمجيات على مستوى عالمي، ونتعرف على مسيرته المهنية والاجتماعية من خلال موقع صناع المال.

عظيم بريمجي

ولد في مدينة مومباي الهندية عام 1945 م، ونشأ في عائلة مسلمة تنحدر أصولها من مدينة كوتش الواقعة في ولاية جوجرات، والده هو رجل الأعمال محمد هاشم الذي لُقّب بملك الأوز في بورما، وقد قام بتأسيس شركة لصناعة زيوت الطهي، وأطلق عليها اسم «شركة الهند الغربية للمنتجات النباتية» أوWestern Indian Vegetable Products.

تم تأسيس مقر تلك الشركة عام 1945 ميلادي في أمالنر الواقعة في منطقة جالجاون من ولاية ماهاراشترا وهي عبارة عن بلدة صغيرة، وقام بوضع العلامة التجارية لزيوت الطهي بعنوان زيت دوار الشمس فاناسباتي، كما وضع علامة تجارية خاصة بالصابون هي «787».

انتقل عظيم بريمجي إلى أمريكا للدراسة بعد انتهائه من الثانوية في مدرسة سانت ميري بمدينة مومباي، فقد اختلف ميوله عن أبيه ولجأ إلى دراسة الهندسة الكهربائية وعلومها في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان مغتربًا بعيدًا عن أهله مما جعله يشعر بألم الفراق.

أوقف الدراسة الجامعية فيما بعد بسبب وفاة والده محمد هاشم، فقرر العودة إلى الهند ليصبح مسؤولًا عن شركة والده عام 1966 م، قام بالتطوير في الشركة من خلال تنويع المنتجات الخاصة بشركة الهند الغريبة للمنتجات النباتية، حيث إنه جعل المستلزمات والسلع  تشتمل على العديد من الأنواع المختلفة مثل: مستلزمات العناية بالبشرة، والصابون، والمخابز، والأسطوانات الهيدروليكية التي تستعمل كمحركات أو مولدات للقوة، بالإضافة إلى المستلزمات والصناعات الكهربية الضوئية.

في وقت لاحق قام عظيم بفتح متجر مسؤول عن تجميع السلع الإلكترونية، ويقع المتجر في مدينة بنجالور في جنوب الهند، كما تعاقد عظيم مع بعض مديري ومهندسي الصناعة العسكرية العملاقة بالهند.

يمكنك أيضًا الاضلاع على سيرة: لاري إليسون

تأسيس شركة Wipro

أدرك عظيم بأن حقل مجال حقل التكنولوجيا المعلوماتية يعد مهمًّا من أجل بناء مستقبل واعد، فقام باستغلال الفترة التي أصدرت فيها الحكومة قرار التوقف للشركة البرمجية IBM، فقام بتغيير اسمه شركته إلى ويبرو Wipro.

قام بالتعاون مع الشركة الأمريكية «sentinel computer corporation» لكي يبدأ مشروع صناعة أجهزة الحاسب الصغيرة، وتطورت الشركة حتى اكتسبت الريادة في المجال التكنولوجي للكمبيوتر ومجال البرمجيات، ثم دخلت إليها عملية تصنيع الأسطوانات الهيدرولوكية، والأسطوانات الصناعية.

أدى التطور في شركة ويبرو إلى تحقيق النجاح الكبير الذي نتج عنه إحدى المشاريع المشتركة مع الشركة الصناعية التكنولوجية الأمريكية جنزال إلكتريك (GE)، وقد حدث هذا التشارك في عام 1989م.

تم تصنيف الشركة كأول شركة اطلعت على تجربة الخدمات البحرية لتكنولوجيا المعلومات، وتلك بداية خطواتها في الدخول إلى المجال التقني عام 1990 م.

بعد أن أزالت الحكومة الهندية القيود في المجال الاقتصادي قام عظيم بريمجي بتنويع مجالات الشركة الخاصة به عام 1991م، فاتجه إلى صناعة المصابيح، ومساحيق التجميل، والمكونات الطبيعية المعتمدة على النفط، ومعدات المجالات الطبية والتشخيصية، إلى جانب بدء الشركة بالعمل على منتجات الأجهزة الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، ومنها: الماسح الضوئي، الطابعة وغير ذلك.

تطورت الشركة حتى حققت نجاحًا عالميًا لصاحبها، ففي عام 1999م حصلت شركة ويبرو على شهادة تم توثيقها من قبل مختبر البرمجيات الوطني بأمريكا، وقامت بالاشتراك مع الشركات الأخرى في مشروع توفير خدمات الإنترنت بالهند.

واصلت الشركة مسيرتها في مجال تكنولوجيا المعلومات فقامت بافتتاح وحدة خاصة بالتعهيد الخارجي للأعمال outsourcing والتي ينقل من خلالها امتياز الخدمة لجهة أخرى مما يؤدي إلى تحقيق عملية التوفير في التكاليف من خلال استخدام القوى والأفراد والوسائل والخدمات وغيرها.

