مفهوم إدارة الجودة الشاملة

مفهوم إدارة الجودة الشاملة له أهمية كبيرة كتعريف فهو أصبح وظيفة أساسية للعديد من المنظمات، وفلسفة إدارية تتبعها المؤسسات للحصول على الميزة التنافسية للحفاظ على الاستمرارية والبقاء، ومن خلال موقع صناع المال نوافيكم بكل ما يتعلق بهذا المفهوم الإداري.

مفهوم إدارة الجودة الشاملة 

من المعروف أن الجميع يبحث عن الجودة في كل ما يتعامل معه في ظل التغيرات السريعة التي تطرأ، وظهور الأسواق العالمية، حيث يزداد التنافس والفائز هو من يكون قد استوفى شرط الجودة.. وهنا تصبح الجودة مسؤولية كبرى، ويُمكننا أن نقدم في هذا الصدد أكثر من مفهوم لإدارة الجودة الشاملة:

  • تعد من أكثر المفاهيم الفكرية والتي تتخذ الطابع الفلسفي والعلمي، وأخذت مساحة هائلة وواسعة من قبل الدارسين والباحثين والإداريين والمختصين، فكل هؤلاء يهتمون بمجال التطوير وتحسين الأداء في الخدمات التي يتم تقديمها للمستهلك.
  • هي التطوير والمحافظة على إمكانيات المؤسسات من أجل الحفاظ على الجودة، ويكون ذلك بصفة دورية استجابة للمتطلبات واحتياجات المستفيد، وينتهي الأمر بقياس مدى رضا المستفيد عن الخدمة المقدمة له.
  • تعني التفوق في الأداء عن طريق عمل الموظفين مع بعضهم؛ للعمل على زيادة المستهلكين.
  • عبارة عن سلسلة إجراءات إدارية وفنية يتم فيها الالتزام الكامل لإشباع متطلبات وتوقعات المستفيدين، عن طريق التحسين المستمر في كل المجالات، مع العلم أنّ الجودة قد ترتبط بجودة المنتجات أو جودة الخدمات وجودة العمل ذاته.
  • عبارة عن إطار فكري منظم يُركز على تحقيق الرضا لدى المستهلك من خلال جعل العاملين يساهمون ويشاركون في التطوير والتحسين المستهدف.

يختلف أيضًا تطبيق الجودة الشاملة بين الاتجاهات الإدارية الحديثة في القطاع العام عن القطاع الخاص فهي تقوم على عدة مبادئ.. فالمؤسسات الحكومية تحتاج أكثر لتطبيق إدارة الجودة الشاملة.

كما يعمل هذا الأسلوب على حل عدد من المشكلات أهمها هدر الموارد ومعالجة أي قصور في الموارد المالية.. كما تعمل على رفع مستويات الأداء.

اقرأ أيضًا: كيفية إدارة المشاريع الصغيرة

نشأة إدارة الجودة الشاملة

ظهر في بادئ الأمر في أمريكا وبريطانيا واليابان منذ الثمانينات، وفي مختلف المؤسسات خاصة في القطاع العام من الفنادق والشركات الإنتاجية والمؤسسات التعليمية الأمر الذي ترك انطباع عام للتطوير والتحسين المستمر.

ماذا بعد تطبيق إدارة الجودة الشاملة؟

عدد من المنظمات تبنت تلك الفكرة الخاصة بمفهوم الجودة الشاملة، وبالفعل تم تحقيق نتائج مبهرة عملت على تشجيع العديد من المؤسسات لتبنى الفكرة أيضًا، ومن أشهر الأمثلة شركة الخطوط الجوية البريطانية وشركة بول ريفر للتأمين والبريد الملكي.. مما أظهر عدد من النتائج الإيجابية:

  • أصبح هناك قابلية مستمرة للابتكار والإبداع وتوليد الأفكار للتحسين المستمر.
  • انخفضت شكاوى المستخدمين بحد كبير من جودة السلع أو الخدمة المقدمة.
  • تحسنت الاتصالات وطرق التعاون بين الوحدات لاستكمال جودة الخدمات والمنتجات.
  • تحسنت العلاقات الإنسانية ورفعت الروح المعنوية سواء للعامل المنتج أو المستخدم.
  • تخفيض تكاليف الخدمة بسبب توقف تكرارها حيث يتم إنتاج الخدمة بجودة ممتازة من أول مرة.
  • زيادة الأرباح وزيادة الإنتاجية وبالتالي زيادة العائد الاستثماري.
  • زيادة نصيب السوق، فمع ارتفاع الجودة زاد الطلب.
  • قلت شكاوى العاملين بسبب جودة الخامات اللازمة لإنتاج المنتج أو الخدمة المقدمة بالإضافة لقلة الحوادث الصناعية.

اقرأ أيضًا: ما أهمية إدارة المشاريع وأهم صفات المدير الناجح

معايير إدارة الجودة الشاملة

توجد مجموعة من المعايير التي يجب على بعض المؤسسات والمنظمات مراعاتها لضمان تحقيق الجودة.

أولًا: إشراك العاملين في العملية

أكدت الإحصائيات الكمية إن 85% من المشكلات التي تواجه تحقيق الجودة مرتبطة بشكل أساسي بالمواد الأولية والعمليات التشغيلية، حيث أصبح من المتعارف عليه عمليًا تشارك العاملين في إبداء رأيهم واتخاذ بعض القرارات.

مما كان عاملًا كبيرًا في تحقيق الأبعاد التي تستهدف تحقيق الجودة والتقليل من المشكلات التي قد تواجه العمل، وذلك بسبب خبرتهم في المجال وأيضًا قابليتهم في التعلم أو توليد الأفكار.

الدليل على ذلك التقدم الذي أحرزه المجتمع الياباني في تحقيق الجودة؛ بسبب الاعتماد على أسلوب المشاركة والمساهمة بين العاملين وبعضهم البعض وبعض ممثلي الإدارة.

يتم تحقيق ذلك من خلال إطلاق بعض الفعاليات والتشجيع على حرية إبداء الرأي والإبداع، وأيضًا عمل برامج تدريبية لمواكبة التطورات ومعايير الجودة المتغيرة، وبث روح التعاون والمشاركة بين العاملين وذلك لتحقيق الجودة.

ثانيًا: برامج التعلم والتدريب

مجتمعنا المعاصر يتسم بحد كبير بالاستهلاكية وأيضًا يتسم بالتغير وزيادة معايير متطلباته؛ الأمر الذي يستدعي المؤسسات أن تتسم بالمرونة لتستجيب لمتطلبات المستهلك ومواكبة معاييره.

لذا هي تعد من أهم أعمدة وركائز إدارة الجودة الشاملة، فذلك يأتي من خلال تدريب وتعليم العاملين، فالمساهمة في التطوير من أنشطة إدارة الجودة الشاملة الأساسية ومساهمة العاملين أنفسهم في خلق القرارات.. قد يكون له تأثير فعال.

ثالثًا: نظم الاتصال في المنظمة

يجب على المؤسسة هنا لتحقيق معايير الجودة توفير نظم معلومات ونظم اتصالات فعال، وتكون ذات بعد موضوعي هادف، كما يعتمد على العاملين لسرعتهم في إدراك الحقائق بشكل عام.

رابعًا: التركيز على المستفيدين  

هم الذين يستهلكون الخدمات والمنتجات وهم أيضًا المحور الأساسي للأنشطة التي ترتبط بإدارة الجودة، كما أنه الشخص الذي تتمحور حوله العملية الإنتاجية التي تستهدف تحقيق تطلعاته ورغباته.

أما المستفيد الداخلي يتمثل في الأفراد العاملين، وهم يعملون كمراقبين لجودة الخدمات والمنتجات بشكل أساسي وعام.

