تزداد مخاطر الإعلان والدعاية في الوقت الحالي في ظل التعرض المستمر والمتكرر للإعلانات طوال اليوم، وتتمثل مهمة الإعلان والدعاية في تعريف الناس بما يجب شراؤه من العديد من المنتجات، وذلك لإشباع حاجتهم لأحد المنتجات، وهي رسالة يتم تقديمها بطريقة متعمدة وجذابة للتحكم بالتفكير أو لبناء فكرة معنية، ومن خلال موقع صناع المال سنتناول هذا الموضوع بشكل مفصل.
إحدى مخاطر الإعلان والدعاية
مثلما تؤثر الإعلانات والدعاية في ترويج السلع، تؤثر أيضًا على عادات وأذواق الناس واختياراتهم اليومية، ويظهر ذلك بشكل واضح في وسائل الإعلان أو وسائل التواصل الاجتماعي وطريقة تفاعل الجمهور والتأثر بها.. إلا أنها لا تخلو من المخاطر المُحققة.
اقرأ أيضًا: شروط فتح محل دعاية وإعلان
أولًا: التلاعب بتفكير الجمهور
إحدى مخاطر الإعلان والدعاية أنها تتلاعب بطريقة تفكير الناس وتسيطر على أفكارهم عن طريق إقناع المُشتري بأن الخدمة التي تقدمها يمكنها أن تجعل حياته مثالية بشكل ما، وأنه بدونها ستصبح حياته صعبة، أيضًا من المخاطر التأثير على آرائك وتوجهاتك ودفعك للشراء بغض النظر عن الهدف وراء الإعلان.
لكنها على صعيد آخر تعتبر وسيلة مفيدة وسهلة في التعريّف بمختلف المنتجات المتاحة في الأسواق المحلية والعالمية.
ثانيًا: الشعور بأنك لست جيدًا بما فيه الكفاية
تُظهر الإعلانات الصورة المثالية التي لا تكتمل إلا بوجود بعض الخدمات أو المنتجات التي تسوق لها هذه الإعلانات، وعندما تشاهد إحدى هذه الإعلانات تقوم بشكل لا إرادي بمقارنة حياتك الواقعية بها.
قد تعتقد بأنك لست جميلًا أو ذكيًا أو سعيدًا من دون وجود ذلك الشيء، والسبب في ذلك هو الأسلوب الجذاب للإعلان من أجل دفعك إلى الحصول على ذلك الشيء.
ثالثًا: الشعور بأن السعادة مرتبطة بالاستهلاك
إحدى مخاطر الإعلان والدعاية أنها تحاول إظهار مشكلة أو حاجة من الحاجات المادية أو المعنوية لدى المستهلكين ثم تقدم لهم الحل.
في كثير من الأحيان تقوم بخلق هذه المشكلة أو وضع الضوء عليها وقد تجعلك تشعر أن السعادة والراحة مقرونة بالاستهلاك أو شراء الخدمة التي تروج لها، وبذلك من الممكن أن تشعر بالذنب والإحباط إن لم تستطع شراء بعض السلع التي تكون باهظة الثمن.
رابعًا: فقدان القدرة على التفكير الناقد
يعتبر التفكير النقدي ضروري من أجل مواجهة مخاطر الإعلان والدعاية، عندما تفكر بشكل نقدي يمكن أن تميز خداع الشركات المعلنة وتكون قادرًا على أخذ قرار سليم وأنت غير متأثر بالأساليب المستخدمة في الإعلانات أو الدعايات.
عندما نقرر شراء منتج ما أو الحصول على خدمة يجب علينا التفكير بشكل نقدي في الإعلانات المعروضة عن هذه الخدمة، يجب النظر بعين ناقدة لأن هذا يساعد في التفرقة بين المنتجات ذات الجودة الجيدة أو الرديئة.
لأن هناك بعض الشركات لا يهمها الجودة بقدر ما يهمها دفعك بكل الوسائل للشراء من المنتجات أو الخدمات المتوفرة عندها باستخدام عناصر جذابة أو مضللة، وعدم تضمين بعض المعلومات السلبية عن المنتج أو الخدمة.
خامسًا: التأثير العاطفي
تعتمد وسائل الإعلان باختلاف أنواعها سواء مرئية أو مسموعة في التأثير على عقول الناس وأفكارهم بشكل غير مباشر، عن طريق تكرار الإعلانات بطرق جذابة وربط شخصيات محببة للناس بالمنتجات التي تقوم بالترويج لها.
مثل أن يقوم ممثل أو مغني مشهور بالظهور في الإعلان وهو يستخدم منتج ما بحيث يتم ربط قيمة المنتج بالشخصية العامة التي تقدمها، ويخلق رابط بين مشاعرهم تجاه الشخصية التي تظهر في الإعلان وبين السلعة التي يتم الترويج لها، وهذا التأثير العاطفي يعزز من مصداقية المنتج التجاري لدى المستهلك.
اقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي في العمل
سادسًا: تشجيع الاحتكار
من مخاطر الإعلان والدعاية أنه يقلل المنافسة بين المنتجات المتاحة والجديدة، ويمكن كبار الشركات والمنتجين من استخدام الإعلانات لزيادة سيطرتهم الاحتكارية على السوق ضد المصلحة العامة، بحيث يزيد الإعلان من الوعي ببعض المنتجات ولكنه يتسبب في إغفال جميع الخيارات الأخرى.
سابعًا: التوجيه الخاطئ للقوة الشرائية
يتأثر المستهلكون بالإعلانات المنتشرة التي تدفعهم إلى شراء منتجات باهظة الثمن وقليلة المنفعة، وهذا يعد من العوامل المؤثرة في العرض والطلب وينتج عنه ما يسمى بالتوجه الخاطئ للقوة الشرائية.
ثامنًا: خلق رغبات لا تتحقق
تظهر مخاطر أو سلبيات الإعلان في كونه يؤثر على وعي الجمهور ويخلق رغبات وحاجات لمنتجات كمالية، والتي لا يقدر معظم الناس على شرائها، وهذا يعزز الرغبة بلا مقابل ويسبب الشعور بالنقص والإحباط.
تاسعًا: نقص الوعي المادي
يجعل من السهل على المروجين للسلعة إقناعك بشراء سلعة ذات قيمة منخفضة لإشباع حاجة مؤقتة، بدلًا من شراء سلعة يمكنك استثمارها والحصول على عائد مادي منها على المدى البعيد.
اقرأ أيضًا: ما هي وظيفة متخصص السوشيال ميديا social media specialist ؟
عاشرًا: الخلط بين خصائص المنتجات
يتم الترويج للعديد من السلع المتشابهة في الأسواق، لكن الشركات المعلنة تركز بشكل كبير على الاختلافات بين المنتجات التي غالبًا ما تكون طفيفة، مثل طريقة تقديم المنتج والشكل والصيغة المعلن عنها.
على سبيل المثال الكثير من الماركات التجارية لمستحضرات التجميل تؤدي نفس الوظيفة ولكن يتم الترويج لها والإعلان على أنها منتجات جديدة ومختلفة تمامًا.
إنّ لوسائل الإعلان إيجابيات كما أن لها مخاطر، ولكي ندرك مخاطرها من المهم أن يكون لدى المجتمع الوعي الكافي للتمييز بين الحاجات الدائمة والرغبات المؤقتة التي تلعب عليها وسائل الإعلان عند الترويج للسلع.