قدمت الأسهم الخاصة بوحدة التعهيد الخارجي للأعمال نتائجًا مميزة في بين عامي 1998م و2003م، وقام بالتركيز على إحضار أفضل المبرمجين والخبراء في مجالات تقنية الحاسب الآلي والعمل على تدريبهم بأفضل شكل ممكن.

إن تحقيق تلك الأمور يزيد من التفوق في إنتاج البرامج ذات الجودة العالية والأسعار المنافسة، وقد تم تصدير العديد من البرامج الخاصة به إلى الشركات الأمريكية.

نجاح بريمجي والتقديرات التي حصل عليها

نجح رجل الأعمال الهندي عظيم بريمجي في المقدرة على حصر طاقة العمل واستيعابها من خلال إثبات كفاءته الإدارية العالية في شركة ويبرو، حيث إن المهارة الإدارية كانت سببًا في ارتفاع النسبة السنوية للمبيعات الخاصة بالشركة حتى وصلت إلى 2 مليون دولار.

كان نجاح نشاطاته مستمرًّا وانتشر حتى وصل إلى أكثر من سبعة وستين بلدًا في أرجاء العالم، وزادت قيمته المالية عن سبعة وثلاثين مليار دولار، مما جعل الصحافة تعتبره أحد أهم رجال الأعمال بالنظر إلى سرعة نمو شركته وانتشارها في أنحاء العالم، وقد ذكر هذا في مجلة بزنس ويك.

حصل عظيم بريمجي على درجة الدكتوراه الفخرية، والتي أهدته إياها أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي Manipal Academy of Higher Education، كما نال جائزة لاكشيا للأعمال في العام الميلادي 2006، ثم صنفته لائحة فوربس العالمية بأنه من أغنى أغنياء العالم، حيث إن ثروته تجاوزت سبع مليارات دولار.

في عام 2009 قامت جامعة ويسليان Wesleyan University الموجودة في ميدلتاون بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في ولاية كونيتيكت من أجل تقديره على الأعمال الخيرية التي قام بها، حيث إن بريمجي قد تبرّع بنسبة كبيرة من ثروته من أجل المساهمة في تطوير المجال التعليمي بالهند، وتُقدّر نسبة تبرعه بملياري دولار.

يمكنك أيضًا الاضلاع على سيرة: مارك زوكربيرغ 

عطاء بريمجي

قام بإنشاء «مؤسسة عظيم بريمجي Azim Premji» الغير ربحية، فهي مؤسسة خيرية من أجل تحسين الجودة والكفاءة في مجال التعليم الأساسي، وقام بتقديم الدعم لمئة وخمسين مؤسسة غير ربحية أخرى من خلال نشره للمساواة بين كافة الأطياف التي تعيش في الهند، وكان الهدف من تلك المؤسسات هو العمل على خدمة المجتمع بمختلف الوسائل.

«جامعة عظيم بريمجي» الموجودة في بنجالور قامت بضم أكثر من 1000 طالب، وقامت بالتخطيط إلى زيادة الطاقة الاستيعابية حتى تصل إلى 5000 طالب، بالإضافة إلى استيعاب 400 فأكثر من أعضاء هيئة التدريس في الهند.

قام بتحويل 213 مليون سهم من الأسهم الخاصة بشركة ويبرو إلى عدد من الكيانات التي يعد بريمجي مسؤولًا عنها، وقد تبرع بنسبة 34% إضافة إلى تلك الأسهم المساهمة في المؤسسة الخيرية.

كما كانت قيمة المبالغ الجارية تبلغ حوالي سبعة ونصف مليار دولار أمريكي، مما رفع النتيجة الإجمالية المقدمة للمؤسسة إلى واحد وعشرين دولار أمريكي، وقامت بعض المؤسسات بالتعاون مع المؤسسة الخاصة به مثل مؤسسة الوطني للعلم البيولوجي، ومعهد العلوم الخاص بالخلايا الجذعية والطب التجديدي.

وصل قيصر صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندي عظيم بريمجي إلى هذه المرتبة من اتصافه بالولاء والانتماء إلى شركة ويبرو Wipro الخاصة به، وحرصه على التطوير فيها مع التقدم بالوقت هو أهم سبب في تحقيقه للأهداف التي سعى إليها، وفي وصوله إلى النجاح وانتشاره في أرجاء العالم.

كان قدوة حسنة للأفراد والزملاء في نفس قطاع الأعمال في التعامل بالأسلوب الجيد، ومراعاة المسؤولية الاجتماعية، حيث إنه يعلم مدى الأهمية المتركزة في تقديم الدعم للآخرين، بالإضافة إلى تفعيل دوره في ريادة المجتمع من خلال  تقديم كل ما في استطاعته من خدمات ومساعدات.

يمكنك أيضًا الاضلاع على سيرة: ستيف بالمر

إلى هنا نكون قد عرفنا كمًّا هائلًا من المعلومات التي تمثلت في مسيرة أحد أكبر المتبرعين في التاريخ المشتمل على الأعمال الخيرية وأعمال التطوير والتنمية، وأحد أغنى أثرياء العالم في الهند عظيم بريمجي، آملين في حصولك عزيزي القارئ على أكبر كم معرفي وثقافي يمدّك بالإلهام خلال الحياة العملية الخاصة بك.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.