خامسًا: الأسلوب العلمي في اتخاذ القرار

ما يعني باتخاذ القرارات الفنية والإدارية والتنظيم، ذلك يرتبط بالتنظيم، حيث يكون اتخاذ القرارات معتمد بشكل أساسي على الدراسات العلمية، وباعتماد ذلك الأسلوب سيتم تحقيق بعض الأبعاد الأساسية:

  • الجودة في التصميم
  • الجودة في الأداء
  • الجودة في المطابقة

سادسًا: استخدام الإحصائيات في ضبط الجودة

ركزت القيادات الإدارية في المنظمات على قياس الجودة ومدى تحققها في الخدمة على الأساليب العلمية الإحصائية، وهي من أكثر الأساليب انتشارًا.

سابعًا: الالتزام طويل المدى بالجودة 

العمل الدائم على استمرارية التطوير والتحسين لترسيخ المنتج وتأصيله، حيث إن ذلك يتطلب استجابة فعالة للمتغيرات وتبسيط الإجراءات والفعاليات.

ثامنًا: توحيد أهداف المؤسسة والعاملين

يمكن تفعيل إدارة الجودة بشكل أساسي من خلال إدارة القوى البشرية وتعزيز روح المسؤولية لدى جميع المشاركين في العملية الإنتاجية، وإظهار صور العمل الجماعي العائلي وتدعيم صور الارتباط الفكري بين الفرد والجماعة.

اقرأ أيضًا: ماهي وظائف إدارة الموارد البشرية

مراحل تطور إدارة الجودة الشاملة

بالطبع لم يظهر المفهوم بتلك الطريقة المتطورة التي نشهدها في الوقت الحالي مرة واحدة، لكن بدأت فكرة تم تطويرها وبعدة خطوات ومراحل ولكل مرحلة مفكريها وروادها.

  • مرحلة أوائل الأربعينات من القرن الماضي: استخدام الأساليب الرياضية والإحصائية في تحليل عمليات الفحص والإنتاج للسلع والخدمات، وذلك في مختلف المؤسسات والمنظمات وتلك الأساليب كان لها دور فعال في التحسين والتطوير.
  • مرحلة الخمسينات: وضع فريق عمل متخصص لمتابعة الجودة في المؤسسات الصناعية التي كان لهم دور فعال في تحسين منتجاتهم وخدماتهم للمجتمع الياباني، ومـــن هــــنــــا اشتهت اليابان ومنتجاتها الصناعية كرمز للجودة المستمرة.
  • مرحلة الستينات: دخلت بريطانيا المجال لتبني الفكرة وأبدت اهتمامًا واسعًا بالمجال، حيث ركزت على تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطويرها وكل ما يتعلق بجودة الخامات وأساليب العمل والإنتاج الإجراءات التدريبية للعمال، واختيارهم بدقة.
  • مرحلة الثمانينات: خلال تلك الحقبة تزايد التركيز على إدارة الجودة وبشكل أساسي ورئيسي، حيث أصبحت سلاح تنافسي بين المؤسسات الخدمية والمنظمات الإنتاجية.
  • مرحلة التسعينات: ظهر مفهوم إدارة الجودة الشاملة بتطوراته التاريخية الملحوظة التي تتمثل في ظهور العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات والتجارة الحرة وشبكات الإنترنت، وكل ذلك جعل من إدارة الجودة الشاملة ساحة تنافسية أساسية لها أهميتها التي لا يستهان بها.

سنجد مما سبق أن التطور الذي شهده مفهوم إدارة الجودة الشاملة ذو طبيعة متداخلة ومترابطة بحد كبير مع بعضها البعض، وهو ما تم بأبعاد تطورية معينة أثرت بشكل كبير على تحسين السلع والخدمات.

مفهوم إدارة الجودة الشاملة يعتبر من المفاهيم الإدارية الحديثة التي يكون هدفها الأسمى هو التحسين والتطوير في الخدمات المقدمة من المؤسسات، وتحقيقها يحتاج لعدة خطوات تستوفي الاستمرارية والدقة.

قد يعجبك أيضًا
التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.