10 أسباب لتبدأ التخطيط لحياتك من الآن

الإنتاجية ليست حادثًا إطلاقًا. بل هي دائمًا ما تكون نتيجة للالتزام بالامتياز، والتخطيط الذكي، وتركيز الجهود.

– باول ماير

التخطيط وكثرة المتغيرات

قد تشعر أن التخطيط أمر محكم، فإذا خططت لخمس سنوات أو عشر سنوات من حياتك فكل شيء سيسير وفق الخطة

وهذا غير ممكن فعليًا. فنحن نعيش في زمن كثرت فيه المتغيرات. وكل ما يمكنه أن ينحرف عن الخطة فسينحرف عنها – وفق قانون مورفي.

لذا من المحتمل جدًا أن تجد نفسك بعيدًا عن أهدافك التي خططت لها، وهذا ليس بالضرورة أمر سيء.

بل لا يعني مطلقًا أن تسير دون خطة؛ لأن الأمور التي تطرأ على خطتك قد تكون سببًا في تحسينها إذا ما كيّفتها لخدمة أهدافك بشكل صحيح.

أعود فأقول أن وضع خطة لحياتك هو أمر أساسي لتحقيق النجاح. لكن تأكد من وجود قدر من المرونة في خطتك

بحيث تسمح لها بالتكيف مع المتغيرات التي قد تطرأ عليها. وضع مؤشرات قياس أداء تساعدك في معرفة تقدمك نحو الهدف.

إذًا فالأسباب التي توجب عليك وضع خطة لحياتك عديدة، أذكر منها:

السبب 1: ترتيب الأولويات

القصة التي ذكرها د. ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للناس الأكثر فعالية حول ترتيب الصخور الكبيرة والحصى والرمل والماء في جرة

توضح كيف يمكن لسوء التخطيط أن يعطل حياتك بشكل كبير.

فالصخور الكبيرة هي الأمور الهامة في حياتك كالعائلة، والأصدقاء، والعمل، وأي أمر لا غنى عنه في حياتك.

أما الحصى والرمل والماء فهي تمثل الأشياء الأقل أهمية كالتسوق، والرد على الرسائل.

فإذا كنت ممن لا يخططون لحياتهم فحتمًا ستنسى بعض الصخور الكبيرة – والتي تمثل الأشياء الهامة في حياتك – ثم تجد جدولك لا يتسع لها.

وستجد حياتك مليئة بالمهام التي لا تنتهي دون أن تحقق شيئًا ذو قيمة.

السبب 2: الهدف

تخطيط حياتك يساعدك على تحقيق هدفك، بغض النظر عن ماهية الهدف. يقول ستيف مارابولي (أخصائي علم السلوك):

إذا لم تكن تعلم يقينًا أين أنت ذاهب، فكيف ستعلم متى ستصل؟

– ستيف مارابولي

فالحياة دون هدف كقيادة سيارة دون تحديد وجهة، فكلما قطعت مسافة أكبر تعبت أكثر، لكنك لن تصل إلى أي وجهة.

أما بوجود خطة فستركز كافة جهودك على الوصول لهدفك في الحياة، ومع الإصرار والروح الإيجابية ستصل لهدفك مهما كان بعيدًا.

السبب 3: الدافع

تكمن أهمية الهدف بالنسبة لك في تشكيل دافع يحركك طيلة فترة عملك وحتى وصولك للهدف. فلا شيء يشعرك بالكسل والملل من العمل كعدم وجود أهداف.

فعندما تضع هدفًا تحبه – كشراء سيارة أحلامك عند بلوغك سن 35 – فهذا سيعطيك دافعًا مستمرًا للعمل بجد وادخار المال لأجل تحقيق ذلك الهدف.

صحيح أن تحديد الأهداف وحده لن يكون كافيًا لنجاحك، لكن تحقيق أهداف قريبة المدى سيشعرك بالتقدم وسيحافظ على مستوى دافعية مرتفع لديك.

السبب 4: الرضا

عندما تنجز مهمة أو تحقق هدفًا تشعر بالرضا الذاتي، وبقدر ما تكون المهمة صعبة بقدر ما يزداد الشعور بالرضا لديك.

لكن إذا فقدت الهدف فقدت الرضا. لأن تحقيق الأهداف هو منشأ الرضا.

لذا فإن التخطيط يعدّ سببًا غير مباشر لتحقيق الرضا.

السبب 5: صناعة القرار

صناعة القرار هي عملية معقدة تدخل فيها متغيرات كثيرة. لكنها ستكون أصعب إذا لم يكون لدى صانع القرار هدف يوجهه

فالخيارات تكون متشابهة ما لم تكن هنالك أهداف يراد تحقيقها.

إذًا فوجود خطة سيساعدك على صنع قرارات تقربك في كل خطوة من هدفك.

السبب #6: الشعور بالأمان

الخوف والقلق يلازمان من لا خطة له. فتراه يخشى الإقالة من وظيفته، ويخشى الظروف الاقتصادية السيئة في بلده

ويخشى من كل صغيرة وكبيرة. لأنه لم يقم بإعداد أي خطة تحقق له الأمان.

يقول وينستون تشرتشل:

لندع مخاوفنا المستقبلية تصبح تفكيرًا وتخطيطًا مستقبليًا.

– وينستون تشرتشل

ويعد التخطيط المالي سببًا في خفض التوتر والقلق وتخفيض المصاريف بشكل كبير.

السبب 7: التفويض

يعتقد الكثير من الناس أنه كلما أضاف مهامًا إلى حياته كلما كان منتجًا أكثر. وهذا فعليًا هو نتيجة ضعف أو عدم تخطيط.

لا أحد يستطيع فعل كل شيء، فالأشخاص المهووسون بفعل كل شيء تراهم يتركون المهام مفتوحة أو ينجزونها بشكل سيء.

لذا يعد التخطيط هامًا فيما يمكنك فعله بنفسك وما يتوجب عليك تفويضه لغيرك كي ينجزه.

احفظ وقتك بالتخطيط لما يمكنك فعله خلال اليوم، وفوّض بقية المهام التي يتقنها غيرك أو لا تمتلك الوقت لتنفيذها إلى الآخرين.

السبب 8: الاستراتيجية

جميعنا لديه استراتيجيات يومية يقوم بتنفيذها بشكل عفوي. فمثلًا كل الناس يلبسون الجوارب قبل الحذاء

لأن فعل العكس ليس منطقيًا. لكن الكثير من الناس يفعل أشياء غير منطقية في حياته بسبب غياب التخطيط.

هناك عدة طرق توصلك إلى نفس الهدف، لكن تكمن قيمة الاستراتيجية في اختيار أفضل تلك الطرق.

بعض الناس يعتقد أنه من الأفضل ترك الأمور تسير على طبيعتها، وقد ينجح ذلك لبعض الوقت. لكن في غياب الاستراتيجية في شؤون حياتك الهامة سينتهي بك الحال بلا شيء!

السبب 9: السيطرة

بينما تحدث 90% من الأشياء حولك خارج نطاق سيطرتك، لا يزال بإمكانك الإمساك بزمام الـ 10% المتبقية من خلال التخطيط.

تحديد الأهداف، ووضع الاستراتيجيات، والتفويض، كل تلك الأشياء هي آليات للسيطرة.

فهي أشبه بالمقود للسيارة توجهها كيف تشاء استجابة لمتغيرات البيئة والمرور من حولك.

السبب 10: النجاح

يختلف مفهوم النجاح من شخص لآخر، ففي حين يراه البعض في تحقيق المال والشهرة، يراه آخرون في إسعاد العائلة والمحافظة على الصحة.

والنجاح هو مجموعة من الأهداف التي تمثل شخصيتك أنت.

في كل الأحوال، التخطيط جزء أساسي من أي نجاح، ولكل مرحلة من مراحل العمر نجاحها الخاص.

الآن أصبح لديك 10 أسباب للبدء بتخطيط حياتك واتخاذ إجراءات عملية تحد من الفوضى في حياتك ابدأ بتحديد الأشياء الأهم (الصخور الكبيرة) ثم الأصغر فالأصغر. وحدد لنفسك هدفًا محفزًا يدفعك للاستمرار كلما فترت همتك.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. فيصل ب يقول

    كاتب متميّز شكرا لإثراء المحتوى العربي.